ياسر زين العابدين المحامي يكتب :   مغيبون

20 اكتوبر 2022م

تراجعنا للوراء في كل شيء…

بالمعاش، الأمن، ورائحة الموت هنا

وهناك…

لا دماء بالوجه تراجيديا كتبت بلا

بداية ولا نهاية…

كل شيء ذهب ولم يعد هناك بقية…

ذهب لم يبق منه ما ينفع الناس…

ذهب أدراج الرياح وما بدّد الظلمة…

وهي ساهية، لاهية، نائمة، تائهة…

قالوا صاحية، صافية كما النسيم أو

كما (حليوة) عند القدال…

نحب محاسنها، نغض الطرف عن

قبحها ولؤمها…

نُعادي من عاداها بلا منطق، نغضب ممن يغاضبها بلا فهم…

وهي تُقدِّم رِجْلاً وتُؤخِّر مرّتين…

تُدار ضدها حربٌ تستهدف هدمها…

تقيد قُدرتها على تنفيذ أهدافها…

مكائد بالجهاز الإداري تمضي هناك…

شبكاتٌ بالجهاز التنفيذي كذا تمضي..

تحالفات ترغب بتأسيس…

دولة فوق الدولة، ليس دولة ضمن الدولة…

علاقات مُتعدِّدة مُتشابكة مُترابطة ومصالح مُشتركة…

تُخطِّط للأزمات، الرُّعب، للخيبة…

للمصالح، المنافع، للعجائب…

الثورة لم يعترها موت الفجأة…

دورة حياتها تبدأ، تستمر بالشهيق والزفير…

فما لا يقتل يقوِّي، لكنها بقيت مُجرّد صورة بلا ملامح…

وجودها رمزي باهت بنهاية اللوحة…

استهلكوا شرعيتها من إنجاز مُهدِّد بالخوف، بالقلق، بالمُؤامرة…

روّعت بالخلاف، طوقت بأزمات مصنوعة…

مجموعات الظلام تُحرِّك البيادق…

بعيدة عن العيون، وعميقة الجذور…

تحلم بإعادة ماضٍ تولى…

تتخفى تحت سطح مظهري…

تشغل وظائف دائمة، ومناصب مُهمّة…

بمواقع مفصلية ضمن منظومة الدولة الإدارية والأمنية…

تتحكّم بعملية تطبيق القانون…

بتنفيذ التّعليمات، وبتدفُّق المعلومات…

البناء الشبكي مُترامي الأطراف…

تأثيره ناعم وعنيف، يمهد للسقوط…

ونحن غارقون بالتفاصيل المملة…

بالمحاور، بالدوائر، بالحكايات…

لنستهلك ويموت فينا الشعور ويعاد

الإنتاج وترسم اللوحة…

ترتب الأوراق ويعبد الطريق بمهل…

والثورة مقيدة الإرادة…

فهم مزيج في الإدارة، المال، الأعمال..

خليط من المعلومات والقدرات…

خطر راجح يتهدّدنا ونحن نيام…

وواهمون، عاجزون، سادرون…

الكل يدعي أنه الثورة وأم الثورة…

لأجل مطالب لا تنتمي لأهدافها…

ينعتون الآخرين كذباً باسمها..

ينصبون الشِّباك ويصنفون باسمها…

ومَن يُدير موجة بمؤشر النهاية…

يكتب هناك كل شيء كل شيء…

ونحن غافلون بخيبة، لحدّ الثّمالة

وحدّ الوهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى