بستان الحلنقي

 

وردي وإسماعيل حسن

كانت قد حدثت غمامة بين الراحل «إسماعيل حسن» والذي اعتبره من شيوخ الأغنية السودانية وبين الأخ «محمد وردي» أدت لنوع من الخصومة فتوقف التعاون بينهما مدة طويلة جعلت وردي يبحث عن شاعر يعطيه بدلاً عن إسماعيل حسن، وكنت أنا في تلك الفترة أتعامل مع بعض الفنانين مثل: صالح الضي، التاج مكي، وصلاح مصطفى، وغيرهم فطلب وردي من صالح الضي أن يعرِّفه على الفنان الذي كتب كلمات «بتتغيَّر» فقال له صالح الضي إنه شاعر قادم من شرق السودان فطلب الأخ وردي أن يلتقي بي، وبالفعل في نادي الفنانين في أمسية من الأمسيات الجميلة وكان ذلك في منتصف «الستينات».

منى الخير

* قبل أعوام عديدة سأل أحد المذيعين الفنانة منى الخير لو طلب منك أن تختاري عريساً فمن يكون؟ فقالت بحياء شديد عبد العزيز محمد داوود قال لها ولكنه أكبر منك سناً بالإضافة إلى أنه متزوِّج وله عدد من الأطفال، ردت عليه بإصرار (أنا غير عبد العزيز ما عايزه) قال لها هناك مجموعة من الفنانين الشباب ينتظرون إشارة منك على رأسهم صلاح مصطفى، صلاح بن البادية وزيدان إبراهيم وأشار إلى أن هناك فناناً رفض أن يذكر اسمه سيمنحك مهراً مائة من النوق الحمر وأمواجاً من الذهب فابتسمت تقول إن الأموال لو تمدَّدت بحراً فوق بحر فإنها لن تكون قادرة على شراء خفقة واحدة من قلب، ضحك عبد العزيز حين علم بقصتها، وقال كان أمام هذه الفنانة عدداً من الفنانين من أصحاب الشعر المموج فلما فضَّلت عليهم صلعتي الملساء.

عمالقة التاريخ

من عجائب الصدف أن ثلاثة من عمالقة التاريخ ولدوا في سنة واحدة وهي عام 1889م.. أولهم كان «عباس محمود العقاد» الذي نشأ عصامياً ولم يرتاد جامعة قط، حيث تمكَّن من صنع مجده الأدبي بنفسه لدرجة أن أساتذة الجامعات كانوا يزورونه في منزله لحضورمنتدى الأربعاء ليجلسوا بين يديه طلاباً. وثانيهم «طه حسين» هذا العملاق الذي عاش كفيفاً كان يرى بنور بصيرته من العلم ما لا نراه نحن المبصرين. وثالثهم السفاح النازي المعروف «هتلر» حيث أنه بالرغم من أفعاله الشيطانية المرعبة كاد أن يحكم العالم ولكن الثلوج التي داهمت جنوده في سيبريا أوجدت لنا خلاصاً من جنازير دباباته المعلمة بصليبه المعقوق. لا شك أن عام 1889م شهد ميلاد الكثيرين من البشر ولكنهم ذهبوا دون أن يخلِّفوا من بعدهم تاريخاً يذكر.. هكذا عاشوا عمالقة ثم ارتحلوا وهم عمالقة أيضاً.

عدالة الزمن

اعترف سجين محكوم عليه في إحدى سجون مدينة بورتسودان عام 1953م، أنه يحاكم بالإعدام على جريمة لم يرتكبها وأضاف أنه أثبت أنه كان خارج المدينة بناءً على أقوال عدد من الشهود إلا أن المحكمة بالرغم من براءته المشهود عليها أصدرت حكمها السابق ثم عاد ليعترف أنه أثناء سرقته لإحدى المنازل قبل أعوام مضت نظرت إلى وجهه طفلة خشى أن تتعرَّف عليه فقام بقتلها إلا أن المحكمة أصدرت قرارها في ذلك الوقت بتبرئته من التهمة الموجهة إليه لعدم كفاية الأدلة، وقال كنت قاتلاً في التهمة الأولى وبريئاً من التهمة الثانية واستطرد شاخصاً لقد أخذت عدالة السماء هذه بتلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى