الواقعية السياسية.. الطريق لحل الأزمة!!

الواقعية السياسية.. الطريق لحل الأزمة!!

الخرطوم- آثار كامل

مقوِّمات الواقعية السياسية وأزمة السياسة في السودان التي لا تزال تشكِّل معضلة أمام الجميع، ولكن نجد أنفسنا أمام أزمة تحتاج إلى واقعية سياسية وعقلانية في الطرح والبعد عن التشنج وعلى القوى السياسية البعد فعلياً عن المواقف المتعصبة فنجدها هي الأسباب الأساسية تشتت المجهودات والآراء السياسية. تواجه الفترة الانتقالية تحديات داخلية وخارجية كبيرة، وهي تحث خطاها لتصارع على جميع الجبهات لإزالة الإرث الثقيل الذي خلَّفه النظام السابق على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والحزبية والمجتمعية بموازاة توجهها ومسعاها العربي والإقليمي والدولي الرامي إلى تفكيك القيود السياسية والاقتصادية والأمنية التي تثقل البلاد والعباد جراء السياسات والتوجهات المضطربة والمتقلبة سابقاً.

الامتثال لها

مراقبون أجمعوا على أن الواقعية السياسية والامتثال لها أمر مهم في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد التي صارت تداعياتها تشكِّل معضلة حقيقية للمواطن السوداني، فنجد اتفاق المراقبين على ضرورة انتهاج خط واقعي يوازن بين الخط السياسي والواقعية السياسية للخروج من الأزمة إلى حل يرضي الجميع.

منطقة وسطى

يرى الخبير والمحلِّل السياسي د. الهادي عبدالله،  بالرغم من أجواء التمترس في المواقف إلا أن هنالك بعض بوادر الواقعية السياسية لبعض القوى السياسية ولديها بعض العقلانية في الطرح بالرغم من وجود معارضة من بعض الأفراد داخل أحزابها، إلا أنها تسير في نهج الخروج من الأزمة إلى حل يرضي جميع الأطراف المعنية، وأضاف خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن التمترس والتشدُّد دون الوصول إلى منطقة وسطى يضع السودان أمام المزيد من العراقيل أمام مساعي الوصول إلى حل، وأشار إلى أن نجاح المساعي الحالية لتجاوز الأزمة يتمثل في أن يخضع الجميع إلى واقعية سياسية والتي من مقوِّماتها الابتعاد عن التشدُّد والتمترس، ويؤكد أن المتغيِّرات العالمية والإقليمية الحالية والظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها السودان حالياً، تتطلب ضرورة الإسراع في إيجاد حل، وقال إنه بات إلزاماً على الأحزاب السياسية التفكير بواقعية وموضوعية تتماشى مع شعارات ثورة ديسمبر التي تركز على السلام والعيش بأمان، وعلى مسافة واحدة من الجميع في عالم اليوم تتصارع فيه الأحزاب.

تمهيد طريق

أعرب أستاذ الدراسات الاستراتيجية  عثمان إبراهيم، عن تفاؤله  ببعض الواقعية السياسية التي تتمع بها بعض الشخصيات السياسية، وقال في حديثه لـ(الصيحة) إن  الأزمة السياسية تحتاج إلى تنازلات وتشاور وعقلانية تمهِّد الطريق للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المختلفة، ولكن رهن ذلك بجدية كافة الأطراف وعدم التعنت، وأضاف بأن بغض النظر عن أي تصورات متباينة أو آراء متضاربة فإن الواجب والمسؤولية التاريخية تملي على النخب والسياسيين السودانيين بإلزامية مواجهة لحظة الحقيقة، والانخراط في شرح وتوضيح ونشر الحكمة الكامنة من وراء الجلوس  كأفضل خيار استراتيجي خصوصاً في ظل تحرُّك الشارع الذي بات متجاوزاً للقوى السياسية.

اختلاف الأحزاب

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د. عمر عبد العزيز لـ(الصيحة) بأن هنالك اختلاف بين الأحزاب في الفكر والبرامج المطروحة، وأكد عبدالعزيز بأن أحزاب اليسار نجدها متعنتة ولديها برنامج لتفكيك الدولة بجانب أحداث تغيير جذري في المجتمع حتى المؤسسات العسكرية، لذلك هي بعيدة كل البعد عن الواقعية السياسية، لذلك نجد الاختلاف في الأحزاب وفي الوسائل يحدث تشنجاً، وأضاف بأن جزءاً منها لا تريد انتخابات، بل تريد تنفيذ برامجها في الفترة الانتقالية فنجد بعض العقلانية لدى الأحزاب التي تستعد للانتخابات ونجد أخرى في منطقة وسط وسوف تتجاوز كل ذلك، أي بمعنى لديها عقلانية في الطرح وبعيداً عن التمترس في المواقف.

أبعاد الأزمة

يقول مصعب محمد علي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين في حديثه لـ(الصيحة): إن الواقعية السياسية يمكن من خلالها الوصول لحل الأزمة السياسية في السودان وذلك بنظرة كل الأطراف السياسية لأبعاد الأزمة وما يمكن أن تصل له من أفق مسدود يعقِّد المشهد السياسي الذي يحدث في السودان –حالياً- هو أن الصراع حول السلطة بين عدة مكوِّنات لا أحد منها يستطيع أن يحكم بمفرده وهذه الحالة أشبه بالتوازن، الأمر الذي قد يتطلب طرح عقلاني بعيداً عن التطرُّف وتقديم تنازلات تساهم في تحقيق الاستقرار والعمل باستراتيجيات تساعد على استقرار الحكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى