النزاع السياسي اختناق الأجواء

نريد حلاً..

كيف ينظرون إلى النزاعات السياسية بالبلاد؟

ومتى ستنتهي.. وإلى أين ستصل.. ما هي نتائجها؟

مواطن: الصراع بين جميع الأطراف العسكرية والمدنية بسبب مطامع السلطة

موظفة: الجو في السودان أصبح خانقاً جداً وكثرة النزاعات السياسية أثقلت أكتافنا ونريد حلاً

مواطنة: على طرفي النزاع مراعاة عامل الزمن والنظر إلى حال البلاد والشعب

للوصول إلى مرحلة التعافي والنهوض لا بد من ترك النزاعات السياسية خلفنا

الخرطوم: آية من الله

في ظل النزاعات السياسية الجارية في البلاد، وأستمرار الصراع بين المدنيين والمدنيين وبين العسكر والمدنيين أصبح مستقبل السودان في كف عفريت وتزداد الأمور تعقيداً يوماً بعد يوم، ويبقى الشعب في حيرة من أمره بسبب تلك النزعات السياسية.

ومنذ نجاح ثورة ديسمبر اشتدت وتيرة تلك النزعات ولا أحد يعلم متى ستنتهي وتفضي إلى حلول للأزمة السودانية؟ وإلى أين ستصل؟ وما هي نتائجها؟ فحتى الآن الشعب السوداني في حالة انتظار أن تحل هذه النزاعات وتتفق جميع الأطراف حتى يتمكن من ممارسة حياة طبيعية بعيداً عن الأجواء السياسية والتظاهرات والأحوال الاقتصادية المتردية وفقدان الأمن، من خلال ما سبق، أجرت (الصيحة) استطلاعاً واسعاً في الشارع السوداني لمعرفة آراء الناس حول العملية السياسية الجارية في البلاد بين العسكر والمدنيين وتوقعاتهم إلى أين ستصل هذه العملية؟ وماذا يريدون كمواطنين سودانيين؟ وكانت آراؤهم كما يلي:

قيادة حكيمة

في حالة التوقيع واكتمال الحكومة، تحتاج الفترة القادمة في الحكم إلى قيادة حكيمة لتفادي العقبات الناجمة، كما يقول بريمة: العملية السياسية الجارية في تقديري على الورق هي يمكن أن تكون حلاً مؤقتاً للخروج من الأزمة، لأن الحلول الجذرية لا يمكن أن تتم في ظروف كهذه، أما على الواقع وإن اكتمل التوقيع وتشكيل الحكومة ستواجه الحكومة عقبات وثورة مضادة ولا ننسى بأن النظام السابق موجود ولم تتم أي محاكمات لرموزه، لذلك في تقديري المرحلة القادمة أصعب وتحتاج لقيادة حكيمة وقبل ذلك تضافر جهود الكتلة السياسية والشارع والعسكر وتقديم مصلحة الوطن والمواطن على الحزب والقبيلة والكيان .

طرف ثالث

تداخل أطراف ثالثة جديدة في العملية السياسية يعد سبباً في تعقيدها، وفي ذلك يقول المواطن سيف الدين الصديق: العملية السياسية في السودان معقدة بسبب الأطراف الثلاثة التي لا تعرف بعد هل تتبع للمدنيين أم لقوات الشعب المسلحة، فلو كان الحوار السياسي في السودان بين الأحزاب والحركات الثورية المدنية فقط وقوات الشعب المسلحه لتكوَّنت الحكومة في أسرع وقت مثل سقوط النظام السابق في خمسة أيام بتحالف قوات الشعب المسلحة وتجمع المهنيين المجهول الهوية آنذاك، فتداخل الأطراف الجديدة في العملية السياسية هو السبب في تعقيدها، وكحل لذلك أما دمج القوات المدنية التي تحمل سلاح للقوات المسلحة أو تسريحهم ليتبعوا للمدنيين .

عامل الزمن

للوصول إلى مرحلة التعافي والنهوض لابد من ترك النزاعات السياسية خلفنا والوصول للاتفاق مع مراعاة عامل الزمن والنظر إلى حال البلاد والشعب، تقول المواطنة رقية صلاح: حكم العسكر والمدنيين أو الاتفاق الإطاري هو اتفاق حكم ثنائي بين جهتين مختلفتين الجهة الأولى تمثل العسكر والجهة الثانية تمثل المدنيين، ولكن أين الشعب من هذا النزاع ؟ فالحكم الإطاري ليس إلا مجرَّد حل يرضي طرفي النزاع بعيداً عن مصلحة البلاد، أصبح الأمر أشبه بمنافسة متناسين المشكلة الرئيسة، حتى ولو أدت هذه المنافسة إلى الأضرار بمصلحة البلاد، فهو مثل شجار دار بين أخوين على التلفاز كل يريد مشاهدة ما يريده، وبعد شجار طويل توصلاً إلى إغلاق التلفاز، فحرم على كليهما وحرم على بقية الأخوة في الغرفة، وكانت نتيجة الخلاف لم ينتصر أي من الطرفين، هذا الشعور أنساهم وأشغلهم عما يريدون مشاهدته وأصبح كل همهم من الذي سينتصر، وبقينا نحن أفراد الشعب الأخوة الذين حرموا من المشاهدة ولا ندري إلى أي اتجاه نذهب، هذه مشابهة تصف حال النزاع السياسي في البلاد، والمشكلة ليست مجرَّد نزاع إخوة، بل هي مشكلة شعب بأكمله، واختلاف الرأي هو ما أوصلنا لهذه الدائرة المغلقة فإذا توحد الرأي لايهم عدد الجهات التي تحكم في نفس الوقت، والحكم العسكري والمدني خطان متساويان والمعروف عن الخطان المتساويان هما خطان ليس لهم نقطة التقاء، وفي خضم النزاع نُسى شئ مهم وهو عامل الزمن، فالزمن لا يتوقف من أجل مشكلة، والتركيز على السياسة والاتفاقات أنسى القادة أن هناك بلاد يجب أن تدار، وحال البلاد كما هو معلوم أصبح يتراجع شيئاً فشيئاً من جميع النواحي، إلى متى يجب أن ينتظر الشعب نهاية هذه الاتفاقات سنة أم خمس أم عشر أم قرون، وهل سيكون السودان صامداً إلى ذلك الحين؟ وماذا سيستفيد الذي سيحكم بعد فوات الأوان؟ ماذا سيحكم؟ ماذا سيصلح؟ من أين يبدأ ؟ نحن الآن بالفعل متأخرون جداً، هل سيبدأ بالحكم الذي وجب أن يكون من الماضي أم يحكم الحاضر أم يعد للمستقبل، اليوم الواحد قد يؤثر على البلاد سلباً فما بالك بسنين، والشعب السوداني -حالياً- منهك فكرياً ولا يطمح بالكثير مقارنةً ببقية الشعوب نظراً لظروف البلاد الاقتصادية، فنحن نريد ممارسة حقوقنا كمواطنين بعيداً عن الأجواء السياسية، وبغض النظر عن من سيحكم نريد العيش بهناء بعيداً عن النزاعات التي تضيق عيشة المواطن حالياً، وكل ما نحتاجه الأن هو توصل أطراف النزاع إلى اتفاق حتى نتمكن من التعافي والنهوض من جديد وهذا ما نتمناه.

اتفاقيات فاشلة

بعض المواطنين أبدوا رفضهم للاتفاقيات ووصفوها بأنها فاشلة لا تحل ولا تربط، يقول المواطن محمد حامد لـ (الصيحة): في تقديري ما يحدث الآن من اتفاق لا يختلف عما سبقه من اتفاقيات لا أمل يرتجى من ورائها فهي ناقصة لن يقبل بها الغالبية، لأنها تجاوزتهم ومثلت جهات ربما لا تمثل ثقلاً في الشارع السياسي، هذه الاتفاقية وجدت معارضة أكثر من أن تلقى تأييداً وهو ما يعجل باستخراج شهادة وفاتها، أي اتفاقية بنيت على تبادل مصالح هي اتفاقية فاشلة، اللجوء للاتفاقيات هو في تقديري ما هو إلا إطالة للفترة الانتقالية بالابتعاد عن الحل الديموقراطي للمشكلات والصراعات السياسية من خلال صندوق الانتخاب، الأحزاب والحركات المسلحة وحلفاؤهم وحتى بقية مكونات قوى الحرية والتغيير يدركون تماماً أنهم لا يمتلكون الجماهيرية التي يمكن أن توفر لهم مكاسب انتخابية، الفئة الأولى لجأت للاتفاقيات والفئة الثانية لجأت لتأليب الشارع وتحريضه وفشلت في ذلك، عموماً أنا كالغالبية أدرك تماماً أن ما يحدث لا نفع من ورائه ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مخرجاً للأزمة السياسية .

مطامع سلطة

هناك من يرى أن ما يحدث في البلاد ليس إلا صراع سلطة ومناصب بغض النظر عن المستفيد والمتضرر وحجم الضرر، كما يقول المواطن عمر حسن: حسب رأيي مشكلة جميع الأطراف العسكرية والمدنية هي مشكلة مطامع في السلطة دون النظر لمصلحة المواطن، أتوقع كما يحدث في كل مرة اتفاق وتقسيم للكيكة ومن ثم اختلافات وانشقاقات والرجوع للمربع الأول، على حسب الفترة السابقة من تشكيل حكومة انتقالية أو حكومة حمدوك بالأصح ومن ثم الانقلاب عليها وهذا يثبت أن الجيش مستحيل يتنازل عن السلطة، بل هو مستعد لهدر أي كمية من الدماء في سبيل البقاء في السلطة، ومن هنا كمواطن سوداني أناشد الجيش بكل مكوناته بحسم الأمور بالتجهيز والتحديد الزمني للانتخابات .

مأزق سياسي

الاتفاق ودمج الآراء والتعاون على الخروج من هذا الموقف يعد أحد الحلول المقترحة، كما يقول المواطن أيمن محمد: كثرة التحليلات والأجوبة من الساسة وأشباه الساسة والمتملقين في الرأي العام والنشر عموماً، عملية معقدة جداً نظراً للظروف التي تمر بها البلاد والصراع المدني العسكري، أصبح المواطن مابين مؤيد ومناصر وضد، ستشهد العملية تعديلات وتجريح وتقسيمات أخرى وانشقاقات، وإلى أين، فالمواطن يسعى للاستقرار ويحلم بالتنمية والتغيير للأفضل في ظل الاستهداف والغزو الحضاري والفكري، وإذا لم يستقر الاقتصاد والتوزيع الأمثل للثروة فكل عمليات السلام ستضيع هباءً منثورا، وأقترح كمواطن للخروج من هذا المأزق السياسي أن يَستمر الحكم العسكري لفترة لاتتجاوز الأربع سنين، حتى يتم تأهيل الحكم المدني واختيار كوادر طابعها اقتصادي بحت وفق شروط تحددها سيادة الدولة ودمج القوات وتأهيلها لمصلحة الاقتصاد القومي دمج فعلي لا دمج ارتباط بالاسم أو بالانتساب أي تأهيل كلا الطرفين عدا ذلك ستتعرض البلاد للانشقاقات.

التنازل سيد الموقف

في حالة عدم الوضوح تطغى المصالح الشخصية على مصلحة المواطن والوطن ويكون التنازل هو سيد الموقف، كما يقول المواطن محمد أحمد إسماعيل: العملية السياسية معقدة وفيها عدم وضوح في الرؤية تظهر المصالح الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن، فالمواطن المغلوب على أمره في وادي والسياسيين في وادٍ آخر تماماً، نسأل الله اللطف، وعلى الكل تقديم تنازلات من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ويقول –أيضاً- موسى أبكر : أعتقد أن العملية السياسية لن تقودنا لحل مستدام لأن كل واحد متمسك بمصلحته، وخوفاً من فقدان وظيفته وسلطته، ويدعون بأنهم حريصين على آمن وسلامة البلاد لتحقيق المزيد من المكاسب، وأعتقد أن الحل يكمن في تقديم تنازلات سوءاً من أسر ضحايا المظاهرات والجهة المذنبة، وإقامة العدالة لأسر ضحايا المظاهرات على شكل التعويضات الفردية والجماعية طلب العفو وتأهيل أوضاعهم ومساكنهم .

نريد حلاً

في خضم هذه النزاعات التي وصفها الكثير بأنها ليس لها نهاية أصبح مصير الوطن والمواطن مجهول ورفع بعضهم شعار، نريد حلاً، تقول الموظفة ندى أحمد : الجو في السودان أصبح خانقاً جداً وكثرة النزاعات السياسية اثقلت اكتافنا، فنحن المتضررون من هذه الأوضاع، وكشعب نطالب بحلول من أي جهة كانت فنحن الآن لا ندري مع من نقف، ومع من نتجه، من الصحيح ومن الخاطي، كل ما نراه الآن أن مستقبل أبنائنا أصبح مجهولاً، لأن مصير بلادنا اليوم أصبح غاتماً، كما أصبحت بلادنا ساحة نزاع سياسي لجهات مختلفة لا نعلم الصادق منها من الكاذب، الحل في هذا النزاع السياسي أن تتنازل أحد الجهات، كما نناشد بأخذ الشعب ومصلحة ومستقبل البلاد في الاعتبار عند ممارسة اى حلول لفض هذا الصراع العقيم .

ختام

منذ اندلاع الثورة وسقوط حكم البشير وحتى الآن، أصبح المواطن السوداني يعيش في حالة من عدم الإستقرار من كل النواحي الإقتصادية والأمنية والصحية والنفسية وغيرها، وأصبح طابع بلادنا هو الدخول في أزمة وقبل الخروج منها نتفاجأ بآخرى أقوى منها، أما الأطراف السياسية في البلاد فهي ملهية بصراعات الكراسي والاتفاقات والتواقيع متناسية تماماً وجود شعب يريد أن يعيش كبقية الشعوب ووطن يجب ان يرتقى ويتطور من كل النواحي، والأن أصبحت حتى هذه الآمال القليلات غير موجودة وأصبح كل ما يريده المواطن هو أن يكمل يومه من غير اي ضغوطات اقتصادية، وأصبح لسان حال أغلب المواطنين لهذه الاتفاقات هي بأنها (فاشلة) و (عقيمة) ولا تؤدي لنتائج كما أصبحت النزاعات السياسية (بايخة) و (مملة) ولا نهاية لها، وصار شعار المواطن الآن نريد حلاً .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى