خلافات الشورى.. المؤتمر الشعبي في مواجهة الانقسام

 

الخرطوم: الطيب محمد خير        17 مايو 2022م 

يهدِّد شبح الانقسام حزب المؤتمر الشعبي بسبب الخلافات المتصاعدة حول انعقاد هيئة الشورى التي لم تجتمع منذ تولي الأمين العام الحالي، وتوقع القيادي بالمؤتمر الشعبي عمار السجاد، حسب صحيفة (اليوم التالي) وقوع انشقاق داخل الحزب حال تعثر انعقاد هيئة الشورى، كاشفاً عن ضغوط تمارسها عضوية الحزب عبر جمع توقيعات، قال السجاد: استجاب لها حتى الآن (45%) من العضوية للضغط على هيئة شورى الحزب ليستجيب للانعقاد الذي قال إنه أصبح استحقاقاً وفقاً للنظام الأساسي، وزاد: الشورى ستعقد وليس من حق الأمين العام د. علي الحاج، منعها بعد أن أصبح غير شرعي بعد انتهاء دورته – على حد تعبيره.

وطالب السجاد، بإطلاق سراح الحزب وترك أعضائه ليقيموا مؤسساته متهماً الأمين العام د.علي الحاج، بتغييب المؤسسية وعدم ثقته في الأمانة والقواعد، مقراً بتفجُّر الخلافات في المؤتمر الشعبي منذ استلام إبراهيم السنوسي، للأمانة بسبب الملاحظات التي أبدتها العضوية عليه.

خطاب القيادات

كانت مجموعة من قيادات حزب المؤتمر الشعبي، قد دفعت في أبريل الماضي، بخطاب عبر نائب رئيس الشورى محمد عبد الواحد، لتوجيهه للأمانة العامة لإقامة مؤتمر الشورى، إلا أنّ الأمين العام، علي الحاج، تحجج بأن الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية بالبلاد لا تسمح بإقامته، مستنداً في ذلك على قرارات مؤتمر القيادة الذي انعقد في يوليو من العام الماضي، الذي أقرّ البناء التنظيمي للحزب حتى بلوغ المؤتمر العام.

فضلاً عن خلاف آخر نشب داخل حزب المؤتمر الشعبي حول انضمامه للتيار الإسلامي العريض وظهور تيارات تُطالب بذلك، غير أن الأمانة العامة رفضت بحجة أن الحزب ضد الاصطفاف الأيديولوجي، ويدعو إلى وحدة أهل السودان.

وقال عضو الهيئة القيادية للمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق لـ(الصيحة)، إنه لايرغب في التعليق على هذا الحديث، لكن من أراد أن يعبِّر عن رأيه فالمؤتمر العام للحزب متاح فيه ذلك.

المؤتمرات القاعدية

وقطع أبوبكر، بأنه لن تنعقد هيئة شورى في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن هناك قرار من هيئة الحزب القيادية بالمضي في إكمال المؤتمرات القاعدية للحزب في الولايات واختيار الأمناء الأوائل وتصعيد ممثليها للمؤتمر العام وبعدها سنعقد هيئة القيادة للترتيب لانعقاد هيئة الشورى للترتيب لانعقاد المؤتمر العام، يعني ستنعقد هيئة شورى واحدة وهيئة قيادة واحدة تسبقان المؤتمر العام للحزب الذي سيقرِّر من يختار، ومن لديه رأي فليأتي للمؤتمر العام لو انتخب عضواً فيه يظهر رأيه .

وفي رده على الحديث عن تغييب مؤسسات الحزب، قال أبوبكر: إن الحزب الوحيد في السودان الآن الذي تنعقد مؤسساته بصورة راتبة وتتخذ القرارات هو المؤتمر الشعبي.

وحول تحصينات الحزب من الانقسام قال أبوبكر: إن حزب المؤتمر الشعبي لن ينشق وماهي القيادة صاحبة الكاريزما التي تستطيع أن تشقه؟ وليس هناك مؤثرين على الحزب حتى يهدِّدوا بانشقاقه وتشرذمه والحزب الآن متماسك بمؤسساته ونظامه الأساسي وسائر نحو أهدافه، وأضاف: بعد ذلك تستطيع أن تصنِّف الذين ترتفع أصواتهم في الإعلام والميديا، هل هم مؤتمر شعبي أم لا؟ وهل لديهم ولاءات أخرى؟ وبالتأكيد الذي يتحدَّث عن ولاء لتيار لجهة أخرى، بالتأكيد لن يكون مؤتمراً شعبياً، وأن أراد أن يذهب فليذهب غير مأسوف عليه.

عدم وجود خلافات

ونفى أبوبكر، وجود خلاف داخل الحزب حول انضمامه للتيار الإسلامي العريض. وقال: إن هيئة قيادة الحزب والأمانة العامة هي وحدها التي تتخذ القرارات المتعلقة بالتحالفات أو التنسيق أو الاندماج مع القوى السياسية الأخرى، وعن سبب عدم انضمامهم للتيار الإسلامي، قال: نحن الآن في تقديرنا لن نتحالف مع أي حزب أو جهة على الإطلاق، لأن هذا يعني أنك تتحالف مع البعض ضد آخرين، وبالتالي قرارنا أن نكون ضد أي تحالف أو اصطفاف سياسي يفضي لتمزيق البلاد، ونؤيد الإجماع الوطني على برنامج حد أدنى يفضي للتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة يختار عبرها أهل السودان من يرتضون أن يحكمهم، وأضاف متسائلاً ما هو التيار الإسلامي العريض؟ ونحن حزب لديه مؤسساته وكيانه، وأن ينضم إلينا وفق هذه الرؤية، فمرحباً أن يندمج في إطار النظام الأساسي وتحت قيادة المؤتمر الشعبي. وعموماً نحن الآن لسنا جزءاً منه ولا علاقة لنا به، لأن رؤيتنا أن نقود أهل السودان جميعاً للإجماع حول مسودة دستور انتقالي وحول قانون للانتخابات والترتيب لقيامها في مده أقصاها عام واحد.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى