القيادي بالاتحادي الأصل تاج السر محمد صالح لـ (الصيحة):

الحزب الاتحادي مع أيِّ تغييرٍ يقود إلى استعادة الديمقراطية

حاورته: شادية سيد أحمد

الحزب الاتحادي الديمقراطي من الأحزاب السُّودانية الكبيرة، ويُعتبر من الأحزاب العَقائدية التي شَارَكَت في حُكم السُّودان في فتراتٍ مُختلفةٍ برئاسة المَراغنة، وأصابه ما أصَابَ الكَثير من الأحزاب من التشرذُم والتفكُّك وانشطر إلى عدة كياناتٍ وتياراتٍ، فَشَلَت الكثير من المَساعي في تَوحُّدها، إلا أنّ الأمل ما زال يحدو الكثيرين منهم في عَودة وتَوحُّد الحركة الاتحادية.
(الصيحة) التقت، القانوني والقيادي بالحزب الاتّحادي الديمقراطي الأصل جناح السيد محمد عثمان الميرغني الأستاذ تاج السر محمد صالح وأخرجته من صمته الذي طال، ووضعنا على منضدته العديد من الأسئلة والتّساؤلات التي تتّصل بالراهن السياسي، وفي مُقدِّمتها الاتّفاق بين قِوى الحُرية والتّغيير والمجلس العسكري، والوَضع العام الذي يَشهده السُّودان، إلى جانب قَضَايَا وشُؤون الحزب الاتحادي وغَيرها من القَضايا فلنتابع فماذا قال:-

*كيف ترى ما يحدث في الساحة السياسية مع استصحاب الاتفاق الذي تمّ توقيعه مُؤخّراً بين قِوى الحُرية والتّغيير والمجلس العسكري؟

مَا حَدَثَ يُعتبر تَطَوُّراً كَبيراً في اتّجاه يُمكن أن نُسمِّيه تَطوُّراً حميداً، حَيث إنّ النظام السابق استنفد خيارات التّغيير كَافّة، والاتّفاق الذي تَمّ بين قِوى الحرية والمجلس العسكري يُعتبر “موضة جديدة” للتغييرات السياسية التي تحدث كوسيلةٍ لتغيير الأنظمة الديكتاتورية، ونقدِّر هذا التغيير الذي حَدَثَ، ونَعتبر الجيل الذي قام بهذا التغيير جيلاً مُغايراً للأجيال التي ساهمت في التغييرات السابقة، ولو نظرنا للعناصر التي سَاهمت في هذا التغيير فهي تنتمي إلى أجيال قريبة .

* ماذا تعني بعبارة “موضة جديدة”، هَل تَعني أنّه تَغييرٌ في الاتّجاه الإيجابي بتحرُّكاتٍ شبابيةٍ؟

آمل أن يكون هذا التغيير في الاتّجاه الإيجابي وتَغييراً للأفضل مُقارنةً مع التّغييرات التي حَدَثَت في الفترات السّابقة بين العسكر وبعض المدنيين، والتي كانت تمثل واحد زائد واحد يساوي اثنين.. أما ما يحدث الآن يَسير بخُططٍ وتَكتيك وتَفكيرٍ.

*هَل مَعنى هذا، إنّنا نَسير إلى برّ الأمان من خِلال الفترة الانتقالية المُقبلة ويجعل السُّودان يَستعيد مَكانته دَوليّاً وإقليميّاً؟

نتمنّى من الذين يَقودون هذا التّغيير أن يكونوا مُتسلِّحين بالتجارب المَاضية حتى لا ندخل في الحلقة المحفوظة، وأن يمضوا في إحداث التّغيير، وأن يتم ذلك بناءً على نهجٍ علمي يُجنِّبهم الردة، وحول استعادة السودان لمكانته دولياً وإقيلمياً، أقول لك إن السودان لم يفقد مكانته دولياً وإقليمياً بالكامل رغم التغييرات التي حدثت فيه والتّوترات التي كَان يَعيشها خلال الفترة الماضية وذلك نسبةً لأهمية مَوقعه في القارة، ومن السُّهولة بمكان إذا اُتّبع سياسة راشدة سيكون على رأس المجموعة الأفريقية والعربية .

* ولكن أين الحزب الاتحادي الديمقراطي من هذا الاتّفاق؟

نحن في الحزب الاتحادي الديمقراطي مع أيِّ تغييرٍ يقود إلى استعادة الديمقراطية، ومع أيِّ تغييرٍ يُبنى على اتّفاقٍ بين القِوى المُختلفة في الساحة السياسية السودانية، ونعتقِـــــد أنّ ما تمّ نوعٌ من تنزيل القيم السودانية بأن يلتقي أهل السُّودان ويَتراضون فيما بينهم في مُحاولة للوُصُول إلى الأمثل .

*ما بعد انقضاء الفترة الانتقالية هل يُمكن أن تكون التجربة الحزبية ناجحة في السُّودان؟

في تقديري، إن التجربة الحزبية لا يُمكن الاستغناء عنها في السودان شريطة أن يحدث لها تطويرٌ وضبطٌ وفقاً لما هو مُتعارفٌ عليه .

*ماذا تقصد بتطوير وضبط الأحزاب؟

أعني أن تكون هُناك أحزابٌ حقيقيّةٌ تعمل على تطوير نفسها.

*عفواً، هل تقصد أحزاباً جديدةً أم تجديد الدِّماء في الأحزاب القديمة؟

ذات الأحزاب القديمة تَعمل على تَطوير نفسها.

*هناك هجمةٌ شرسةٌ على التجربة الحزبية في السودان خَاصّةً فيما يتّصل بالأحزاب القديمة “العقائدية”؟

أين الديمقراطية إذا كانت هناك مُطالبات بعدم وجود الأحزاب السياسية وتصدر قراراً بإعدام جزءٍ من القِوى السياسية، أي حديث عن عزل مجموعة من القِوى السِّياسيِّة وإقصائها هو حديثٌ غير ديمقراطي ويعود بنا إلى المربع الأول .

*إذن أنت تقف مع وجود هذه الأحزاب القديمة بشرط أن تُطوِّر نفسها؟

أساساً هناك تطوُّرٌ في هذه الأحزاب، إلا أنّ سُرعته تختلف من تنظيمٍ الى آخر.

*أنت رجل قانون، هل القوانين الحالية كفيلةٌ بتسير العمل إلى حين تكوين البرلمان والمجلس التشريعي؟

المنظومة القانونية الموجودة حالياً لا تَتعارض مع ما هو مُتعارفٌ عليه عالمياً في التنظيمات السياسية، ونعتبرها مرنة وقابلة للتطوُّر مع بعض التعديلات الطفيفة، ويمكن أن تسير الحياة إلى أن يتم التراضي على منظومة نهائية وذلك لن يتم قريباً.

*السودان ومنذ الاستقلال لم يكن له دستورٌ دائمٌ.. كيف تنظر إلى ذلك وهل المرحلة الانتقالية القادمة تحتاج إلى دَستورٍ؟

النماذج الدّستورية الموجودة في السُّودان ليست ببعيدةٍ عن الشكل الأمثل للدساتير مع قليلٍ من التعديلات، ومن ثمّ تكون مُواكبة للمرحلة القادمة، وفيما يتّصل بالدستور الدائم، نحن لسنا في حاجة إليه خلال المرحلة المقبلة، والدستور هو عبارة عن مجموعة قوانين تخطها الأنظمة في الفترات الماضية، وهناك احتفائية لدستور يتراضى عليه الجميع وهذا لم يحدث والموجود حالياً يكفي، ولكن نحتاج إلى إنتاج دستور يكون التراضي فيه أوسع، وأيِّ منظومة قانونية مُتراضٍ عليها تَستطيع أن تحقق أغراض المُجتمع .

*كثير من القِوى تعتبر ما تم بين المجلس العسكري وقِوى التغيير والحرية ثنائياً ولا يمثل الجميع؟

ما تم حتى الآن لم ينضج ولم تتضح ملامحه لإصدار آراء معه أو ضده، علينا أن ننتظر ولا نستعجل الحكم، وأيّة خطوة تمت تعتبر نوعاً من التطوُّر، نعم قد لا ترضي الجميع، ولكن نتمنى أن توصلنا إلى نتيجة أقرب الصواب وألا نستعجل في رفض الأشياء، وهذا الاتّفاق قابلٌ للتطور، سيما وأن الجميع شعر بضرورة وأهمية الاتّفاق والوصول إلى أشياء ملموسة، وهناك قِوى تُحاول أن تهدم ما تم التوصُّل إليه، ونرجو أن يحرص الجميع على ما يتم للخروج من هذا النفق.

*خلال أيامٍ قليلةٍ سيتم تكوين المجلس السيادي.. ما هي الأولويات التي تنتظر هذا المجلس؟

ما هو متعارفٌ عليه، إن المجلس السيادي تتصل مهامه بالأعمال التي تتصل بسيادة الدولة، والأعمال المتعلقة بإدارة الدولة تُترك للجهاز التنفيذي .

*كثر الحديث عن عقد المؤتمر العام للحزب الاتحادي دون جدوى.. هل من أمل لعقد المؤتمر العام للحزب؟

اتّفق معك “الحزب الاتحادي روحو طويلة” والمؤتمر العام سينعقد عاجلاً أم آجلاً دُون تحديد سقفٍ زمني، ومَا تَمّ في العام 2010 أشبه بالمؤتمر العام وأحدث كثيراً من الأمل، والوحدة ضرورة ستفرضها الأجيال القادمة .

*ماذا بشأن الوحدة الاتحادية وهل عدم انعقاد المؤتمر العام من أسباب تشرذُم الحزب الاتحادي؟

الوحدة الاتحادية قادمةً، والاتحاديون كَافّة يشعرون بأهمية وحدة التيارات الاتحادية، هذه المسألة سوف تحسم بخيار الأجيال الجديدة، وهناك ضرورة للوحدة .

*هل هناك استعدادات للحزب للمرحلة القادمة خاصةً فيما يلي الانتخابات؟

لا يُوجد شَئٌ يُذكر، لكن نتمنى أن نكمل استعداداتنا للمرحلة المُقبلة .

*الحزب الاتحادي قياداته مُنقسمة ما بين الداخل والخارج، كيف يُمارس نشاطه السِّياسي والحزبي، وهل يُدار من الخارج؟

وفقاً للظروف، هناك حركةٌ سياسيةٌ مُتواصلةٌ لم تنقطع، ولكن ليس كما نتنمى لها، وكما ذكرت أن القيادة منقسمة، جُزءٌ منها في الداخل وجُزءٌ في الخارج وبعودة الخارج سينتظم الحزب .

*الوضع السياسي في السودان كيف تنظر إليه؟

الوضع السياسي في السودان يشهد تغييراً وهذا التغيير شهادة بأن الاختيار البشري مُستمرٌ نحو الأفضل.

*مَا حَدَثَ من تغييرٍ في السودان والخروج للشارع عبر ثورة بعد ثلاثين عاماً من حُكم الإنقاذ.. هل كنتم تتوقّعون هذا التغيير وكيف تنظرون إليه؟

نَعم هذا التّغيير كان مُتوقّعاً، وكانت هناك مُحاولات مستمرة للتغيير منذ التسعينات، ومن الطبيعي أن يَحدث ما حَدَثَ من تغييرٍ، خَاصّةً إنّ مُحاولات التّغيير والرفض للنظام السّابق لم تفتر، ونحن كأحزابٍ على مُستوى الدّاخل أو الخارج كنا نعمل لذلك ولم نتوقّف عن معارضة النظام والوقوف ضده.

*مُقاطعة.. ولكن لم تنجحوا في ذلك؟

لم يتم التّوصُّل إلى نهاية ولا نقول عدم نجاح، ومثل هذه الأشياء تتم تدريجياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى