بسبب “كورونا”.. الطيران يترنح!

 

الخرطوم: سارة إبراهيم عباس

شهدت أكبر مطارات العالم وأكثرها ازدحاماً وحيوية، حالة من الوجوم التام، وسكنت باحاتها الضخمة، الآلات المعطلة عن العمل بأمر كرونا، وأظهرت صور نشرتها وكالات عالمية ومواقع تواصل اجتماعي صوراً لمطارات ضخمة كـ”هثرو” و”تورنتو” وغيرهما فراغاً كاملاً من الركاب وحركة الطيران والتي كانت يقدر مدخولها اليومي بمليارات الدولارت. الأمر الذي ينذر بكارثة اقتصادية عالمية شبيهة بالركود الاقتصادي الذي ضرب العالم 2007 وهو الأسوأ لشركات الطيران العالمية والمحلية، والتي قد لا ينجو منها الطيران السوداني الذي اتخذ من الخطوات الاحترازية ما يمكنه من وضع حد لهذه الأزمة.

تعليق الرحلات

تفشي الوباء أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات، وتراجع عدد المسافرين والشحن الجوي، وهو ما قد ينذر بأسوأ أزمة تمر بشركات الطيران في العالم منذ عام 2009م (الأزمة المالية العالمية). والسودان ليس بمعزل عن تلك الدول التي حظرت الطيران من وإلى البلاد، وكخطوات احترازية قررت السلطات السودانية تعليق حركة الطيران مع 8 دول بينها مصر، وإغلاق معابر برية معها، بسبب فيروس كورونا، وأصدر وزير شئون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس، قراراً دعا فيه جميع المواطنين السودانيين إلى تجنب السفر إلى”المناطق الموبوءة” إلا للضرورة القصوى، والعمل على منع دخول وإيقاف إصدار تأشيرات دخول الأجانب من مواطني الدول التي ثبت فيها الانتقال المحلي “لفايروس كورونا”، وسط المجتمع وهي؛ (كوريا، الصين، إيطاليا، إيران، فرنسا، إسبانيا، اليابان وجمهورية مصر العربية)، إضافة إلى أية دولة أخرى تضاف إلى هذه الدول من قبل اللجنة الفنية العليا، حسب مستجدات الوباء العالمي المعلنة بواسطة منظمة الصحة العالمية.

كما تقرر تعليق الرحلات مع تلك الدول، وفق تقرير منظمة الصحة العالمية للوضع الوبائي، مشتملاً على عدد الحالات وثبوت العدوى المحلية، مع إغلاق المعابر الحدودية المتاخمة لمصر (أشكيت– أرقين– حلفا النهري). وأكد القرار ضرورة دعم المعابر والمنافذ وتنفيذ خطة الاستعداد والاستجابة الشاملة للوباء بتكامل جهود كل الجهات ذات الصلة (اللجنة الفنية العليا وحكومة الولاية المعنية وحرس الحدود)، والتنسيق بين وزارة الصحة والخدمات الطبية للقوات المسلحة خلال هذا الأسبوع، لتجهيز المعسكرات والمرافق المناسبة الكافية وتحويلها لعنابر إيواء مؤقت في مناطق إستراتيجية لضمان التغطية الجغرافية .

وضع كارثي

وقد ضرب الكساد وكالات السفر والسياحة، وشهدت مبيعات وحجز التذاكر تراجعاً بنسبة (40%) بسبب اشتراط شركات الطيران، وتراجع حركة الطيران عالمياً نتيجة تفشي فيروس “كورونا”، فيما كشف أصحاب وكالات عن تعرضهم لخسائر بسبب توقف الرحلات، وقال صاحب وكالة سفر، رئيس شعبة الوكالات السابق محجوب المك لـ(الصيحة) أمس، إن الموسم الحالي هو الأسوأ للوكالات بتراجع نسب الحجز بشكل كبير. وفي ذات السياق، وصف مصدر من إحدى شركات الطيران الوضع بالكارثي كاشفاً لـ (الصيحة) عن تكبدها خسائر ضخمة جراء توقف الطيران خاصة من وإلى المملكة العربية السعودية ومصر ودول الخليج، لكنه عاد وقال إن هذه الشركات تعوض هذه الخسائر من خلال السفريات الداخلية التي نشطت هذه الأيام تنيجة لقضاء الإجازات في الولايات.

تدابير اقتصادية

وفي ذات السياق، أشار الخبير الاقتصادي د. محمد الناير إلى تأثّر قطاع الطيران بسبب مرض كرونا والانخفاض الكبير في عدد المسافرين بين العالم، وهذا أدى إلى تعرض شركات الطيران إلى خسائر كبيرة جداً والسودان ليس بمعزل عن هذا الأمر، وشركات الطيران في البلاد ستتعرض لخسائر فادحة وكبيرة نتيجة توقف شبه تام عن الرحلات، هذه القضية يجب أن يتم التحوط والاستعداد لها، هذا الأمر سوف ينعكس على النقل البري والبحري، وقال إن السودان يعاني من أوضاع اقتصادية سيئة جداً، ولا يستطيع مجابهة المرض، ليس في قضية مكافحة المرض نفسه وإنما التدابير الاقتصادية التي من المفترض أن تجرى، وتوفير احتياطي مناسب من السلع الاستراتيجية، العالم يسير نحو أن تكون الدول معزولة عن بعضها البعض إذا اشتد الوباء على مستوى العالم أوروبا وأمريكا وغيرهما سيكون هناك عزل تام للدول وستصعب حركة التجارة الخارجية، لذلك يجب ان تعي الدولة الدور لعبور المرحلة القادمة، مشدداً على المزيد من التدابير من الدولة ودراسة الأثر المتوقع لهذا المرض.

قال تقرير “بلومبيرغ” إن الفيروس نجح بالفعل في تسجيل أول ضرباته في صناعة الطيران، حيث تعرضت فلاي بي، أكبر شركة طيران محلية في بريطانيا، لضغوط مالية قبل بدء انتشار العدوى، وانهارت في نهاية المطاف في الخامس من مارس الحالي في ظل تراجع الطلب،. وقال التقرير إن خسارة 113 مليار دولار من العائدات العالمية في العام 2020 تمثل انخفاضاً بنسبة 19% مقارنة بالعام 2019.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى