الحوار المباشر.. غياب (الفاعلين الأساسيين)

الخرطوم: آثار كامل. 9يونيو2022م
انطلقت أمس، الأربعاء بفندق “السلام روتانا” بالخرطوم أولى جلسات الحوار الوطني المباشر برعاية الآلية الثلاثية المشتركة، لمحاولة إيجاد حل للأزمة السياسية في البلاد والتي تضم البعثة الأممية التي يترأسها فولكر بيرتس، والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية الإيقاد، وذلك في ظل غياب العديد من القوى السياسية المؤثِّرة في المشهد السياسي رغم مشاركة قوى أخرى.
الحضور والغياب
في القاعة المحدَّدة للحوار بفندق “السلام روتانا” تم ترتيبها وحدَّدت الأماكن المخصصة للحضور من إعلاميين والآلية الثلاثية والمكوِّن العسكري والأحزاب وعلى جهة اليسار كانت بعض المقاعد خالية وهي خصصت لقوى الحرية والتغيير وغيرها من الفاعلين في الحوار، وسجل المكوِّن العسكري حضوراً في جلسة أمس، حيث ضم نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وعضوا المجلس شمس الدين كباشي، وإبراهيم جابر، بجانب حضور الشعبي ومجموعة الحرية والتغيير (الميثاق الوطني) والاتحادي (محمد عثمان الميرغني)، والجبهة الثورية، في حين قاطعت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ولجان المقاومة والحزب الشيوعي وتجمع المهنيين وبرَّرت بأن الحوار المباشر الذي تشرف عليه الآلية الثلاثية لا يخاطب جذور الأزمة المتمثلة في إجراءات الخامس والعشرين التي أصدرها البرهان.
احترام القواعد
قال ممثل الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) إسماعيل أويس، في بداية الجلسة، إنهم على علم بأن هنالك مجموعات غير موجودة، كما توجد مجموعتين كما تعلمون، وأضاف: قد لا نتفق حول الآراء والمواقف وهناك فئة لاتريد المشاركة في هذا الحوار لا نفهم السبب، ولكن الباب مفتوح للمشاركة، ودائماً مرحب بهم، وأشار إل أن الآلية الثلاثية مهمتها إنهاء الوضع القائم في البلاد الذي يؤثر في حياة المدنيين، ونأمل بأن المسار هذا يؤدي إلى حل يرحِّب به الشعب السوداني ونحن نقوم بكل مايلزم لمساعدة الشعب السوداني، وقال أويس: إن في هذا الاجتماع ندعوكم لاحترام بعض القواعد، أولها التركيز على الحلول والنقاشات والابتعاد عن التهديد والإهانة والابتعاد عن خطاب الكراهية والتميُّز على أيِّ أساس كان، وأيِّ مخاوف يتم رفعها للأطراف، هذه هي القواعد التي يجب احترامها.
أصحاب المصلحة
أكَّد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة (يونيتامس)، فولكر بيرتس، بأن الآلية الثلاثية مسهِّلة فقط، وليس أصحاب مصلحة، بل السودانيون هم أصحاب المصلحة، ونوَّه إلى أن مهمتهم تقريب وجهات النظر بين الأطراف من خلال تقديم الإطروحات ومن خلال النقاشات، وأضاف بأنهم كآلية يأملون إلى الوصول لاتفاق خلال أيام أو أسابيع حول الموضوعات الرئيسة، وترك فولكر، خيار إدارة الجلسات والمناقشات للأطراف الحاضرة، وأشار إلى أنهم ينسقون مع الأطراف الدولية والإقليمية لدعم الجهود كافة لإخراج السودان من الأزمة الحالية، وقال: إن الآلية بدأت في مارس وهي أول مرحلة وتم التشاور مع الأطراف المختلفة، وفي شهر أبريل تم إجراء مفاوضات غير مباشرة وتم تحديد موضوعات رئيسة وآلية اختيار رئيس الوزراء وبرنامج الفترة الانتقالية وحل الأزمة والانتخابات وشروطها، ونوَّه إلى أنهم يركزون على قيام المؤسسات وبحث طبيعة المكوِّن العسكري في المؤسسات وقيام المجلس التشريعي، ونوَّه إلى أن الباب سيظل مفتوحاً للأطراف الممتنعة أن تحضر المناقشات والمشاركة في الحوار وهو حوار بين السودانيين وليس غيرهم، وأكد بأن الاجتماع ليس ببرلمان للتصويت، بل اجتماع للتشاور.
غياب اللاعبين الأساسيين
أكد ممثل الاتحاد الأفريقي، محمد الحسن ود لباد، على مسألتين الأولى طبيعة هذا المسلسل وهو بكل المعاني والمضامين مسلسل سوداني، وفي قناعتي وقناعة الآلية لا يمكن أن يتدخَّل أحد فيما يتوصل إليه السودانيون، وأضاف بأن لا أحد يستطيع التحكم أو التدخل فيما يقرِّره السودانيون مهما كانت قوته، فالمسلسل مسلس سوداني وطني، وأشار إلى أن المسألة الثانية تقتضيها العقلانية. الغائبون أيِّ كانت أسباب الغياب، أكدوا لنا تشبثهم بالحوار المباشر ولا نرى حلاً إلا في مشاركتهم لهندسة الاتفاق والحوار هو وحدة الطريق للخروج من الأزمة. وقال ولد لباد: لا نتصوَّر حل سياسي للقضية في السودان إلا بحضور الغائبين وهم من اللاعبين الأساسيين، فالنداء من أجل الوطن السودان فلابد من الواقعية والانفتاح والتشاور لحل الأزمة.
التزام بقرار تحالف قوى الحرية والتغيير
قال رئيس حزب الأمة القومي المُكلَّف لواء م. فضل الله برمة ناصر، في بيان للحزب: إن الاجتماعات التي بدأت أمس، فإن حزب الأمة القومي قيادة ومؤسسات يؤكد التزامه بقرار تحالف قوى الحرية والتغيير وقرار الحزب بعدم المشاركة فيها حرصاً منهم على وحدة الصف الوطني والسعي للوصول إلى حلول ذات مصداقية تؤدي إلى حل الأزمة الوطنية لا تعقيدها، وفي نفس الوقت نقدِّر عالياً جهود الآلية الثلاثية ومساعيها وأن موقفنا نابع من حرصنا على جمع الصف وتوحيد الأمة السودانية.
لا حوار لا تفاوض على مدنية الدولة
فيما أصدرت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم تصريحاً صحفياً مشتركاً، أكدت من خلالة تلقيهم في تنسيقيات لجان المقاومة دعوة مقدَّمة من الآلية الثلاثية من أجل فتح باب التفاوض المباشر عبر طاولة الحوار، مؤكدين بأن لا حوار ولا تفاوض على مدنية الدولة، ولا شراكة مع المجلس العسكري، وأن المعالجات السياسية الفوقية التي تتبعها الآلية الثلاثية تتقاصر عن جذور الأزمة الحقيقية للصراع، وتحول دون معالجة جذور القضية الحقيقية التاريخية لدولتنا. وترى لجان مقاومة ولاية الخرطوم حل المشكلة السودانية، ونؤكد أن أي نتيجة لهذا التفاوض لا تعنينا وسنظل نملأ الشوارع مع جماهير شعبنا الصامدة، كما نتمنى من المجتمع الدولي الوقوف مع طموح وتطلعات الشعب السوداني ورغبته في التحوُّل الديموقراطي عبر تأسيس سلطة مدنية وليس الالتفاف حولها عبر شراكة جديدة مع المجلس العسكري. في الأخير ندعو أبناء وبنات شعبنا المضي قُدماً والعمل على حشد قدرات شعبنا وإمكانياته لدعم هذه الخيارات وتعزيزها والضغط الشعبي المستمر لتحقيقها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى