خطاب وزير العدل المُكلَّف بملقا الأسبانية الإرهاب.. تحديات تواجه السودان

 

الخرطوم: آثار كامل         14  مايو2022م 

 

لا يخفى على أحد اهتمام الحكومة بمحاربة الإرهاب والحد من الجماعات الإرهابية، ولقد نجحت بالفعل في الفترة الأخيرة من القبض على عدد من الخلايا الإرهابية بالخرطوم في عدة مناطق، بعد أن رسمت خطة محكمة وتابعت تحركاتهم عبر جهاز المخابرات العامة ليتم القبض على عدد من الإرهابيين من جنسيات عربية، وهذا ما أكَّده وزير العدل المُكلَّف محمد سعيد الحلو، في خطابه أمام المؤتمر الدولي حول حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب الذي نظَّمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بمدينة مالقا الأسبانية.

ممارسات جيِّدة لمكافحة الإرهاب

حيث أكَّد وزير العدل المُكلَّف مولانا محمد سعيد الحلو، أن حكومة السودان أولت اهتماماً كبيراً لمكافحة الإرهاب لما يمثله من تهديد للسلم والأمن الدوليين، وقال

في خطابه أمام المؤتمر: إن السودان انتهج العديد من الممارسات الجيِّدة لمكافحة الإرهاب والتطرُّف من خلال أسلوب الحوار الفكري مع الإرهابيين، والذي أدى إلى تراجع الكثير منهم عن أفكارهم وإعادة دمجهم في المجتمع، وأصبحوا من الفاعلين في مكافحة الإرهاب.

آليات وطنية

أشار وزير العدل إلى أن السودان اعتمد آليات وطنية لمكافحة الإرهاب ممثلة في الهيئة الوطنية لمكافحة الإرهاب، واللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ووحدة المعلومات المالية، واللجنة الفنية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب، ووحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، وبشكل خاص القرارات 1267 و1373. وقال: إن حكومة السودان أنشأت نيابات ومحاكم متخصصة لجرائم الإرهاب وذلك لقناعتها بمكافحة الإرهاب بما يراعي حقوق الإنسان، وأضاف: إن  السودان واجه بتاريخ 28/ 9/ 2021 عملية إرهابية قامت بها خلية من جهات أجنبية من دول عربية وأفريقية، مُستغلة ظروف الانتقال التي يمر به بعد تغيير النظام السابق، وتم تفكيكها بجهد ذاتي، ونتج عن ذلك عدد ستة قتلى وسبعة جرحى من القوات الحكومية، وأربعة قتلى من الخلية الإرهابية.

تحديات تواجه السودان

وأوضح وزير العدل المُكلَّف أنه وبالرغم من الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب إلا أنّ السودان يُواجه العديد من التحديات التي تحد من قدرته في مكافحة الإرهاب تتمثَّل في الحدود الشاسعة التي تشاركه فيها سبع دول، توجد في بعضها تنظيمات إرهابية، مبيِّناً أنّ جهود حكومة السودان تتوزّع بين مكافحة الهجرة غير الشرعية، وفي ذات الوقت مكافحة الإرهاب والجريمة المنظَّمة، وهو ما يفوق مقدرات السودان المادية واللوجستية على القيام بهذا الدور، لافتاً إلى أن مكافحة الإرهاب بما يضمن احترام حقوق الإنسان تتطلّب دعماً فنياً ومادياً لبناء قدرات أجهزة إنفاذ القانون، ومجابهة الظاهرة بتحدياتها المعقَّدة.

 

تحديات مُعقَّدة

قال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي  د. صالح عبدلله، إن وجود خلايا إرهابية بالسودان ليس بأمر جديد، وأمَّن صالح خلال حديثه لـ(الصيحة) على حديث وزير العدل المُكلَّف في المؤتمر الدولي حول حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بأسبانيا  بأن السودان يواجه تحديات وأولها، كما ذكر، الحدود الشاسعة التي تشاركه فيها سبع دول، توجد في بعضها تنظيمات إرهابية، وأضاف صالح بأن حدود الدول الرخوة مع السودان نجد فيها دول غير مستقرة مثل: ليبيا وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان، وبالتالي في ظل عدم تأمين الحدود تستطيع الخلايا الإرهابية التحرُّك هنا وهناك، وقد تخلق بؤر إرهابية في هذه الدول من خلال تلك الحدود المفتوحة،  ونبَّه إلى أن ذلك يتطلَّب وجود قوات مشتركة بين السودان وتلك الدول، ولكن ذلك يفوق مقدرات السودان المادية واللوجستية، فلابد من الدعم الدولي حتى يستطيع السودان مواجهة التحديات التي تقف أمامه.

تكاتف المؤسسات

فيما قال عثمان إبراهيم، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: إن ظاهرة التطرُّف والإرهاب أخذت أبعاداً خطيرة في الفترة  الماضية بظهور التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، ونوَّه في حديثه لـ(الصيحة) بأنها خطوة جيَّدة بأن ينتهج السودان أسلوب الحوار الفكري مع الإرهابيين وحصد ثماره بتراجع الأفكار والدمج في المجتمع ومساهمتهم في مكافحة الإرهاب. وأضاف بأنه لابد من تكاتف الجميع لدحر خطر الجماعات الإرهابية بالتصدي لها ولفكرها عبر المؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية  لإظهار خطرها. وأضاف بأن خطر الجماعات الإرهابية سيظل التحدي الأول للدول والمجتمعات رغم الجهود المبذولة إقليمياً .

 

 

متابعة دقيقة

وقال خبير أمني – فضَّل حجب اسمه – في إفادة سابقة لـ(الصيحة): إن الخلايا الإرهابية والخلايا النائمة موجودة ويتم اختيار عناصرها وفق معايير معيَّنة مثل: درجة الذكاء والقوة، وأضافك إن من السهولة تغذية المدن السودانية بعناصر إرهابية في ظل السيولة الأمنية، وأضاف: من الصعب الكشف عن هذه الخلايا النائمة، إلا بمتابعة دقيقة تبدأ من داخل الأحياء، منبِّهاً إلى أن كل ذلك يحتاج إلى دعم فني ومادي لبناء قدرات أجهزة إنفاذ القانون، ومجابهة الظاهرة بتحدياتها المُعقَّدة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى