ياسر زين العابدين المحامي يكتب : الحزب العجوز والمُعادلات الصفرية

24  أكتوبر 2022 م
مارس 2012 أجرت صحيفة “أخبار اليوم” حواراً مهماً جداً…
مع محمد علي هلاوي القيادي بالحزب الشيوعي سابقاً…
أكد فيه علم الحزب الشيوعي بانقلاب
الإنقاذ عام ١٩٨٩…
وعلمه بأنّ من قاد الانقلاب إسلاميون
مائة في المائة…
العلم هذا تسنى من عضوية الحزب…
قالها بتأثر إن التخاذل والتواطؤ بفعل
الانتهازيين بالحزب…
حوار بأحشائه دلالات، إشارات عبرت عن حقيقة فظيعة…
كشفت بأن الحزب تخلى عن شعاراته
لبس طاقية الإخفاء لإخفاء حقيقته…
أوهمنا أنه قاد الصراع ضد الإنقاذ… داس الأبنص ليصل مرحلة صفرية، إنها فرية، أكذوبة…
وإنه يقود مُعادلات الثورة الصفرية
هذا الحزب العجوز…
مازال يُوهمنا وحده من يتقيّد بزخم
وروح الثورة…
يفرض وصايته، ويضعها تحت إبطه…
ويتجشأ ثم يقول، أنا مَن يُنفِّذ…
نظرية جماهيرية التنظيم والحزب…
يتكئ على أوهام، ويشرب من فكرة
قديمة ما عادت تصلح…
لقد نسي أخطاءه المؤلمة، لم يعترف بها أو يعتذر…
أخطاؤه أثّرت على تاريخ الوطن…
حفرت على صدر الوطن جرحاً غائراً…
حزب بعيد عن مُمارسة الديمقراطية
تُدار الأمور داخله عكسها تماماً…
ولم يتجاوز ماضيه، غرق فيه حَدّ
أذنيه….
غرق بذات البئر، شرب من نفس
مائها الراكد…
بترويجه لفكرةٍ باليةٍ يرقعها بخيوط مُلوّنة عَلّها تُداري فتق الخرقة…
وينعق كالبوم لكي يعبر إلى هناك…
فلا عدالة، لا إصغاء، فعليك بالتنفيذ…
وتبنيه للموقف الجذري عن طريق الثورة…
ليصل إلى دولة جديدة لا علاقة لها
بالماضي…
وهو جُزءٌ من ماضٍ بغيض إبان حقبة
مايو وتداعيات أحداثها…
مثل هذا الماضي أسوأ إسقاطاته ثم
سقوطه بجب العزلة….
الفكرة الوهم تُكرِّس للصِّراع والنِّزاع
تفضي لركام الخراب…
الحزب هذا يشرب من فكرة العُنف المعنوي…
لأنّها فزاعة يقتات منها متى جدّ جديدٌ…
الحزب خُطُوطه مُتباعدة بلا كوادر
قيادية مُؤهّلة…
لا يعرف كيف يعيد صياغة الظروف
تبعاً لمُقتضياتها…
يتكلّس فلا يقود للنهايات المطلوبة…
أخطاؤه عدة، لكنه لم ولن يعتذر ولن يعترف يوماً ما…
ولم يتجاوز ماضيه إنما غرق بذات
البئر…
وشرب منها، وتقيأ فيها وأعاد فيها
كل ما ببطنه…
وهتف بالظلام نحن مَن يَقُود صراع
المُعادلات الصفرية…
ثُمّ يعترفون بالضعف جهاراً نهاراً…
صرخ أحد قادتهم بالأمس وتحدّث عن الانتخابات، قال…
سيكسبها الإسلاميون عشر مرات إذا ما بدأت رحاها…
أو لنقل عشرة صفر بلغة كرة القدم إذا ما دخلوها…
لقد فهمنا لماذا يرفضون الانتخابات…
لماذا تمد آجالها بكل مرة بلا سبب…
ألم يَكُ الهتاف الجوع ولا الكيزان…
الأحزاب باتت تخشاهم وبالتالي لا داعي لإقامتها…
هل الحل استمرار الانتقاليّة إلى ما شاء الله…
ما أشبه الليلة بالبارحة…
والبارحة حوارٌ أجرته “أخبار اليوم” وقتذاك…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى