تنصيب حاكم دارفور.. أحداث كوقلي تُخيِّم رغم الحضور الكبير

 

تقرير: الصندلي- محمد – حسن

احتفلت مدينة الفاشر وسط أجواء استثنائية بتنصيب مني أركوي مناوي حاكماً لإقليم دارفور المُضطرب بساحة الفرقة السادسة مشاة، بمشاركات معتبرة من ممثلين لبعض الدول الشقيقة وسفراء البعثات الدبلوماسية، وعدد من سفراء الدول، بجانب المشاركات الرسمية  لحكومة الفترة الانتقالية برئاسة رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وممثل رئيس مجلس الوزراء أحمد آدم بخيت، وولاة ولايات دارفور الخمس وزعماء الإدارة الأهلية على رأسهم الشيخ موسى هلال ورجالات الطرق الصوفية، وأجهزة الإعلام القومي والعالمي، وحشود جماهيرية مقدرة من مجتمع الولاية، ولكن نفذ الرحل مقاطعتهم لحفل وبرنامج التنصيب على خلفية أحداث بادية كولقي التي وقعت الأسبوع الماضي، ووصف مراقبون هذا الراهن بالانقسام المجتمعي وسط المجتمع الدارفوري، حيث امتلأت الطرقات بالأجهزة النظامية تأميناً للحدث بجانب تحليق الطائرات العسكرية في أجواء المدينة رصدًا ومراقبة لمجريات سير  الاحتفال.

رغم الأجواء المشحونة بالتناقضات مرّ برنامج التنصيب بسلام، تسلم مني أركو مناوي مهامه حاكماً للإقليم إنفاذاً لاستحقاقات اتفاقية جوبا لسلام السودان،  في احتفال التدشين الذي أقيم بميدان الفرقة السادسة مشاه بالفاشر.

وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي  الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدى مخاطبته الاحتفال بهذه المناسبة الشروع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية فوراً، وجدد المضي قدمًا في تنفيذ بنود اتفاقية جوبا لسلام السودان لترسيخ قيم التعايش السلمي والاجتماعي بين مكونات المجتمع وصولاً الى سودان آمن ومستقر، ودعا الجميع للمحافظة على مكتسبات السلام. وأكد البرهان الاهتمام بقضايا النازحين واللاجئين، مؤكداً دعم حاكم إقليم دارفور لتنفيذ مشروعاته وبرامجه لتحقيق غايات وطموحات أهل دارفور.

دعوة للمصالحات الاجتماعية  

لم تغب فكرة الانقسام المجتمعي عن بال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي،  فقد تحدث عن جهود شركاء السلام لمشاركتهم ووقوفهم مع اتفاق السلام، وحيا شهداء ثورة ديسمبر المجيدة والنازحين واللاجئين لانتصارهم للحق، وقال إن أولويات فترة حكمه للإقليم تقوم على خلق أرضية تستوعب المشاريع التنموية والخدمية التي تجذب اللاجئين والنازحين والمستثمرين، بجانب التواصل مع المجتمع الدولي والمانحين، وأعلن مناوي عن تدشين العديد من المشروعات التنموية كاشفاً تنفيذ مشروعات خدمات المياه والكهرباء بدارفور، وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية وفقاً لنصوص اتفاقية جوبا، وفتح التجارة الحدودية مع دول الجوار وترقية وتطوير التعليم بدارفور، ودعا لأهمية المصالحات المجتمعية وترسيخ القيم الاجتماعية بين مكونات المجتمع السوداني لتحقيق التنمية والتطور في كل المجالات، مبيناً أن التحديات التي تواجهها البلاد سيتم تجاوزها بفضل إرادة وعزيمة أبناء الشعب السوداني.

تعزيز الأمن والاستقرار

وطالب ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير التنمية الاجتماعية أحمد آدم بخيت مجتمع  دارفور للوقوف مع حاكم إقليم دارفور بهدف إنجاح مشروعات وبرامج اتفاقية جوبا لسلام السودان التي من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار، وأشار الى أن أولويات الحكومة الانتقالية تتمثل في تحسين الاقتصاد الوطني، وتحسين صورة السودان في الخارج، وقال إن الانتقال الديمقراطي هدف جوهري تسعى إليه حكومة الفترة الانتقالية لتحقيق انتقال سلس وسلمي للسلطة مع تعزيز الأمن والاستقرار، وأشار إلى أن الأمن مسؤولية الجميع والتعاون مع الأجهزة النظامية، مناشداً الجميع بتفويت الفرصة على أعداء السلام .

تنفيذ الاتفاقية

من جانبه  أكد والي شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن  وقوف حكومات ولايات دارفور مع حاكم الإقليم  لإنجاح برامج ومشروعات  نهضة وتطور الإقليم، مشيداً بشركاء المجتمع الدولي والإقليمي الذين أسهموا وساندوا اتفاقية السلام، وأشار إلى أن ما تحقق في الاتفاقية يجب إنزاله على أرض الواقع حتى ينعم إنسان الإقليم بكافة الخدمات.

حلم العودة للجذور

ترحّم ممثل  النازحين حسن صابر جمعة على أرواح الشهداء، وحيا صبر وصمود النازحين ضد التحديات والصعاب التي واجهتهم طيلة الفترة الماضية وهم  يتمسكون بمطالبهم المشروعة المتفق عليها ـ على حد تعبيره،  معربًا عن أمله في أن تكلل المساعي بعودتهم لمناطقهم  في أقرب وقت ممكن، وأكد أن من حق النازحين الاستمتاع بالخدمات  والسكن في العمارات الشواهق والاستمتاع بالكهرباء وغيرها من الخدمات المختلفة التي يتمتع بها باقي الشعب السوداني،  وطالب حكومة الفترة الانتقالية  بتوفير الأمن وحماية المدنيين مؤكداً وقوفهم الكامل مع حاكم الإقليم.

حنين العودة للديار

وقال ممثل اللاجئين حيدر سليمان إن مطالب اللاجئين تتمثل في توفير الأمن وتنظيم الحواكير للرجوع للديار.

من جهته ناشد محمد إبراهيم حاج محمد المتحدث إنابة عن أهل السودان ناشد الجميع نبذ الجهوية والعنف والاقتتال حتى تنعم البلاد بالأمن والرخاء .

مقاطعة برنامج التنصيب

وحسب بيان صادر من تنسيقية الرحل والرعاة بشمال دارفور أكد مقاطعة الرحل لبرنامج تنصيب “مناوي” حاكماً لإقليم دارفور وجاءت هذه التطورات عقب الأحداث الدامية التي شهدتها بادية كولقي الأسبوع المنصرم.

من الجانب الآخر طرح عدد من المراقبين للأوضاع جملة من الأسئلة على الهواء عن تأثيرات غياب  الاستجابة لمطالب الرحل في برنامح تنصيب حاكم الإقليم، حيث خلت كلمات المتحدثين في الاحتفال بمن فيهم رئيس المجلس السيادي وحاكم الإقليم والإدارات الأهلية والنازحين واللاجئين وممثل أهل السودان أدنى مطلب للرحل القطاع العريض الذي يمثل معادلة يصعب تجاوزها بأي حال من الأحوال،  وقد تركت عدم مشاركتهم برنامج التنصيب فراغا كبيرا وواضحا للعيان، واكدت ذات الجهات بضرورة العمل من اجل تلافي الامر قبل أن ينفرط العقد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى