طرحها بمناسبة يوم السلام العالمي.. رسالة السفير البريطاني للسودانيين

طرحها بمناسبة يوم السلام العالمي.. رسالة السفير البريطاني للسودانيين

الخرطوم- الطيب محمد خير

انتقد السفير البريطاني لدى السودان جايلز ليفر، حديث بعض المعلقين بأن مسؤولية المجتمع الدولي هي توفير المزيد من التمويل لتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام.

وقال السفير جايلز في مقال له بمناسبة اليوم العالمي للسلام: هذا الحديث يتغافل عن حقيقة أنه ما لم تكن هناك خطة واضحة لإنشاء المؤسسات المتوخاة في اتفاقية جوبا للسلام، لا يوجد الكثير من التمويل، وأضاف: على الرغم من أن توقيع اتفاقية جوبا للسلام قبل عامين شكَّل خطوة مهمة في مشوار السودان نحو السلام لكن الجزء الأكبر من اتفاقية جوبا للسلام لايزال موجوداً حتى الآن على الورق، منبِّهاً أن السلام لا يُكتب على الورق ولا يُصنع في غرف الاجتماعات و يجب أن يتم صنعه في القرى والمدن والمناطق التي سادت فيها النزاعات وهذا يتطلب سنوات من التفاني وإن أعظم قوة دافعة لاتفاقية جوبا للسلام هي حل سوداني سوداني للصراعات، وقال: تم إحراز بعض التقدُّم فيما يتعلق بتنفيذ الترتيبات الأمنية كجزء من الحل لكنها لا تضمَّن السلام، إذ لم يتم إنشاء المؤسسات الأساسية ومازال الصراع مستمراً.

وذكر السفير جايلز بأن بلاده وافقت مع شركائها في الترويكا الولايات المتحدة والنرويج، على العمل كشاهد بعد التزام الأعداء السابقون بإلقاء أسلحتهم وتوحَّدوا حول خطة طموحة على أمل أن تعالج التدابير المخطط لها في اتفاقية جوبا للسلام بشكل شامل العديد من الأسباب التاريخية لعدم الاستقرار، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالأرض والعدالة وتقاسم الإيرادات وانتقال السلطة.

وقال نائب حاكم إقليم دارفور د.محمد عيسى عليو، لـ(لصيحة): إن ما أورده السفير البريطاني في مقاله بمناسبة اليوم العالمي للسلام حول اتفاق سلام جوبا بأنه أصاب عين الحقيقة وفيه كثير من المنطق باعتبار أن تنفيذ اتفاق السلام مسؤوليتنا نحن كسودانيين.

وأشار د.محمد عيسى عليو، إلى أن حديث السفير واضح بأن الدعم الدولي يتطلب أن تكون هناك خطط وأولويات وتنسيق من قبل السودانيين في الداخل والمجتمع الدولي ليس مسؤوليته أن يقوم بكل متطلبات تنفيذ اتفاق جوبا الشق الأكبر في هذا مسؤوليتنا نحن كدولة سودانية وقوى سياسية .

وأضاف د. محمد عيسى عليو: بالتالي يجب التعامل مع ما أورده السفير في سياق إيجابي ويكون بمثابة دافع لنا كسودانيين حكومة وحركات ومجتمع مدني أن نجتهد كأطراف أساسية في اتفاق سلام جوبا للقيام بماهو مطلوب منا لتنفيذه على أرض الواقع ولا يكون على الورق محفوظاً في الإدراج وأطابير الدولة، كما أشار السفير البريطاني في مقاله، يجب علينا أن نكشف مافي النفوس ويتم طرحه على الملأ لمعالجته، لأن هناك أطراف سودانية أساسية ليست لها رغبة في تنفيذ اتفاق سلام جوبا أصلاً وهم  مشغولون بأمور بعيدة يمكن أن تكون انصرافية لا تخاطب القضية ولا أشواق أهل دارفور الذين ظلوا يفقدون آلاف الأنفس بسبب الصراعات التي شهدتها دارفور على مدار السنوات الماضية مخلِّفة آلاف الأيتام والأرامل و الجرحى والمعاقين من الشباب وتشرُّد الأطفال وتسربهم من قاعات الدراسة  فضلاً عن فقد الأموال، بل حتى المأوى لكثير من الأسر، كل هذا اتفاقية جوبا هدأ، بل وفَّر الصرف الذي كانت تدفعه حكومة المركز في السلاح ومرتبات الجنود والمعونات المادية والنثريات التسييرية وغيره، بالتالي على الذين يعارضون اتفاق جوبا عليهم ألا يفهموه في السياق السياسي الضيِّق، وعليهم النظر إليه والتعاطي معه من ناحية إنسانية وفوائده التي تعود لمواطنين عانوا من حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويجب النظر إلى اتفاق جوبا من منظور السلام والاستقرار كأهم الاشتراطات لتحسين علاقاتنا كسودانيين مع الأسرة الدولية، ويجب عدم فهمها في سياق ضيِّق في إطار مشاركة الحركات الموقعة على الاتفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى