بعد توافق المركزي والميثاق .. رئيس الوزراء.. هل تنجلي الأزمة؟

 

 الخرطوم: آثار كامل   25  اغسطس 20222م

لازالت الأوضاع السياسية في حالة تعقيد مستمر ولايزال المشهد ضبابياً رغم التحرُّكات الجارية هنا وهناك لإنجلاء الأزمة، بينما تختلف الرؤى مابين التمسُّك برفع شعارات لا تفاوض لا شراكة لا مساومة، ورؤى أخرى تكاد تكون منفردة، ورغم كل هذا خرج مركزي التغيير ومجموعة الميثاق الوطني بتوافق جديد على اختيار رئيس وزراء بعد أن رأى الجميع بأن الأمور لا تسير على ما يرام. وسط هذه الزوبعة هل ينجح توافق الاثنين باختيار رئيس وزراء والدفع بمرشحين أمام طاولة مجلس السيادة في إنهاء الأزمة السياسية خصوصاً بأن المجموعتين لم تشاورا قوى الثورة الحيَّة المسيطرة على الشارع الثوري؟

احتمالية

دفعت مكوِّنات سياسية تتضمَّن مركزي التغيير ومجموعة الميثاق، (15) مرشحًا، لمنصب رئيس الوزراء وحسب ما ورد في صحيفة (الانتباهة)، إنّ المرشحين أمام رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لإجراء مزيدٍ من التشاور.

وذكرت أنّ تسمية رئيس الوزراء خطوة سابقة لعملية التوافق بين القوى السياسية، لجهة أنّ الأوضاع لم تعد تحتمل الانتظار في ظلّ الأزمة السياسية الحالية، كما تم الكشف عن اجتماعات غير رسمية عقدت بين مجموعة الميثاق ومكوّنات بمركزي التغيير خلال الأيام الماضية، وأفادت أنّ تلك الاجتماعات، توافقت على ضرورة الإسراع في اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة .

الجمود السياسي

خطوة مركزي الحرية والتغيير والحرية والتغيير الميثاق الوطني تأتي بعد حالة من الجمود السياسي منذ إعلان الجيش في الرابع من الشهر الحالي، انسحابه من العملية السياسية التي كانت تجري بتسهيل من الآلية الأممية الأفريقية المشتركة مما دفعت الآلية إلى وقف عملية الحوار السياسي، وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قال: إن القوات المسلحة قرَّرت عدم المشاركة في المفاوضات التي تسهلها وقتها الآلية الثلاثية، وذلك لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وبعد يومين من قرارات البرهان، أعلنت الآلية الثلاثية وقف العملية السياسية في السودان والتي كانت قد انطلقت بطريقة مباشرة بين الأطراف السودانية وأعقبها بعد ثلاثة أسابيع من قرارات البرهان، أصدر نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو، بيانًا، أكد فيه دعم قرارات البرهان، بخصوص انسحاب الجيش من العملية السياسية.

انتظار البرهان

نجد أنه بشأن سير عملية التحوُّل الديموقراطي بالبلاد، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حرصه على إكمال عملية التحوُّل الديموقراطي بالبلاد وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة، وجدّد موقف القوات المسلحة بعدم رغبتها في التمسّك بالسلطة، مضيفاً بأنهم ظلوا قرابة عشرة أشهر، في انتظار توافق القوى السياسية، مشيراً إلى أن ما تداولته وسائل الإعلام مؤخراً، بشأن نية المكوِّن العسكري اختيار رئيس للوزراء لا أساس له من الصحة، فيما حسم المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح، خلال حديث سابق للجزيرة مباشر  جدلاً كثيفاً حول تسمية رئيس للوزراء وفق ما تحدث به القيادي بالتحالف محمد الفكي، آنذاك، في ذات الوقت، أكد وضع التحالف مسودة لإعلان دستوري للمشاورة لتحديد هياكل السلطة، وقال صالح: إن اختيار رئيس للوزراء سابق لأوانه ولن يتصرّف التحالف بمفرده، بل بالتوافق مع قوى الثورة، ولفت إلى أن القوى الثورية مع التحوُّل الديموقراطي وإسقاط الحكومة، وأكمل: (لا شراكة مع المؤسسة العسكرية).

خطوة غير موفقة

يرى مراقبون بأن الخطوة التي قام بها التحالفان، مركزي التغيير والميثاق الوطني خطوة منفردة خصوصاً في ظل الوضع الراهن واختلاف الآراء لدى القوى السياسية وغياب أخرى لأسباب وتحفظات، مشيرين بأن الخطوة مبتورة وسوف تجد المقاومة من قوى الثورة الحيَّة والأحزاب السياسية الأخرى مما يدخل المشهد في موقف ضبابي آخر  وطريق لا تعرف له نهاية فلابد من معالجة الموقف والرجوع لقوى الثورة والتشاور مرة أخرى، مؤكدين بأن الشارع الآن بات لا يثق في القوى السياسية مما يحتم عليها العمل المكثف لإرجاع ثقتها. وأضاف المراقبون بأن التشاكس والخلافات والمكالبة نحو كراسي الحكم أضعفت وجود القوى السياسية في الشارع العام، وأكدوا أن الشارع الآن معظمه غير مسيَّس لذلك من الصعب على التحالفين تجاوز القوى الثورية .

إجماع

ولكن في ظل الخلافات بين المكوِّنات السياسية والتباين وانتقاد الخطوة يرى المحلِّل السياسي محمد إبراهيم في حديثه لـ(الصيحة) إمكانية خلق إجماع حول القائمة التي تحتوي على (15) مرشحاً، التي دفع بها لمجلس السيادة، لأن رئيس الوزراء كما يراه إبراهيم، مهم اختياره بالتشاور مع قوى الثورة الحيَّة والقوى السياسية المعنية بالتحوُّل الديموقراطي، مضيفاً بأن لابد أن يتم التعامل مع الأمر بوضوح وشفافية، ونوَّه بأن ترتيبات المرحلة الانتقالية لا تتم بهذا الشكل بين التحالفين فقط، بل بترتيبات وتشاور واختيار يمكن أن يلتف حوله الجميع للانتقال بسرعة إلى مرحلة الترتيبات الدستورية ومؤسسات المرحلة الانتقالية.

انفراد

ابتدر أستاذ العلوم السياسية د.عبد الرازق خلف الله، حديثه لـ(الصيحة) بأن خطوة الدفع بمرشحين خطوة طيبة في ظل الوضع الراهن، ولكن تبقى ردود الفعل والنتائج المتوقعة من الخطوة مرهونة بقبول قوى الثورة الحيَّة والأحزاب السياسية الأخرى بالرغم من تقديم التحالفين الأسباب التي تمثلت حسب حديثهم أنّ الأوضاع لم تعد تحتمل الانتظار في ظلّ الأزمة السياسية الحالية، فنجد بأن هذا كله لا قيمة له أن لم يكن بالتوافق مع بقية القوى السياسية والمكوِّن العسكري رضينا أم أبينا، وأضاف: السؤال الذي يطرح نفسه القائمة التي قدَّمت هل تطابقت عليها الشروط الملخصة في الكفاءة وعدم الحزبية والخبرة والحكمة فلابد أن يتم تقديم القائمة  لكل القوى السياسية وأن يجلسوا معها وأن تأتي القوى السياسية  بأطروحاتها وملاحظاتها فيما يتعلق باختيارات رئيس وزراء مستقل من غير ذوي الانتماء السياسي خبرة وكفاءة وصاحب شخصية وكاريزما قوية تؤهلة لإدارة ما تبقى من الفترة الانتقالية من ثم السير للانتخابات العامة المقبلة وقيادة مبادرات مع القوى السياسية مع المكوِّن العسكري من أجل التوافق على مسألة الانتخابات وكل ما يتعلق بها، ويرى بأن أي محاولة للانفراد بالقرار بمعزل عن المكوِّن العسكري هي خطوة محكوم عليها بالفشل وأي خطوة بالمكوِّن العسكري بمعزل عن القوى السياسية هي خطوة محكوم عليها بالفشل لأنها تولد كثيراً من الاحتقان والمعارضة بالتالي لا تقود إلى الاستقرار السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى