“تسوية سياسية من هندسة أصحاب المصلحة”.. فمن هم؟

تسوية سياسية من هندسة أصحاب المصلحة”.. فمن هم؟

الخرطوم: صلاح مختار

قضية هندسة أصحاب المصلحة أنفسهم في الوصول إلى تسوية سياسية وعلى أساس أوسع توافق ممكن، قضية جدلية وفضفاضة تفتح كل الأبواب أمام التكهنات والتأويلات وطرح الاستفسارات حول من هم أصحاب المصلحة الذين يقودون بأنفسهم عملية التسوية؟

كل إناء بما فيه ينضح, وكل تيار بما لديه من تحالف يرى أحقيته بقيادة التسوية؟ وبالتالي كما يرى البعض إذا كانت القوى السياسية أو الفريقين كما يسميهما البعض في الساحة الآن لن يلتقيا على نقطة واحدة فكيف تنجز الهندسة السياسية لأصحاب المصلحة في أوسع نطاق؟

رصاصة التسوية

ولأن الذي أطلق الرصاصة وأصاب بها أذهان الرأي العام الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي في السودان، السفير محمد بلعيش، يرى في تصريح صحفي، أن لقاء أعضاء الآلية برئيس مجلس السيادة، اتسم بروح الصراحة والإرادة المشتركة، الصادقة والقوية، للتوصل إلى تسوية سياسية تكون من هندسة أصحاب المصلحة أنفسهم وعلى أساس أوسع توافق ممكن. وقال: تناول اللقاء التطورات السياسية المتسارعة بالبلاد وآفاق الخروج من الأزمة الراهنة. وأضاف بلعيش: إن الحوار بين السودانيين، لا محيد عنه، مشيراً إلى أن السودان في أمسَّ الحاجة إلى الانفراج لتأمين التحوُّل الديموقراطي المنشود وبناء السودان الجديد.

مراجعة المواقف

ويرى القيادي بحزب الأمة القومي إمام الحلو، من المفروض الذي يحدِّد ويجاوب على السؤال بلعيش نفسه, ولكن أصحاب المصلحة الحقيقيين هم الشعب السوداني, ولكن التسوية مع الشعب السوداني تتم كيف؟ القوى السياسية مجمعة أغلبها على ضرورة إنهاء إجراءات البرهان في 25 أكتوبر، من العام الماضي, عدا الفلول من قوى الردة التابعين للمؤتمر الوطني, وقال لـ(الصيحة): نعتقد حتى الحركات المسلحة التي شاركت السلطة عليها مراجعة موقفها والانحياز للشعب، ووارد أنها تنحاز إلى الشعب حتى تصبح من أصحاب المصلحة. بالتالي إذا كان ممثل الاتحاد الأفريقي يفسِّر بمثل ذلك فإن أصحاب المصلحة هم الذين يسعون إلى ديموقراطية ومدنية المرحلة الانتقالية .

والحديث عن تسوية ما،  أي بمعنى المشاركة في حكم عسكري مع حكم مدني ما وارده, وقال: إما التسوية التي نراها هي إنهاء إجراءات الـ(25) من أكتوبر، من العام الماضي, والعودة إلى الحكم المدني الديموقراطي بإجماع القوى السياسية ولجان المقاومة والشعب السوداني عامة.

سابع المستحيلات

ولكن في ظل وجود تيارات أخرى تدعي الحق في التسوية, لا يرى الحلو أنها كبيرة بالقدر الذي يمكِّنها مقارعة التيار الأول, القطاع العريض من الشعب السوداني المؤمن بالتحوُّل الديموقراطي, وكأنما السلطة الحاكمة تراهن على أن إجماع القوى السياسية من سابع المستحيلات, وبالتالي قذفت بكرة أصحاب المصلحة لتبيان مواقفها, ربما يكون من وراء ذلك ما خفي أعظم. ولكن الحلو يقول: المطلوب الآن هو أكبر كتلة أو تشكيل مدني من القوى السياسية, ومن النقابات والاتحادات ولجان المقاومة, وبالتالي الغلبة الغالبة هي التي تمثل الشعب السوداني, وهم أصحاب المصلحة الحقيقيين في التسوية, بالتالي هي الروح الديموقراطية التي يجتمع فيها الناس لأنهاء تلك الإجراءات.أما غالبية الشعب السوداني هم أصحاب المصلحة، أما الفئة الأخرى المتماهية مع إجراءات البرهان هؤلاء عدد بسيط لا يشكِّلون شيئاً.

المبني للمجهول

الأفعال المبنية للمجهول من السهل إنتاجها في الجمل الفعلية، ولذلك عندما تجد حديث يحمل أوجه مختلفة من السهولة أن ترمي به في الكلام, ولكن من الصعوبة أن تجد ماذا يهدف إليه. ولذلك لا يجد المحلِّل السياسي والأكاديمي د.عمر عبد العزيز، تفسيراً لمصطلح أصحاب المصلحة إلا بسؤال صاحب المصلحة أو الذي أطلقه في الإجابة عليه, ولأن الساحة تمتليء وتتعدَّد فيها كل من يدعي أنه صاحب المصلحة, فإن المقصود من التصريح كما يراه عبد العزيز لا يجاوب عليه إلا من أطلقه, غير أنه قال لـ(الصيحة): المشكلة أن كل واحد يدعي أنه صاحب المصلحة, وأنه ممثل الشعب السوداني الوحيد, وأنه عنده الحق في التسوية. بالتالي الأمور كلها مختلطة مع  بعض, وكل التسريبات ليست بها معلومة وليس هنالك حقيقة، مؤكدة بمن هم؟ ولكن على العموم صاحب المصلحة هم جميع القوى السياسية التي شاركت الثورة عدا المؤتمر الوطني. وهذا باتفاق الجميع بأن الفترة الانتقالية لجميع القوى السياسية.

صاحب المصلحة

وقال عبد العزيز: المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير يرى فقط أنه صاحب المصلحة بالإضافة إليه القوى الثورية. ولكن حتى قوى الثورة سيتم اختزالها على قوى حزبية مثل أحزاب اليسار الأربعة وبالتالي اختطلت الأوراق. ولذلك من المهم الوصول إلى الاتفاقيات التي ترسم مع تلك القوى خارطة الطريق. ومعرفة حقيقة هل هنالك اتفاقيات أبرمت تحت الطربيزة أم لا؟ كما قال مناوي مع المجلس المركزي, أما التيارات الأخرى إذا  انضمت إلى مبادرة الطيب الجد والميرغني فإنها تصبح الكتلة الكبيرة وبالتالي تصبح هي الأقرب لتصبح ممثلة لأصحاب المصلحة الحقيقيين.

المشهد السياسي

ويقول محمد سيد أحمد الجاكومي، رئيس كيان الشمال: المتابع للمشهد السياسي وماتمخَّض عنه من تكتلات في الفترة الماضية يؤكد أن هنالك جانبين موجودين بشدة هي مجموعة الحرية والتغيير التوافق الوطني وحلفائها ومجموعة المجلس المركزي واعتماده على المكوِّن الخارجي تحديداً فولكر بيرتس، ومجموعة المكوِّن العسكري. وقال في حوار بموقع “النورس الآن”: انحصرت الدائرة الضيِّقة في هذه المكوِّنات الثلاثة بعد خروج المكوِّن العسكري من عملية الحوار أصبح مدني مدني. ومن الضرورة أن تجلس المجموعتين وتستصحب معها لجان المقاومة، أما مجموعة الممانعين الذين يقولون ليس هنالك حوار سيكونون خارج دائرة التسوية التي سنمضي بها لما ينفع الشعب السوداني الذي لن ينتظر مزيداً من التردد في عدم حسم الأمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى