داعش في الخرطوم.. حرب شوارع تشهدها أحياء جبرة

الخرطوم- محجوب عثمان
عند العاشرة والنصف من صباح أمس بدأ مواطنو مدينة جبرة جنوب الخرطوم في ملاحظة حركة عسكرية كثيفة كانت تتجه نحو عدد من المربعات ثم لم يلبث ان انطلق صوت الرصاص لتتحول شوارع مربع 18 بجبرة الى ساحة معركة فقد دخلت قوات أمنية في اشتباكات بالسلاح مع خلايا ارهابية منتمية لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في عدد من المحاور والعمارات ففيما يبدو ان قوات مكافحة الارهاب كانت قد اعدت خطة لمداهمة عددا من الشقق التي تستغلها خلايا داعشية في حى جبرة غير ان تلك الخلايا بدات في اطلاق النار على العناصر الامنية ما ادى للدخول في اشتباكات عنيفة.
خلفية
حملة أمس على حي جبرة كانت امتدادا لعملية نفذها جهاز المخابرات الوطني ظهر الثلاثاء قبل الماضي عندما روع الشعب السوداني اجمع بعملية اطلاق نار في حي جبرة بوسط الخرطوم راح ضحيتها ضابطان من جهاز المخابرات الوطني إضافة لثلاتة ضباط صف فضلا عن مواطن بعد مداهمة لشقة تستغلها خلية ارهابية غالبيتهم من جنسيات أجنبية غير ان افراد الخلية فتحوا النيران تجاه القوة العسكرية وولى بعضهم هاربين ليتم القبض عليهم بصورة متلاحقة خلال يومى الثلاثاء والأربعاء وتصل حصيلة المقبوض عليهم إلى 14 إرهابيا بينهم الزعيم “مصري الجنسية” الذي تم القبض عليه في بورتسودان.
بداية
وبدأت الأحداث أمس في الشارع الرئيس لجبرة مربع ١٥، وقد بدأ الاشتباك حوالى الساعة عشرة والنصف صباحا، عندما داهمت فرقة من القوات الخاصة للشرطة الأمنية مقر للإرهابيين ونجحت الشرطة في القبض على اثنين منهم أكد شهود عيان انهم من جنسيات أجنبية يرجح أن تكون مصرية أو سورية وأفاد شهود العيان الذين تحدثوا لـ(الصيحة) من موقع الحدث ان الاشتباكات واطلاق النار استمر هناك لأكثر من ساعتين وتمددت من الشارع الرئيس لداخل الحي وأفاد شهود عيان عودة اطلاق النار للطريق الرئيس مرة أخرى.
قناصين
وأكدت المصادر وجود قناصين في المباني المرتفعة حول المكان، وهو ذات ما أكدته مصادر شرطية التي بينت ان المنطقة حول “حلواني ايلاف”، “مبنى الأطباء لطب الأسنان” ومواقع أخرى متفرقة داخل الحي كانت مسرحا للعمليات، ونشر ناشطون فيديو لقوات أمنية كانت تلبس مواطنين سترات واقية من الرصاص وتعبر بهم الشارع لاجلائهم من مرمى القناصين في عملية فدائية هدفت لإنقاذ من علقوا في مرمى النيران خاصة بعد أن أصيب أحد المواطنين برصاصة طائشة، وأكد مصدر شرطى اجلاء المصاب واسعافه إلى المستشفي وأكد أن حالته مستقرة.
فيما تواصل الانتشار الكثيف لقوات الشرطة وانضم إليهم عدد من سيارات الاسعاف، وقطع شرطي تحدث لـ(الصيحة) أن القناصين كانوا أكثر من 3 أفراد استطاعوا الوصول إلى مبان عالية وأصبحوا يطلقون النار منها على القوات الأمنية وعلى المواطنين، مشيرا إلى انهم كانوا يستخدمون بنادق قنص متطورة مما صعب من مهمة الاقتحام على القوات الشرطية.
مداهمة
وأكد شهود عيان أن القوات الأمنية استطاعت القبض على 4 من الارهابيين خلال المداهمة الأولى بينما هرب أحد عناصر الخلية الارهابية قبل أن يتم القبض عليه في تقاطع البسيبسي جوار جامع بلال واستطاع مواطنون القبض على عنصرين آخرين حاولا الفرار مستغلين دراجة بخارية غير أن بداية القناصين في اطلاق النار فضلا عن اكتشاف القوة الشرطية ان الخلية تحتجز مواطنين كدروع بشرية ادى لتراجع القوات عن مداهمة المبنى خاصة بعد وقوع إصابات ما دعا لاستدعاء عربات مدرعة من شرطة الاحتياطي المركزي كان لها أثر كبير في تطويق المبنى دون وقوع خسائر في الأرواح.
وكشف شهود العيان لـ(الصيحة) أن القوات الشرطية والقوات المساعدة لها أعادت الهجوم ونفذت مداهمة أمنية جديدة أسفرت عن القبض على (4) ومقتل (2) من عناصر الخلية الإرهابية وتحرير (23) رهينة من قبضة الخليه الإرهابية بعد عملية اقتحام ناجحة للمبنى الذي كانت الخلية الارهابية تعتصم به.
رعب
وعاش مواطنو مربعات جبرة رعبا كبيرا خاصة العاملين في المحال التجارية في الشارع الرئيس خاصة وان الاشتباكات وقعت نهارا وامتدت حتى وقت خروج التلاميذ من المدارس غير ان ادارات المدارس منعت التلاميذ والطلاب من الخروج إلى الشارع خشية الإصابة بينما كان هناك العديد من المواطنين قريبون من موقع الأحداث عاشوا لحظات رعب كبيرة في وقت أمتد فيه الخوف لداخل المنازل خاصة الأسر التي لديها أبناء في المدارس، وقال عدد من المواطنين استطلعتهم (الصيحة) إنهم عاشوا يوما عصيبا مشيرين إلى ان القوات الأمنية لم تعمل طوقا أمنيا ولم تعمل على تفريغ مسرح العملية من المواطنين إلا بعد وقوع الاشتباكات، في وقت كشف فيه احد المواطنين عن وقوع إصابات بين المدنيين، قال إنه شاهد بعينه سيارات الاسعاف تنقلهم إلى المستشفيات تحت رعاية القوات الأمنية.
خسائر
وتداول ناشطون معلومات عن استشهاد أحد عناصر القوة المهاجة مؤكدين انه تلقى رصاصات في البطن والصدر وتم نقله للمستشفى ليفارق الحياة هناك كما اكدوا إصابة 4 آخرين تم نقلهم عبر الاسعاف، فيما أشاروا لإصابة 3 على الأقل من المدنيين ولم تصدر الجهات الرسمية أي بيان لتوضيح ملابسات الأحداث وما تم فيها من نتائج وما وقع من خسائر حتى مثول الصحيفة للطبع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى