تصريحات إبراهيم الشيخ.. استراحة سياسية بعد مواقف متصلِّبة

 

الخرطوم: الطيب محمد خير   16 اغسطس 2022م 

بعث القيادي بحزب المؤتمر السوداني وتحالف الحرية والتغيير وزير الصناعة في الحكومة الانتقالية الثانية، إبراهيم الشيخ، برسالة لأطراف الأزمة السودانية مضمونها دعوة للحوار الجاد  للتصالح.

وطالب الشيخ فرقاء الأزمة السياسية السودانية بوقف الإقصاء المتبادل وتقديم تنازلات لـرأب الصدع  وبرء الجراحات وإنهاء ما أسماه مرحلة نقل الصراعات الجامعية إلى الأحزاب السياسية التي كانت سبباً في انهيار المرحلة السابقة من الفترة الانتقالية، وأهاب بالساسة التوقف عن عمليات الإقصاء المتبادل، تجنباً للأحقاد والغبائن والتوجه لإقامة عدالة انتقالية تفتح الطريق للحرية والسلام والعدالة والانتخابات وممارسة الديموقراطية.

وتجئ رسالة الشيخ التي وجدت تفاعلاً وصدًى كبيراً في منصات التواصل الاجتماعي، متزامنة مع اعتزام تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الذي هو جزء منه توسيع دائرة المشاركة وقاعدة الانتقال عبر الإعلان الدستوري الذي يعكف على إعداده لكن دون أن يبيِّن ما المعايير الخاصة بهذه التوسعة والقوى المستهدفة لضمها إليه، وتقابل محاولة تحالف المجلس المركزي توسيع قاعدته نهج إقصائي آخر يحرِّكه الحزب الشيوعي عبر تحالف التغيير الجذري الذي يقوده ووضع له اشتراطات إقصائية وهناك لجان المقاومة المستقلة بلاءاتها الثلاث رغم إعلان المكوِّن العسكري انسحابه من طاولة حوار السلطة المدنية، هكذا تبدو الساحة السياسية تضج بالخطاب الإقصائي وكل يريد إقصاء الآخر والانفراد بما تبقى من فترة السلطة الانتقالية.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن الساعور: إن إبراهيم الشيخ أبدى هذا الموقف شخصاً وليس قيادياً في حزب المؤتمر السوداني أو عضواً في قوى الحرية والتغيير وكأنه يريد من خانة الإقصاء التي يصر حزبه التخندق فيها، ولذلك أرسل هذه الرسالة ويريد أن يستدرك تصحيح الأخطاء السابقة شخصاً وليس حزباً، وواضح أنه أصبح مقتنعاً بالقاعدة المتعارف عليها أن السياسية دون توافق ستفضي لاستخدام العنف المضاد على طريقة (أما أنا فيها أو أطفيها)، وفضَّل أن تكون العملية تشاركية رغم أن الحرية والتغيير، وإبراهيم الشيخ عضو أصيل فيها هي التي جنحت للإقصاء وأبعدت كثيراً من شركائها وحلفائها منذ فترة الإنقاذ والآن جيَّد أنهم عادوا للتراجع عن الخط الإقصائي الذي كان سبباً في فشل حكومتهم على فترتين.

وعن مدى أن تجد رسالة الشيخ استجابة من قبل القوى السياسية وداخل حزبه، قال بروف الساعوري: معروف أن إبراهيم الشيخ شخص لديه نفوذ واسع داخل حزب المؤتمر السوداني باعتباره أحد المؤسسين، لكن علينا أن ننتظر ردَّت فعل الحزب على رسالته، لأن الشيخ تحدث شخصاً ولم يقل إنه يمثل حزبه، لكن الشيخ رجل له وزنه في التحالف والحزب ونتوقع أن يكون له تأثير في تغيير موقفها الإقصائي، واستبدله بمنهج استيعابي تصالحي لكسب الآخرين أن لم يكونا مشاركين يكون جزءاً منها ولو ضئيل، لكن أنا غير متفائل بأن تغيِّر قوى الحرية والتغيير نهجها الإقصائي المتطرِّف بأنهم هم قادة الثورة ومن يضع الموجهات العامة لمسارها .

ووافق مقرِّر اللجنة الفنية لإصلاح قوى الحرية عادل المفتي، بروفيسور الساعوري في أن ما صرَّح به وأعلنه إبراهيم الشيخ رؤية تمثله هو شخصاً، وأضاف: لكن لا ندري هل هذا الحديث قاله باتفاق وتفاهم مع حزبه أم لا، لكن ما تضمَّنه حديثه هو حقيقة لا أحد ينكرها، وأضاف: إن تمت الاستجابة لدعوتنا قبل عامين بإصلاح قوى الحرية والتغيير وتوسيع قاعدتها ما كان وقع الانقلاب.

وأضاف المفتي لـ(الصيحة): الجيِّد في حديث الشيخ اعترافه بأنه أخطأ أو كان جزءاً من عملية الإقصاء السابقة هذا أمر إيجابي أن يعلن تراجعه من هذا الخط، وأن ينبِّه إلى حاجة وأشواق السودانيين في العيش الكريم دون أزمات في ظل الحرية والعدالة ويطلب من الآخرين أن يحذو حذوه -أيضاً- هذا أمر إيجابي، لكن يبقى السؤال هل هناك تنسيق مع حزبه بأن يطلق هذه الاعترافات ويدعو الآخرين للتنازل للوصول لنقطة تلاقي مع الآخرين، وأنه يمثل الحزب كان عليه من باب الإحاطة والتوضيح أن يكتب في نهاية الرسالة إبراهيم الشيخ المؤتمر السوداني.

وعن مدى الاستجابة لدعوته قال المفتي: ما خطه إبراهيم هو الطريق الوحيد للوصول لتوافق بين الجميع، لأنه ليس هناك مخرج غير التوافق وأن يجوِّد الجميع الأداء خاصة في تحالف قوى الحرية والتغيير أن تتطوَّر وتتوسَّع أكثر باستيعاب الآخرين والعمل بتجرُّد وطني تحت مظلة سودانية خالصة لإدارة حوار سوداني سوداني دون أي تدخل أو تأثير خارجي يفضي إلى الحل كضرورة بعد أن أعلن المكوِّن العسكري انسحابه من المشهد السياسي وتفرُّغه لمهامه الأمنية والدفاعية لحماية البلاد من المهدِّدات أياً كانت، وهذا وضع القوى السياسية السودانية أمام تحدي ومسؤولية تاريخية بأن تلتقي وتدير حواراً حقيقياً بإشراف خبراء سودانيين دون أي تدخل خارجي غير حميد.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى