محمد البحاري يكتب : تباريح الهوى.. 

23 يوليو 2022م

النافذة!!

الإعلام تلعب فيه الهواية دوراً كبيراً جداً، وتظهر الملكات الإعلامية عادة منذ الصغر في طريقة الكتابة والشجاعة الأدبية والاهتمام بالاطلاع والثقافة ومتابعة الأخبار والإعجاب ببعض الكُتّاب والصحفيين.

شخصياً كانت ميولي كبيرة نحو الإعلام منذ المرحلة الابتدائية، فظهرت بالاهتمام بالخط العربي والجرائد الحائطية والمسرح والجمعيات الأدبية، وكنت مستمعاً جيداً جداً للإذاعة، ثم من بعد ذلك الروابط والمنظمات والإذاعات الداخلية في المدارس، فتطوّرت الفكرة فكانت كتابة أول عمود بصحيفة قريتي الحبيبة (الجديد عمران) عمود باسم (النافذة) وأنا فى ريعان الشباب والصبا الباكر، فكانت تجربة أعتز بها جداً وهي بمثابة خبرات متراكمة استفدت منها لاحقاً.

فصلتني من تلك الفترة فترة عملي بالسوق ردحاً من الزمان، فآثرت البُعد من  الإعلام تماماً لكنها تجربة صقلتني في أضابير الحياة وتبقى فصل من فصول مدرسة الحياة المهمة أخذت منها الكثير جداً، وتعلمت منها ما لم أكن أن أتعلمه لو ذهبت في طريق الإعلام.. فالسوق يكشف لك معادن الناس وسلوكياتهم بطريقة واضحة، لأن لغة الأرقام فيه حاضرة دائماً والأرقام لا تكذب ولا تتجمّل والمصلحة هي سيدة الموقف، تجد مواقف مؤلمة حد الألم، وتجد منها ما يفرحك حد الفرح، فأخذت منها العبر والدروس وتكتشف فيها معادن كنت تظنها من الفولاذ سرعان ما تجده حديداً أصابه الصدأ.

لم تكن في مخيلتي أبداً الرجوع للكتابة والإعلام والمنتديات الثقافية، ولكن بالصدفة المحضة انتقل عملي بالقرب من (دار الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى) فكانت هذه عتبة العودة للعمل الإعلامي والثقافي والتقيت فيها بكثير من المبدعين والصحفيين والكُتّاب، فكانت بمثابة وقوع الحجر على البركة الساكنة، فانتعش في داخلي العمل الإعلامي والثقافي من جديد وكان بصورة أكبر وأوسع من البدايات.

نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى