مبادرة الشيخ “الطيب الجد”.. هل تفلح السجادة وخلفائها.. فيما أفسدته صالونات السياسة؟

 

الخرطوم: نجدة بشارة        8 اغسطس 2022م 

تباينت ردود فعل القوى السياسية حول مبادرة الشيخ الطيب الجد ود بدر، والمعروف بـ”مبادرة أهل السودان للتوافق” فيما قلَّل مراقبون من المبادرة  واعتبروها واحدة من المبادرات على كثرتها وقلة فعلها أو تأثيرها لا سيما وأن مبادرة الجد وجدت الدعم والتأييد من قبل المكوِّن العسكري، بينما تداعت بعض الأحزاب وتدخلت في المبادرة في محاولة لتجييرها لصالحها، ولكن ما الجديد في مبادرة الجد، هل تستطيع أن تلم شمل المتشاكسين، وتحدث التوافق؟

إعادة إنتاج

ورجَّح القيادي بقوى الحرية والتغيير التجاني مصطفى، أن يكون الإسلاميون وراء إطلاق هذه المبادرة لرصف الطريق أمام عودتهم إلى المشهد السياسي، وقال لـ(الصيحة): إن المبادرة ظاهرها إعادة إنتاج وابتعاث للحركة الإسلامية، وأوضح أن سياسة السجادة وحلفائها لن تستطيع أن تحل الأزمة، وزاد: حتى في حال وجدت الالتفاف من قبل المكوِّن العسكري وبعض الأحزاب العقائدية، وأشار إلى أن الحرية والتغيير مازالت تعمل -حاليًا- على دراسة مضمون مبادرة الشيخ الطيب الجد، ولم تصل إلى مرحلة الخلاف حولها، وقال: إن هذه المبادرة لم تأتِ بجديد، وما يثير التساؤل حولها لماذا سارع البرهان بالترحيب بها، وتابع بقوله : “الشيخ الطيب الجد من كوادر الحركة الإسلامية في الأساس ولم يسجل له موقف إيجابي في الثورة السودانية مثل الكثيرين من زعماء الصوفية في السودان الذين كان لهم مواقف مع  حركة التغيير” .

 

 

هل توجد التوافق؟

ولكن، الخليفة الشيخ الطيب الشيخ الجد الشيخ محمد ود بدر، رئيس مبادرة نداء  أهل السودان هدف من مبادرته إلى  التوافق وإلى ضرورة وحدة أهل السودان لحل الأزمة التي تمر بها البلاد، وقال: إن الأزمة تمثل تهديداً لاستقرار البلاد و أعرب عن أمله أن ينتهي الحوار الذي يرتب له إلى وثيقة وطنية ترسم طريقاً متوافقاً عليه لإدارة متبقي المرحلة الانتقالية وصولاً لانتخابات حرة تتوافر لها كل ضمانات النزاهة والشفافية، وتسلِّم السلطة بعدها لمن يختاره الشعب، ويرضى الجميع بإرادة وحكم المواطنين، والصبر على هذا المنهج حتى تترسخ  الديموقراطية في بلادنا .

لا جديد

في السياق انتقد القيادي بحزب الأمة القومي آدم جريجير، وقال: “لا جديد” في  المبادرة، وزاد في حديثه لـ(الصيحة) بأن الشخص الداعي للمبادرة هنالك عدم توافق حوله، ورفض وسط قطاعات الثورة.

وقال: إن شيخ الطيب كان من أكثر الشخصيات التي وقفت ضد الثورة، وأضاف ماذا فعل في الثلاثين عاماً، التي مضت وهو أحد قيادات المؤتمر الوطني،  وأجاب: لم يفعل شيئاًء يذكر أو يضيف لسيرته، ونفى أن يكون هنالك أي تأييد من بعض أحزاب الحرية والتغيير للمبادرة، وقال اعتقد أن المؤيدين ربما من مجموعة الحرية والتغيير منصة التأسيس، وبالتالي من الداعمين للانقلاب .

وأضاف جريجير: المبادرة ماهي إلا محاولة للزج به وبإرثه في معترك سياسي مشحون، وإقحامه في أجندة الصراع المحموم، مشيراً إلى أن بدايته في المبادرة كانت خاطئة ومنحازة للانقلاب، معللاً بالقول: “إذا كان هو من داعمي اعتصام القصر الممهد للانقلاب، وها هو يعزز عدم حياده بجمع أنصار  النظام البائد ليكونوا محضرين لما سمي بمبادرة أهل السودان”، لذلك أرى أنه لن تكون المبادرة ذات جدوى، وبلا قيمة ولا يرجى منها خير.

 

 تكريس للسلطة

 

 

القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار    لـ(الصيحة) إن مبادرة الجد لا تختلف عن كثير من المبادرات المطروحة في الساحة والتي تكرِّس لحكم العسكر، بينما تجد بالمقابل الرفض وسط القوى المدنية الرافضة للانقلاب، وأوضح أن المبادرة لا تتماشى مع روح الثورة ولا واقع الاحتجاجات التي تنتظم الشارع، لجهة أن الواقع الحالي لا يسمح بالحديث عن تكوين حكومة أو تعيين رئيس وزراء في الوقت الراهن وتوقع أن تكون المبادرة مدعومة من جهات أجنبية، لكن الشيخ الجد، أوضح أن المبادرة تذهب اتجاه  تكوين مجلس أعلى لنداء أهل السودان، يضم شيوخ الطرق الصوفية ورؤساء الأحزاب والتكتلات السياسية والشباب ولجان المقاومة والجماعات والقبائل والمنظمات المدنية من الخلفيات والأفكار كافة.

من هو الشيخ الطيب الجد ود بدر؟

درس الشيخ الطيب الجد ود بدر، الشريعة في كلية غردون عام 1955م، وتخرج في 1959م، وعيّن في العام ذاته بالسلك القضائي ثم تدرَّج حتى صار قاضياً بالمحكمة العليا. وفي أثناء ذلك انتدب للعمل في دولة قطر 5 سنوات، منذ 1992، وبعد عودته واصل عمله قاضياً في المحكمة العليا إلى سن التقاعد. وفي العام 1998م، صدر قرار بتكوين مجمع الفقه الإسلامي، وتم تعيينه عضواً مسؤولاً عن دائرة الفتوى الشرعية. وحين توفي الخليفة عثمان عمر بدر، في 2002، آلت الخلافة إلى أبناء الشيخ الطيب بدر، وأجمعت أسرة ود بدر على اختيار الطيب الجد خليفة للشيخ محمد بدر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى