من هاب الرجال

“من هاب الرجال تهيّبوه ومن حقّر الرجال فلن يُهابا”

المهابة لا تعني الخوف السلبي، وإنما هي التحشيم القائل بمعرفة قدر الرجال تقديراً واحتراماً.

القوات المسلحة تستحق كل ذلك، بل أكثر منه ولم لا.. فهي رمز السيادة.. العزة.. القوة والشموخ.. هي الإباء والعظمة وهي التي انحازت إلى الشعب.. وهذا لعمري موقف رائع.. جميل ومشرف.. نالت به الفخار وبالتالي أصبحت عنصراً أساسياً وشريكاً رئيسياً في التغيير.. ومن يقُل بغير ذلك فهو قليل أصل وللجميل ناكر..

لقد ساءني وآلمني أن يخرج علينا نفر من جهات عدة ينفثون سمومهم وبذاءاتهم بوسائل وأدوات شتى على أقدس القامات نبلاً وعراقة.. لماذا هذا الهجوم والتجني على الجيش مع الاستخفاف والاستهزاء به عبر العبارات الساقطة والخارجة عن أبسط قواعد التهذيب والأدب.

بعض الذين يهرفون بالحرية هم بعيدون عنها معنى وتناولاً, الحرية يا سادة لا تعني الفوضى والتهريج والغوغائية، أما السلمية فقد شُوّهت بالكذب والتلفيق وصياغة الشائعات للنيل من الآخرين وإيذائهم, أين السلمية من أعمال النهب والسلب والدمار والممارسات الشائنة والقبيحة التي طالت جامعة الخرطوم, وهل العدالة تعني أن نعملق أقزاماً شايعونا ونقزم عمالة لمجرد اختلافهم معنا, ولئن كانت هنالك فئة من الجيش قد أغرتها السياسة فهذا لا يسوغ لكم التعميم, فالنشاز موجود في داخل كل تراكيب المجتمع السوداني، وبالتالي لا تخرجوا إلى الناس وتتحدثون وكأنكم من طائفة الملائكة.. انتبهوا إلى عيوبكم أولاً..

القوات المسلحة بها العالم قد أشاد تقييماً.. مدحاً ثناءً وإطراءً, أفراد هذه المؤسسة العريقة من أصغر رتبة وحتى الفريق أول قد تدرجوا ويتدرجون في الرتب بناء على الكورسات والدورات, والدراسات العليا والتدريب.. الخ, في الداخل والخارج أي أن الترفيع عادة ما يتم بالجهد.. المكابدة.. العرق والاطلاع لتأتي المحصلة كفاءةً وتميزاً، إذ أن الأصل في المسألة ليس القرب من الساسة أو بعض الاستثناءات.

غريب جداً ومدهش أن ينعق البعض بأن العساكر معرفتهم أو ثقافتهم لا تتعدى حدود الدبابة والبندقية.. يا للهول فهؤلاء بالتأكيد محكومون بضآلة فهمهم ومحدودية تفكيرهم وربما بحقدهم غير المبرر, القوات المسلحة في ماضيها وحاضرها ملأى بالشعراء.. الكتاب.. والأدباء.. أيضاً رجالها لهم باع في القانون.. الهندسة.. الاقتصاد.. الطب.. وكفاءات لا حصر لها.. أكيد هؤلاء لم يسمعوا عن بعض الجنرالات أمثال أحمد عبد الوهاب, ابوكدوك, عبد الماجد حامد خليل, إبراهيم الرشيد, الحسين الحسن, عوض أحمد خليفة إلى آخر الكوكبة..

أيها المتعنجهون.. المتفلسفون.. المغرورون يا دعاة المعرفة والعبقرية الزموا حدودكم تأدباً..

يا جيشنا الفخم الضخم، أنت الضامن الوحيد لأمن وسلامة هذا البلد. لا عاش من يزدريك أو يتعالى عليك، نسأل الله أن يشدك ويقويك.. يرعاك ويحفظك..

سعادة الفريق الركن إبراهيم الرشيد.. لك التحية والتجلة.. تخرصات الظافر البائسة هي من أدبيات تطاول الوضعاء على الرفعاء.. وبالتالي أقول لك: لا تحرق ثيابك من أجل بعوضة..

لك مني ولقواتنا الباسلة.. والظافرة دوماً هذا الدثار:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

يوسف عبد الساتر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى