الوفد الأمريكي الزائر.. هل يُصلح ما فسد ؟!

 

الخرطوم: نجدة بشارة           16يناير2022م 

مع ازدياد وتيرة الأزمة في السُّودان، بدأت الجهود والمبادرات الأممية الساعية في اتجاه الدفع بالحلول عبر الحوار بين الأطراف المتصارعة، لا سيما طرح المبعوث الاممي فولكر لحوار مع جميع القوى السياسية بما فيهم المكون العسكري للمشاورات والتحاور للوصول الى حل بشأن الأزمة  السياسية، التي تمر بها البلاد من احتقان سياسي.

ومؤخراً، أعلنت الخارجية الأمريكية، أنّ مساعدة وزير الخارجية مولي فيي والمبعوث الخاص الجديد للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، سيسافران إلى المملكة العربية السعودية والسودان وإثيوبيا في الفترة من 17 إلى 20 يناير 2022م.

ومن المقرر أن يحضر كل من مولي فيي، والمبعوث الخاص ساترفيلد، أثناء وجودهما في الرياض، اجتماع “أصدقاء السودان”، والذي يهدف إلى حشد الدعم الدولي لبعثة (يونيتامس) في جهودها لتسهيل المُشاورات حول العملية السياسية في السودان حول كيفية المضي قدماً من أجل الديمقراطية والسلام، وسيغادران بعد اجتماع “أصدقاء السودان” إلى الخرطوم، حيث سيلتقيان بالناشطين المؤيدين للديمقراطية ومجموعات من النساء والشباب والمجتمع المدني والقادة العسكريين والشخصيات السياسية.

وبالمُقابل، يتساءل متابعون عن فرص نجاح الوفد الدبلوماسي الأمريكي في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية والعسكرية في السودان؟ وهل تنجح مباحثاتهما في إنجاح الحوار الذي طرحته الأمم المتحدة، وكانت (يونيتامس) قد بدأت بوضع نقاطها ووصفها بالتفصيل لمعالجة ما يجري في السودان بعد التطورات السياسية التي جرت في 25 أكتوبر، التي حُلّت بموجبها الحكومة المدنية، وأعلنت حالة الطوارئ وعُلِّقت بنود من الوثيقة الدستورية، وما أعقب ذلك من تطورات حتى مرحلة الاتفاق السياسي الذي وقع في 21 نوفمبر بين البرهان وحمدوك، حيث وضعت الوساطة الأممية نقاطاً حددت فحوى المُشاورات التي أطلقتها وبدأتها بطبيعة المشاورات، وقالت إن طبيعة المشاورات التي أطلقتها هي عملية تيسرها الأمم المتحدة  لدعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل إلى توافق بشأن كيفية المضي قدماً من أجل البلاد ومعالجة الجمود السياسي الحالي وتطوير مسار نحو الديمقراطية والسلام، وكشفت (يونيتامس) المطلوبات التي تُساعد في نجاح المشاورات وهي أن الأمم المتحدة تعول على التعاون الكامل من قبل جميع الأطراف، ولا سيما السلطات، لتهيئة مناخ ملائم لهذه المشاورات، ويشمل ذلك الإنهاء الفوري لاستخدام العُنف ضد المتظاهرين السلميين ومُحاسبة مُرتكبي هذا العنف والحفاظ على حقوق الشعب السوداني الإنسانية وحمايتها.

ما حك جلدك مثل ظفرك

وقالت الخارجية الأمريكية في البيان: ستكون رسالتهما واضحة: الولايات المتحدة ملتزمة بالحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني.

وابتدر المحلل الدبلوماسي السفير الطريفي كرمنو لـ(الصيحة) بالمثل القائل: (ما حك جلدك مثل ظفرك)، وقال ان كل التجارب الدولية للامم المتحدة لم تظهر نتائج ملموسة في أي تجربة لدعم ومساندة الدول، وقال إن البعثة حددت اجندة الزيارة لدعم مبادرة فولكر التي طُرحت لمعالجة أزمة السودان.

واستبعد كرمنو أن يشكل الوفد الدبلوماسي القادم اي كرت ضغط للتيارات المتصارعة بالداخل، وارجع ذلك نسبةً لأن الوضع الحالي في السودان يشهد اختلافاً كبيراً، والكثير من التيارات  أطرافٌ في الصراع وان الازمة السياسية ليست بين مكونين او تيارين، وانما هنالك تشظٍ كبير وسط الشارع، وانقسامات كبيرة لن تستطيع اقوى المبادرات طي خلافاتها، ما لم يحدث توافقٌ داخليٌّ اولاً.

 

صراعات سوقية

لكن المحلل السياسي بروف حسن الساعوري قال لـ(الصيحة) مازلنا ننظر الى المبادرات الأممية بعين الريبة والشك من الدفع بأي خطوات نحو الحل، وأردف نسبة  لأن الأزمة الآن اصبحت شائكة والعلاقة بين النخب السياسية خرجت عن كونها علاقات سياسية الى صراعات سوقية، لا تخضع للمراجعات أو التنازلات، لافتاً الى أن من الجميل أن تنشط مبادرات هنا وهناك لأب الصدع في الداخل، وزاد: لكن التوافق بات مستحيلاً ما لم تطرأ مُستجدات داخلية ترغم الأطراف للجلوس للحوار، وتحدث الساعوري عن ضرورة أن تتفهم النخب السياسية حساسية المرحلة وخطورة الإقصاء.

إطالة أمد الفراغ

وقال الساعوري: أرى أن خطوات الأمم المتحدة تجاه السودان تحركات مقصودة لإطالة أمد الفراغ الدستوري، وأضاف حتى مبادرة فولكر أرى أنها خطوات لتطويل أمد الفوضى، وأردف بأن الأمم المتحدة متعمدة لتزيد من الاضطراب السياسي ومجرد مناورة لاضطراب سياسي مستدام، ولفت إلى أن الأمر يتطلّب إرادة قوية من كافة أصحاب المصلحة بالبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى