بعد أن اكتسبت القدسية الدينية (مبادرة ود بدر)  الحاضر الغائب في المشهد السياسي

 

 

الخرطوم: عوضية سليمان   15 اغسطس 2022م

كثير من الجدل واللغط أثارته مبادرة نداء أهل السودان للتوافق الوطني التي يقودها الشيخ الطيب الجد، خليفة الشيخ ود بدر، بأم ضواً بان، والتي حظيت بتأييد ومشاركة واسعة من القوى السياسية التي وصلت إلى (120) من  القوى المشاركة، وبعد  أن انتقل ملف التفاوض والإصلاح من مكاتب العاصمة إلى فناء أم ضواً بان عبر مؤتمر عقد بمسيد الخليفة الجد جمع كل القوى السياسية المؤيدة  بما فيها رئيس مجلس السيادة والقائد العام عبد الفتاح  البرهان الذي أعلن تأييده القاطع، أما نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، أعلن التحفظ بطريقة دبلوماسية عن موقفه من المبادرة إلا أنه أقر بعد عودته من دارفور بأنه متواصل مع أصحاب المبادرة وطلب منه أن ينظر في الأمر ومعرفة من يقف وراءها، وأصبح كل المؤيدين ينتظرون المخرجات التي تأتي بحلول عاجلة لأزمة السودان، إلا أن هنالك تقاطعات ظهرت إلى العلن عند بدء مؤتمر المائدة المستديرة برئاسة الخليفة الجد بقاعة الصداقة، حيث غابت  الحركات المسلحة وعلى رأسها حركة العدل والمساواة برئاسة د. جبريل إبراهيم التي تغيَّبت دون تمثيل لها كما اعتبرت الحرية والتغيير الميثاق الوطني أنها مبادرة تحت قياد أنصار النظام البائد،  الأمر الذي دفع  بعض قوى الثورة إلى الحضور والانسحاب بحجة أن المبادرة تحوم حولها شكوك كثيرة بأن عناصر النظام البائد ومنسوبي حزب المؤتمر المحلول يقفون خلفها ظنناً بأنها ستفتح الطريق أمامهم للعودة للمشهد مرة أخرى.

واجهات تنظيمية

وحسب خبراء أن المبادرة يكتنفها الغموض خاصة بعد ظهور واجهات وشخصيات ذات صلة بالعهد البائد مما يرجح فرضية بصمة المؤتمر الوطني المحلول عبر تنظيم المبادرة في سبيل العودة مجدَّداً للحياة السياسية وهذا ما تم تداوله بوجود بصمة المؤتمر الوطني من خلال  واجهات تنظيمية تابعة له ومن واقع  مصادر تمويلها، حيث صرفت أموال ضخمة على الوفود والاجتماعات خاصة أن المبادرة نابعة من بحر الطرق الصوفية ذات الإمكانيات المحدودة .

 

تجاوز نقطتين

وحول عدم  تأييد مبادرة نداء أهل السودان لبعض القوى قال عضو التحالف السوداني محمد السماني  لـ(الصيحة) إن المبادرة مبادرة سودانية يقودها رجل سوداني وفي مبدأنا أننا نلبي النداء لأي مبادرة وطنية تلم الشمل السوداني ومنهجنا واضح لأي مبادرة تخرج البلاد من الأزمة السياسية باستثناء وجود المؤتمر الوطني فيها، وأضاف هنالك كوادر كبيرة جداً على مستوى لقيادات المؤتمر الوطني كانت حاضرة  داخل قاعة الصداقة ومشاركة في المبادرة والمائدة المستديرة في اليومين الأول والثاني، وهذا ما يجعلنا نضع علامات استفهام كثيرة حول مبادرة الجد وقال حسب معلومات وردت بأن المبادرة يقف وراءها كوادر من النظام المحلول بكل ما تحمل الكلمة، مؤكداً بأن موقفهم تاريخي ولا يمكن أن يضيع عبر مبادرة الغرض منها واضح ونساوم على قضايا ومبادي أساسية، وقال: إن التحالف السوداني خرج بتصريح قبل ثلاثة أيام، أوضح فيه موقفه والوقوف مع أي مبادرة سودانية تلم شمل إلا في حالة أن تتجاوز المبادرة نقطتين الأولى تعمل على خرق اتفاقية سلام جوبا والنقطة الثانية أن تضم كوادر الموتمر الوطني، لأننا دخلنا منصة الحرية والتغيير العودة لمنصة التأسيس وأطلقنا نداءً وحواراً مفتوحاً لكل القوى السياسية باستثناء المؤتمر الوطني، لافتاً  إلى أن حركة العدل والمساواة كانت تدعم المبادرة ولكن عندما علمت بأن المبادرة وراءها النظام البائد وبها (14) لجنة، من الفلول تم وقف التعامل معهم مباشرة لذلك لم يمثل العدل والمساواة أي شخص داخل القاعة، وكشف عن عدم نجاح المبادرة لأن المائدة المستديرة المناط بها أن تجمع الفرقاء السياسيين في طاولة واحدة فشلت في ذلك لأن الفرقاء الآن خارج دائرة المبادرة.

خلط الأوراق

في ذات السياق يرى عضو المجلس المركزي كمال بولاد في حديثه  لـ(الصيحة) بأن رفضهم للمبادرة جاء على إنها دعت دون أن تتبيَّن طبيعة الصراع وجوهر الأزمة التي حدثت في المرحلة الانتقالية، وأضاف أن طبيعة الأزمة نتجت من تجاهل وخرق الوثيقة الدستورية التي كانت تحكم المرحلة الانتقالية بين الطرفين المكوِّن العسكري والمكوِّن المدني مما نتج عن أحداث انقلاب عسكري في الوثيقة وزج بعض الوزراء في المعتقلات وخلق واقع سياسي جديد، مؤكداً بأن طبيعة الأزمة بأن هنالك انقلاب عسكري أعلن قرارات بموجبها عادت مجموعة من النظام السابق إلى مؤسسات الدولة وطرف آخر يمثل قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة وبعض القوى التي شاركت الثورة وساهمت في اصطفاف النظام السابق، لذلك الأزمة الآن تعتبر أزمة دستورية يجب أن تناقش في هذا الإطار وأن محاولة ما تسمى بمبادرة نداء أهل السودان حاولت أن تخلط الأوراق وتدعو كل الذين شاركوا في النظام السابق الذي أسقطه الشعب السوداني كما حاولت هذه المبادرة أن تأتي بكل هؤلاء وأن تخلط الأوراق وأن تتحدث عن حكومة جديدة وكأنما الأزمة هي أزمة حكومات، موضحاً بأن جوهر الأزمة هو ما بين النظام السابق الذي ارتكب الجرائم وخلق حكماً خجولاً لمدة ثلاثة عقود وما بين قوى حيَّة تعمل على تغيير الواقع لتعود إلى الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة عن طريق مرحلة انتقالية تتحدى مهامها من معالجة معيشة الناس وصولاً إلى قانون انتخابات يرتضيه الجميع وبموجبه يصنع مناخ التحوُّل الديموقراطي، وأضاف: نحن نرفض الأساس الذي انطلقت منه المبادرة وهو أساس يخلط الأوراق ولا يعالج الأزمة التي حدثت في مسيرة المرحلة الانتقالية وأدت إلى انقطاع المرحلة الانتقالية، وأكد أنهم  في حالة تغيير أو تعديل أساس المبادرة سيكون لكل حدث حديث بعد ذلك.

مبادرة كيزان

أكد رئيس كيان الشمال محمد أحمد الجاكومي، خلال حديثه لـ(الصيحة) رفضهم مبادرة الطيب الجد، وقال: إن المبادرة مبادرة كيزان ولم يتم تأييدها في قوى الحرية والتغيير _التوافق الوطني من الأول وكشف الجاكومي أن الحزب الاتحادي الأصل عندما التقى الطيب الجد،  أصدر الحزب بياناً  أوضح فيه رفضه المشاركة، وقال: ليس له علاقة بالمبادرة، وحول تمثيل الحزب الاتحادي في المبادرة، قال: إن محمد المعتصم حاكم، يمثل الجهة المنشقة للسيد محمد الحسن، أما السيد محمد عثمان الميرغني ليس له علاقة بالمبادرة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى