كارثة السيول والأمطار.. عندما تتحوَّل النعمة لنقمة

 

تقرير: مريم ابشر    21   اغسطس 2022م

تعرَّض عشرات الآلاف من المواطنين في عدة ولاية سودانية لخسائر فادحة في الممتلكات الممتلكات والأرواح جراء السيول والأمطار، ولجأت الأسر للعراء في ظل ظروف إنسانية وصحية صعبة للغاية وبالغة التعقيد  .

وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول في دمار كلي وجزئي لعدد هائل طال أكثر من (15000) منزل، وأودت بحياة قرابة (77) شخصاً، حتى الآن بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن هيئة الدفاع المدني.

ووقعت تلك الكوارث رغم أن تحذيرات كثيرة كانت أطلقت لأجل التحسب من وقوعها بالاستعداد المبكر لدرء آثار الخريف.

وتبدو الصورة في ولاية نهر النيل أكثر سوءًا، وقدامه جراء الكارثة التي ضربت الولاية وفق ما تناقلته وسائل الإعلام وتأثرت نحو  (25) قرية، إما تهدمت بالكامل أو أصبحت مساكن قاطنيها آيلة للسقوط.

وبرزت مخاوف حقيقية من كوارث بيئية وصحية كبيرة بعد تقارير تحدثت عن اختلاط مخلفات التعدين بمياه السيول التي غمرت المنطقة المكتظة بمواقع استخراج الذهب. وشكلت محلية بربر شرقها و غربها  الأكثر تضرراً  حسبما إفادات الجهات الرسمية وتحديداً منطقة المكايلاب وغرب بربر كدباس والعشير وأبو حزار، و عدد آخر من القرى .

ورغم كبر حجم الكارثة إلا أن بعض الجهات الرسمية سارعت لإغاثة المتضررين وبعض المنظمات و المؤسسات العاملة في المحال الإنساني.

عون غذائي

وسعى ديوان الزكاة في الولاية على الفور في إغاثة المتضررين بتقدم مواد غذائية و إيوائية ووصف أمين ديوان الزكاة بنهر النيل الزاكي أبكر على ما تعرَّضت له بعض مناطق الولاية جراء السيول و الأمطار بالكارثة، ولفت إلى أن محلية بربر تعد الأكثر تضرراً، وكشف عن تضرر منازل أكثر من (1000)  أسرة، بشكل كلي رغم أن الولاية وفي مقدِّمتها ديوان الزكاة التي عملت على وضع تحسبات لمثل هكذا كوارث وذلك بوضع ترتيبات لمجابهة طوارئ الخريف، وقال: إن الزكاة وزعت فور وقوع الكارثة   أكثر من (750) سلة غذاء، بجانب مواد الإيواء، مشيراً إلأى أنهم يتحسبون لحدوث مزيد من السيول والفيضانات، وقال: إن الديوان بصدد تجهيز سلة غذائية أخرى لمحليات الولاية الــ(7)، وأضاف: (نقول لأهلنا ربنا يعوض عليكم والضرر ابتلاء).

 

وفيما يتعلق الكوارث المتجددة سنوياً في تلك المناطق لهشاشتها قال الزاكي: لدينا خطط طموحة لإخراج  الناس من الفقر بفعل الأوضاع الاقتصادية وذلك  عبر زيادة حجم الجباية في الزروع والمعادن.

وشكا أبكر من مشكلات حقيقية تواجه عمل الجباية أبرزها قلة الأيدي العاملة وتمسك سكان مناطق الهشاشة بالسكن فيها لارتباطهم بالمنطقة والأرض، وتابع: “مناطقهم الأصلية تعد أحد الأسباب التي تعيق إجراء التخطيط  وإبعاد ساكنيها من مناطق الخطر، ووشدَّد على أهمية إيفاء الشركات العاملة في مجال الذهب بمسؤولياتها المجتمعية، وانتقد أمين ديوان الزكاة بنهر النيل القرار الخاص بتوزيع الإيرادات الخاصة بالمسؤولية المجتمعية، وقال: إن القرار منح المحلية (70%) و (30%) لأمانة الحكومة، واعتبر الاتفاق خصما على الأداء، مشيراً إلى أن معدن الذهب يتركز في محليين فقط هما بربر و أبو حمد، واعتبر ذلك بادرة خطرة لجهة أنها تحول دون عمليات التكامل بين المحليات وطالب بأهمية إلغاء أو تعديل الاتفاقية، وقال: إن الديوان يعمل حالياً عبر بعض المعالجات العاجلة والآنية لمعالجة الموقف.

المواد المنقذة

التقارير الواردة من المناطق المتأثرة تفيد أن المشكلة الأكبر تكمن في إمدادات الإيواء والمياه الصالحة للشرب والأدوية المنقذة للحياة، خصوصاً في ظل انتشار الحشرات السامة. وكشفت التقارير عن أن  حجم المأساة كبير حيث يفتقد الآلاف من الناس للمأوى في ظل صعوبات بالغة تواجه المنظمات والهيئات الإغاثية.

أرض المحنة

وفي ولاية الجزيرة الخضراء، لم يكن مشهد المآسي أقل بؤساً من ولاية نهر النيل فقد خلفت السيول والأمطار إلى جانب كسر الترعة الرئيسة لمشروع الجزيرة مآسي حقيقية يصعب وصفها خاصة في محلية المناقل. أمين ديوان الزكاة بالإنابة الأستاذ عمر مالك بالجزيرة أشار إلى أن الكارثة ضربت ثلاث مناطق هي المناقل وجنوب الجزيرة وأم القرى،  وأشار إلى أن (78) قرية، بالمناقل غمرت تماماً بالمياه وتعرَّض جراء ذلك (2080) منزلاً، للانهيار الكامل و(4110) انهيار جزئي، فيما انهار تماماً عدد كبير من  فصول الدراسة بعدد من المدارس وغمرت المياه أكثر من  (4500) فدان.

وأشار إلى أن الديوان بادر بإغاثة المنكوبين على الفور بمواد غذائية و إيوائية، حيث تم توزيع (120)  جوال ذرة، بجانب عدد كبير من المشمعات والخيم .

وقال “احتسبت محلية جنوب الجزيرة مواطناً وأصيب ثلاثة آخرين، ولم يستبعد أمين الديوان بالإنابة ازدياد حجم الكارثة و سارعت منظمات وجهات حكومية على خلفية، مناشدة أهل المناطق ونتيجة ما رشح في الوسائط من صور تجسد حجم الكارثة لإغاثة المتضررين وحسب مراقبين فإن حجم الكارثة إحصاءات الضرر في تزايد مخيف.

فتح الميزانية

أضرار السيول والأمطار هذا العام طالت أيضاً  ولاية جنوب كردفان حيث لحقتها أضراراً بالغة هذا العام بسبب السيول و الفيضانات وضربت السيول والأمطار مناطق واسعة بالولاية غير أن محليات محدَّدة كانت الأكثر ضرراً، أحد المسؤولين بالولاية، أكد أن الأمطار الغزيرة التي ضربت الولاية نتجت عنها خسائر فادحة خاصة في ثلاث مناطق تشمل أبو جبيهة وأم كرشولة وتلودي.

ولفت أمين ديوان الزكاة محمد أحمد موسى إلى أن أكثر (67) أسرة، بأبي جبيهة تدمرت منازلهم بشكل كامل بجانب (547) في مخيمات اللاجئين الجنوبيين، وأضاف إنه ونظراً لأن المنطقة معزولة بفعل الخيران فإن الديوان تمكن من إيصال مواد الإغاثة والإيواء عبر الترلات وأشار كذلك لتضرر (600) أسرة، أبو كرشولة، أما في منطقة تلودي فقد استشهد اثنين وأربعة أشخاص آخرين في عداد المفقودين، وأكد أن حصر الخسائر المادية والبشرية ما زال جارٍ وقطع بأن ميزانية الديوان لدرء كوارث السيول والفيضانات مفتوحة.

غضب القاش

يظل نهر القاش ملهم الشعراء والأدباء، و قبلة السياحة بكسلا الوريفة كل عام تنتج عن غضبته مآسي تطال بعض مواطني كسلا.

وفي هذا العام لم تكن ولاية كسلا استثناءً جراء السيول والأمطار وفيضان نهر القاش  فقد رصدت التقارير تعرُّض عشرات القرى للسيول والفيضانات بيد أن حجم الخسائر ليست أقل فداحة من بقية الولايات المتضررة وحسب مبارك الكودة، أمين أمانة ديوان الزكاة بولاية كسلا في إفادته لــ(الصيحة) أن هناك مئات المواطنين تعرَّضوا لخسائر فادحة في الممتلكات جراء السيول وفيضان نهر القاش الموسمي، وأضاف في حديثه أنهم قدِّموا الغذاء ومواد الإيواء لعدد من المتأثرين في ذات وقت تواجه المؤسسات والجهات الداعمة لإغاثة المتضررين صعوبات كبيرة  الوصول إلى قرى معزولة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى