التظاهرات.. هل خمد بريقها؟

التظاهرات.. هل خمد بريقها؟

الخرطوم: آثار كامل

لازالت شوارع الخرطوم تشهد مواجهات مستمرة  بين المتظاهرين وقوات الأمن،  وتشهد سقوط  عدد من  القتلى والجرحى في المليونيات التي ظلت  تخرج احتجاجاً على ماتم في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2021م، عبر المليونيات المركزية واللامركزية بجانب المخاطبات المستمرة، ونشرت تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، جدول التصعيد الثوري ضد السلطة خلال شهر أكتوبر 2022م وتضمّن الجدول وفق بيان للجان، «6» مواكب وفعاليات مركزية ولا مركزية، على أن تكون بقية الأيام متروكة للجان القاعدية والتنسيقيات في المناطق لاختيار طريقة التصعيد بما فيه مظاهرات يوم 25 أكتوبر .

وقال مراقبون للشأن السياسي في البلاد: إن التظاهرات لم تعد مثل سابقتها وفقدت بريقها، حيث كان تسيير أي مظاهرة يتطلب إغلاق كامل للخرطوم وإغلاق عدد كبير من الجسور عدا جسري سوبا وشمبات وهما جسران بعيدان عن وسط الخرطوم ولا أثر لهما.

بينما أشار آخرون في حديثهم لـ(الصيحة) أن المظاهرات لم تخمد وهي مثل النار تحت الرماد في أي لحظة يمكن أن تشتعل وتنتفض .

تقرير المصير

يقول الخبير السياسي النذير محمد لـ (الصيحة):  إن المواكب في الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً وانحصرت في مناطق معينة وأصبحت في فترات متباعدة، وقال: إن لجان المقاومة لن تفتر همتها وماحدث لها هو بمثابة استراحة محارب وأنها ستعود مرة أخرى للشارع، وأوضح أن جدولها لأكتوبر وتركيزها لمليونية الخامس والعشرين منه سيكون له أثر في مستقبلها  متوقعاً أن تكون مواكب 25 أكتوبر منصة تنطلق منها من جديد.

جدية الحوار

ويرى مراقبون تحدثت إليهم (الصيحة) بأنه لم يعد أمامنا من خيار غير الاستجابة للنداءات التي أطلقت بشأن الحوار الجاد والمسؤول حول القضايا والتوصل إلى حل يرضي الجميع خصوصاً الشباب الذي يخرج في مواكب وتظاهرات منتظمة لابد من الجلوس معه والتوصل إلى صيغة معه ترضي الجميع تفادياً للخسائر البشرية التي نفقدها في كل موكب بجانب تعثر المواطن البسيط من إغلاق كباري وتعطيل حركته، مضيفين بأن البلاد تعيش منذ الخامس والعشرين من أكتوبر، حزمة من الأزمات مترابطة مع بعضها البعض ومعلقة على رقبة الخلاف السياسي بين المكوِّنات لكن تأثيراتها على المواطن فاقت حد التحمل خصوصاً بأن البلاد لم تعد تحتمل أن تستمر الخلافات.

سلاح السلمية

يقول عضو لجان مقاومة أم درمان محمد أحمد، في حديثه لـ(الصيحة): إن المقاومة لازالت تقف في وجه العسكر وفي وجه القمع الذي يحدث، وأضاف بأن التظاهرات والمواكب السلمية لم ينطفي بريقها، بل هنالك ترتيبات متواصلة وجداول تصدر بواسطة التنسيقيات، ونوَّه بأن المحاولات التي جرت مؤخراً  استقطاب أعضاء اللجان التي قادت الحراك الجماهيري بجانب محاولة إمكانية تغيير  التظاهر السلمي وتحويله إلى العنف، لن تجدي لطالما سلاحنا الوحيد السلمية في مواجهة عنف الأجهزة الأمنية، وأضاف لن تتحوَّل لجان المقاومة إلى لجان مسلحة، وسوف تتمسَّك بسلميتها في كل الظروف، ولن تستطيع جهة استقطابها وسنواصل وسوف ترون ذلك في أكتوبر.

سيطرة الأحزاب

يرى أستاذ العلوم السياسية طارق الحسن في حديثه لـ (الصيحة) أن الأحزاب السياسية تسعى -حالياً- للتوغل في قيادة لجان المقاومة والسيطرة عليها بعد أن تأكد لها أنها هي من تقود المواكب والمليونيات رافعة شعار السلمية لتحقيق أهداف الثورة وتحقيق القصاص العادل للشهداء، وأضاف بأن بعض الأحداث الأخيرة أثرت على الحراك في الشارع كما ذكرت سابقاً محاولة تدخل الأحزاب ومحاولة البعض كبح جماح لجان المقاومة والسيطرة عليها عبر هيكلتها، لذلك من الطبيعي أن تتراجع المواكب ولكن ظهرت عزيمة لجان المقاومة في مواصلتها وإصدار جدول أكتوبر بجانب تحركاتها في إعلان ميثاق تأسيس سلطة الشعب ووضع الحلول عبره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى