أقرّت بها الجبهة الثورية تسليم السُّلطة للمدنيين.. هل ينهي الأزمة السياسية؟!

 

الخرطوم:   عوضية سليمان        9 مايو 2022م

قال عضو مجلس السيادة رئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس، إنهم يسعون لسحب السلطة وإعادتها للمدنيين وذلك عبر المبادرة التي أطلقتها الثورية، وقال “ليس لدينا خيارٌ وأي كلام تاني يقود البلد للانهيار”، وأوضح الهادي أنّ الشراكة بين العسكريين والمدنيين في المُبادرة ستكون بشكل مختلف وجديد يحفظ لأي طرف دوره ومهامه دون أن يتغوّل طرف على مهام واختصاصات الطرف الآخر، مشدداً على أنهم ضد تغوُّل المؤسسة العسكرية على سلطات الأطراف الأخرى, وقال إدريس إنّ على جميع الأطراف تقسيم وتحديد أدوارهم، خاصةً وأنه في الفترة الماضية تكوّنت المؤسسات بشكل أدى إلى تداخل الاختصاصات، وأضاف إدريس أن الشراكة التي تمت في 2019م أفضت إلى الوضع الذي نعيشه الآن بعد 25 أكتوبر الماضي، وأكد سعيهم الجاد عبر المبادرة والحوار الجاد إلى سحب السلطة وإعادتها للمدنيين، وقال “ما عندنا خيار غير دا أيِّ كلام تاني سيقود البلد للانهيار”، وأوضح: “عليه فإنّ المُبادرة سعت إلى شراكة تحدِّد دور ومهام المُؤسّسة العسكرية، وكذلك القوى المدنية واختصاصاتها خلال الفترة الانتقالية”.

 

حاله تعثُّر

قال القيادي بالجبهة الثورية والتحالف السوداني محمد السماني، إن الجبهة الثوريه أكثر التحالفات حرصاً على عملية التحوُّل الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، وإن الجبهة الثورية الآن طرحت مبادرة في إقليم النيل الأزرق للحل الشامل لخروج البلاد من الأزمة السياسية، وأكد لـ(الصيحة) أن الأزمة السياسية في البلاد تحتاج  الى حوار من كل القوى السياسية، لافتاً أن خروج العسكر من الجانب السياسي يتم بصورتين، الأولى توافق سياسي  شامل لكل القوى السياسية والتحول الديمقراطي، والثانية هي الانتخابات وأن تكون حرة ونزيهة وتأتي بحكم مدني يخرج البلاد من حالة التعثُّر، موضحاً أنّ خروج العسكر من المشهد السياسي يعتمد على هذين الآليتين فقط.

وكشف السماني عن لقاء الجبهة الثورية بكثيرين من آلية الحوار من أجل التوافق من كل القوى السياسية، وحول الشكل المختلف للمُبادرة التي ذكرها عضو مجلس السيادة د. الهادي إدريس، قال السماني إن المقصود هو إشراك كل القوى السياسية المشاركة في ثورة ديسمبر وحريصة على عملية السلام، وهنالك شركاء أصيلون في عمليه السلام الآن خارج منظومة الشراكة.

غبن وفتن 

وقال السماني  إن أي عملية إقصاء لن تكون في صالح البلاد ومن الممكن أن تولد مزيداً من الغبن والفتن، موضحاً بأن الجبهة الثورية حريصة كل الحرص على إشراك جميع الأطراف وهذا يعتبر حلاً نهائياً لمسألة الصراع الموجودة الآن مع التنسيق بين المركز والأقاليم في الوقت الراهن، وقال تسليم السلطة للمدنيين يأتي بتوافق كل السلطة الحاكمة، وأضاف رئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات المسلحة ذكرها مراراً وتكراراً أن عملية خروج العسكر من المشهد السياسي تعتمد على توافق القوى السياسية فيما بينها، مؤكداً أن الجبهة الثورية الآن تخلق حالة من التوافق في المشهد السياسي وان مسألة الإقصاء غير واردة الآن لدى الجبهة الثورية، لذلك كان حلها تكوين حاضنة سياسية يشارك فيها كل الأحزاب السياسية، وأن تكون حركات الكفاح المسلح جزءاً من الحاضنة السياسية سواء أكان في المركز أو الأقاليم من أجل وجود عمليه انتقال ديمقراطي شامل لكل الأطراف، مستبعداً وجود خلاف في التوافق لتسليم السلطة للمدنيين، مشيراً الى أن البلاد تحتاج الآن الى توافق أكثر من أي وقت مضى، وأن الشارع السوداني ينتظر أن تتوافق القوى السياسية فيما بينها من أجل إصلاح الوضع السياسي.

 

استشعار خطر

إنّ حديث الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية، عضو المجلس السيادي هو مطلب ثورة ينادي به الشارع العام، هذا ما جاءت به القيادية بقوى الحرية والتغيير عبلة كرار خلال إفادتها لـ( الصيحة)، وقالت إن التصريح إيجابي بأن تُسترد مدنية الدولة كاملة ويتم إشراك كل القوى السياسية في المشهد الانتقالي، وقالت نأمل بأن يكون ما جاء به الهادي ادريس من طرح جادا وحقيقيا، مؤكدة بأن الجبهة الثورة والمجلس السيادي يتحدثان عن توسيع المشاركة وعدم الإقصاء والكثير من الادعاءات، لكن لا نرى تطبيقاً، وأضافت أن التصريحات متشابهة، ونأمل في الفعل بشكل كبير وخطوات عملية تُترجم الى الجدية من أجل الشارع.

 

خطوات عملية

وكشفت عبلة عن أن الشارع أثبت أنه كان في فترة استراحة وظهر بزحم كبير جداً في مليونية الخميس الماضي، بجانب ظهور موقف القوى السياسية لرفضها الآلية الثلاثية وما جاءت به من مُقترحات لمؤتمر تمهيدي، لذلك الشارع له تأثيره.

موضحة بأن الوضع الاقتصادي والأمني في السودان في غاية الخُطورة وظهر ذلك في العاصمة وأن الحل في الحراك الجاد والخطوات العملية، وقالت إن عضو مجلس السيادة الهادي ادريس بدأ بالتصريح ونحن ننتظر الفعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى