مؤتمر أسمرا لقضايا الشرق ..  هل تنجح أريتريا في لم الشمل؟

 

الخرطوم: نجدة بشارة    3 أغسطس 2022م

تبدأ الحكومة الأريترية، الإعداد لمؤتمر مُعالجة القضايا المصيرية في شرق السودان باجتماع تحضيري مطلع الأسبوع المُقبل في أسمرا، في السياق تباينت ردود الفعل بشأن المبادرة الأريترية بين متفائل وحذر، وبين مقلِّل من المؤتمر المزمع انعقاده لا سيما وأن رقاع الدعوة للمؤتمر استبعدت الموقعين على مسار جوبا من الشرق، تساءل متابعون عن أسباب استثناء الموقعين على مسار السلام من المشاركة في المؤتمر؟ وهل استبعادهم متعمَّد ومقصود، أم أن المؤتمر يختص بالقضايا الاجتماعية لإنسان الشرق ولا علاقة له بالصراع السياسي؟ وفرص نجاح المؤتمر التحضيري؟ لا سيما وأن المؤتمر سوف يكسر القيود ويفتح المجال والحدود المغلقة منذ سنوات بين السودان وأريتريا.

ماهي أجندة الاجتماع التحضيري؟

ووفقاً لتصريحات صحفية إنّ السُّلطات الأريترية عبر سفارتها بالخرطوم وجّهت الدعوة لنظار القبائل وبعض القادة الأهليين الفاعلين والسياسيين وشيخ خلاوى همشكوريب الشيخ سليمان بيتاي لحُضُور الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الشرق.

وكشفت المصادر أنّ الدعوة لم تشمل قادة مسار الشرق في اتفاق سلام جوبا، وأن المؤتمر المُزمع لا علاقة له بالمؤتمر التشاوري المنصوص عليه في اتفاق الجبهة الثورية، وأكّدت أنّ الوفود ستتحرّك من ولاية كسلا براً الخميس المُقبل، لعبور الحدود المُغلقة منذ سنوات بين البلدين، وأن الدعوة تمّت بتوجيهات وإشراف مباشر من الرئيس أسياسي أفورقي.

الأطراف المتصارعة

قال القيادي بالجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، فؤاد شاويش لـ(الصيحة):

إن المؤتمر يرعاه الرئيس الأريتري أسياسي أفورقي لبحث الأوضاع في الإقليم”،

وأكد أن الحكومة الأريترية اجتمعت بالجبهة الشعبية المتحدة سابقاً، ونقلت رغبتها في إطلاق مبادرة لحل الأزمة في الشرق، وأضاف: ولكن أشاروا إلى اتجاههم للاستماع إلى وجهات نظر  الأطراف المتصارعة .

وزاد: تلقينا دعوة باعتبار أن الجبهة الشعبية واحدة من الأطراف السياسية، إضافة إلى ذلك وجهت الدعوة للإدارات الأهلية والمجلس الأعلى لنظارات البجا.  وقال: إن حواراً استبق المؤتمر حول قضايا الصراع وسبل إيجاد الحل،

ورداً على ما إذا كان اجتماع أسمرا هو الخاص بأهل الشرق الذي كان من المفترض عقده قبل عدة أشهر؟ أجاب:  إن ”اجتماع أسمرا لا علاقة له بالمؤتمر الجامع لأهل الإقليم الذي ورد في اتفاق مسار الشرق، وأضاف: “ ذاهبون للاستماع لرؤية القيادة الأريترية بشأن التعامل مع الأوضاع في السودان عموماً والشرق على وجه الخصوص.

 ترحيب ولكن!

ومنذ العام 2019م، تتوالى الصراعات الإثنية بولايات الشرق الثلاث “البحر الأحمر وكسلا والقضارف”، تارة بين البني عامر والنوبة، وأخرى بين الهدندوة والبني عامر مخلِّفة أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى وحرق لعشرات المنازل.

وقال والي كسلا الأسبق صالح عمار لـ”سودان تربيون”: إن الدور الأريتري في الشرق قديم واتفاق أسمرا للسلام الموقع في العام 2006م، أحد فصوله.

وأبان أن التأثير بين الشرق “والسودان عموماً” وأريتريا متبادل ومن مصلحة البلدين العيش في استقرار، كما أشار إلى أن أي مسعى تقوم به أريتريا للسلام في السودان” مفهوم .

وقال عمار: إن القيادة الأريترية مطالبة بالتحضير والدراسة الجيِّدة للوضع المعقَّد -حالياً- في السودان والتقاطعات الدولية والإقليمية قبل أن تقدم على أي خطوة، كما شدَّد على ضرورة مطالبتها بالتحديد الدقيق للأطراف صاحبة الثقل في الإقليم والحذر عند التعامل مع المجموعات التي كانت سبباً في الفتنة ونقل النزاع إلى المنطقة بالنيابة عن آخرين، وتابع: إذا تحققت هذه العوامل فلا شك أن الدور الأريتري سيجد الترحيب.

تحرُّكات أوسع

وكانت صحيفة “الشرق” نقلت منتصف يونيو الماضي، عن مصادر لم تسمها أن أريتريا ترغب في التوسط بين الفرقاء السودانيين لحل الأزمة السياسية، رغم تحفظ الخرطوم، ورفض الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي غضون شهرين فقط، تسلَّم رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان، رابع رسالة خطية من الرئيس الأريتري أسياسي أفورقي.

وقالت المصادر: إنَّ أفورقي يرغب في تقديم وساطة لحل الأزمة بين الفرقاء السودانيين، وبعث العديد من الرسائل الشفهية والمكتوبة، في هذا الخصوص

وكشفت مصادر الصحيفة أنه في 11 أبريل الماضي، عندما وصل وزير الخارجية الأريتري عثمان صالح والمستشار يماني قبراب مبعوثين خاصين من رئيس بلادهما، في زيارة استغرقت يوماً واحداً، عرضا على البرهان التوسط لحل الأزمة، لكنه أخبر الوفد بأنهم “غير محايدين” و”يدعمون الجانب الإثيوبي”، ويقدِّمون “دعماً لوجستياً لقومية الأمهرا” على الحدود السودانية.

ماذا تريد أريتريا؟

ومع آخر زيارة في مايو الماضي، أكد البرهان للوفد الأريتري ضرورة أن يكون الدعم من خلال “الآلية الثلاثية”، أي الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والإيقاد لحل الأزمة بين الفرقاء السودانيين، ولاحقاً كشفت مصادر إعلامية أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي في، أبلغت الخرطوم خلال زيارتها الأخيرة في يونيو الجاري، رفضها جهود إريتريا المستقلة لحل الأزمة بين الفرقاء السودانيين، وأكدت عدم دعمها لأي اجتماعات منفصلة قد تعقد مستقبلاً في أسمرا لحل الأزمة السودانية.

وقال “شاويش”: إن الصراع في شرق السودان يتسع ويتمدَّد وبدأ يجرف معه محاور إقليمية، لكن عاد وأوضح أن لأريتريا علاقات مميَّزة مع بعض أطراف الصراع في الشرف من الإدارات الأهلية والسياسية، ولها وجودها الفاعل في المنطقة، وأضاف: نحن متفائلين بانعقاد المؤتمر التحضيري في أن يدفع بقوة تجاه الحلول لأزمة شرق السودان.

 

هل استبعدت قيادات مسار جوبا؟

أما في رده على استبعاد مسارات جوبا للسلام من الدعوة للمؤتمر، أشار شاويش إلى أن المؤتمر المزمع عقده تحضيري، وأجندته الاستماع إلى القيادات المجتمعية وبمعزل عن الصراع السياسي الدائر، وأن المؤتمر يهدف إلى المصالحة الشاملة لأهل الشرق، وزاد: ربما أعقبه مؤتمر جامع بصورة أشمل ليضم كل القيادات الأهلية والسياسية، واستبعد أن يكون هنالك استبعاد مقصود أو متعمَّد لقيادات مسار جوبا.

علاقات ممتدة

وذهب المحلِّل السياسي والدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو، متفائلاً بانعقاد المؤتمر التحضيري في أسمرا، وقال كرمنو لـ(الصيحة): إن أريتريا لها علاقات ممتدة في شرق السودان، وأن بعض القبائل تمتد بجذورها من الشرق حتى أريتريا ولم يستبعد أن يحدث أسياسي أفورقي اختراق في حل أزمة الشرق، أما في رده على استبعاد قيادات مسار جوبا من الدعوة للمؤنمر، رأى أن أغلب القيادات الأهلية في شرق السودان لديها تحفظات على مسار جوبا، وأن المسار به الكثير من الأخطاء، وأضاف: لذاك فإن استبعاد الموقعين على مسار جوبا يخلق بيئة توافقية في المؤتمر، ويمكن أن يلتحقوا في مستقبلاً بعد توافق أهل المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى