فولكر يعود بعد غياب.. ماذا يحمل هذه المرة؟

 

الخرطوم: الطيب محمد خير    9 اغسطس 2022م 

عاد رئيس بعثة يونيتامس بالسودان فولكر بيرتس، للساحة السياسية السودانية بعد غياب قارب الشهر عبر مقال شغل الرأي العام السوداني رغم أن كثيراً من المياه جرت تحت جسر الأزمة السودانية أبرزها الإعلان الدستوري الذي بشرت بطرحه  قوى الحرية والتغيير ومبادرة  أهل السودان التي يقودها خليفة ود بدر وجميعها أراد فولكر الاصطياد فيها.

ابتدر فولكر مقاله بلهجة أقرب للتبرير  والاعتذر لانهيار المبادرة الثلاثية التي طرحها بمشاركة منظمة إيقاد والاتحاد الأفريقي نتيجة العقبات محاول تبرئة ساحته من الفشل الذي لازمه في تنفيذ مهمته التي ابتعث من أجلها ممثلة في حشد التمويل الدولي لإنجاح المرحلة الانتقالية.

واللافت أن مقال فولكر مشحون بكثير من عبارات التحذير والتخويف والترغيب والاستعطاف، حيث بدأ بالتحذير من أن الوقت يمضى في غير مصلحة السودان وشعبه نتيجة الفشل في إحداث اختراق في حالة الانسداد السياسي الذي قال سيؤدي إلى منع السودان – أي (الانسداد السياسي) – من الاستفادة من المساعدات التنموية الدولية ويُعيق الاستعادة الكاملة للعلاقات مع المؤسسات المالية الدولية وخسارة المزيد من المكاسب الوطنية التي تحققت مؤخرًا في مقدمتها إعفاء الديون التي حققتها الحكومة الانتقالية السابقة، وعاد للترغيب بالإشارة إلى تقرير نادي باريس الصادر بتاريخ 14 يونيو 2022م، الذي قال أظهر إحراز تقدم في عملية إعفاء الديون، التي تبلغ (56) مليار دولار، مبدياً مخاوفه من استحالة تحقيق ذلك في  ظل الظروف الراهنة التي قال بلهجة لا تخلو من الاستعطاف  بأن الظروف الراهنة،  تحد من مقدرته على المساعدة في حشد التمويل الدولي لدعم الاستقرار والتنمية أو تنفيذ اتفاقات السلام، داعماً ذلك بنوع من الترهيب بالتذكير بالتقارير التي حذَّرت من أن ربع الشعب السوداني  سيواجه خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال هذا العام بسبب الآثار المجتمعة للأزمات الاقتصادية والسياسية.

ينفذ بعدها فولكر إلى غرضه وهدفه الذي سعى إليه من المقال الذي يجئ في فاتحة مباشرة مهامه بعد استراحة شهر من عناء صدمة فشل المبادرة الثلاثية وهو يريد قبل كل شئ من جميع الأطراف إظهار المزيد من الالتزام والإرادة السياسية، مناشداً القوى الرئيسة والأحزاب السياسية والحركات القاعدية بما فيها لجان المقاومة لفتح قنوات مع بعضها البعض وتمعن أفكار ومقترحات بعضهم البعض، مذكراً بتبعات الفراغ السياسي في الخرطوم بلهجة جمعت بين الترهيب وتحريك كوامن الإنسانية بالتنبيه لآثار الفراغ السياسي المدمرة خارج الخرطوم في دارفور والنيل الأزرق،  وغيرها من أجزاء البلاد، داعياً إلى أن الإسراع في إيجاد حل يُمكن من معالجة الشواغل الكبرى خارج العاصمة السودانية ليدلف بعدها لدعوته للحوار الوطني الشامل لحل المسائل الهيكلية التي قال: تُـرِكَت دون حل لفترة طويلة، مثل توزيع الثروة والعلاقة بين المركز والأطراف وكان قد فشل في الوصول إلى جمع الفرقاء عبر باب مبادرة الآلية، مبدياً قناعته هذه المرة أن إنجاز الحوار الوطني الشامل تحتاج البلاد إلى حكومة مدنيّة فعّالة ومقبولة.

ويرى المحلِّل السياسي الأستاذ عبدالله آدم خاطر، أن فولكر من خلال المقال قدَّم قراءة لكافة النقاط التي بها تعقيدات تعترض حل الأزمة السودانية في الوقت الراهن سواءً هذه التعقيدات في داخل السودان أو خارجه .

وقال خاطر لـ(الصيحة): إن فولكر من خلال هذا المقال يكشف عن محاولته لوضع خارطة طريق خاصة به لتشجيع الفرقاء السودانيين للتقدم خطوة للإمام لتخطى المواقف التي بها هذه التعقيدات خاصة بعد خروج المكوِّن العسكري بقناعة منهم من المشاركة في الحوارات السياسية وأيضاً الخروج من دائرة شؤون الحكم في الوقت الراهن .

وأشار خاطر إلى أن الخارطة التي يريد فولكر تشجيع السودانيين لاتباعها للخروج من نفق الأزمة من خلال مزيد من الحوار والتقارب والالتفاف حول أهداف الثورة أو بالأحرى ممسكات الثورة لكل الأطراف دون إقصاء لأي طرف .

وأضاف: هنا فوكلر يرى أن العملية عندما تتم بهذا النهج تبعث الأمل لدى المجتمع الدولي لزيادة مساعداته للخروج من دائرة الأزمة المحيطة بالسودان سواءً الاقتصادية أو اندماجه في المجتمع الدولي الذي يراقب مع فولكر الأوضاع في السودان بقلق واضح وعدم ارتياح لما يجري، فلذلك من الضرورة مساعدته للعودة لمسار المضي نحو التحوُّل الديموقراطي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى