علي يوسف تبيدي يكتب :الشريف زين العابدين.. الذكرى “16” للقائد المتبصر في الوطن المتازم

22 ابريل 2022م

تمر الذكرى الـ”16″ لرحيل الزعيم الاتحادي الكبير والسياسي الصوفي المُعتق، الشريف زين العابدين الهندي، وما احوج بلادنا في هذا الظرف الدقيق والعصيب إلى فكره الثاقب ووطنيته الفذة وسحره المتألق، فَقدَ السودان برحيله حادي الحرية الصادق والقديس الرافض للمناصب، القنوع وصاحب المبادرات السياسية اللامعة، فقد بنى تصورات وبرامج في الحقل العام، تصلح لتطوير الامم إلى مصاف راقية، وتقدم الرخاء والرفاهية والهناء للشعوب على طبقٍ من ذهبٍ، فقد ظل الوطن أولوية قصوى في حياة الشريف زين العابدين وفكرة وطموحة وأمانيهم، كم تنزه عن سفاسف الامور، وكم ابتعد عن بريق الصولجان، فقد كان صادقاً مع النفس والجماهير، فقد جعل الحركة الاتحادية في خدمة السودان والمواطنين، ومن هُنا جاءت مبادرة الحوار الوطني الشعبي الشامل بلسماً للمسرح السياسي الذي كان يعاني يومذاك من غلظة الإنقاذ وغلواء المعارضة، حيث اختار الطريق الثالث الذي يحفظ البلاد من ويلات التمزق والانشطار، مبادرة عاتية وكريمة قائمة على وحدة السودانيين ونزع فتيل الاقتتال بينهم وقبس للبناء والتطوير والعفة ولما امتطى جوادها الانتهازيون تركها لهم ووقف في تلة عالية ينظر إلى سواءتهم وافعالهم الوضيعة!!.

كانت وصايا الشريف في أيامه الأخيرة، العمل على وحدة الإتحاديين مهما كانت التكاليف ووضع السودان في حدقات العيون وإفشاء السلام والمحبة في ربوعه والنهوض بكنوز الوطن الكثيرة في الزرع والضرع إلى آفاق رحيبة من خلال قُدرة الإنسان السوداني الحر الذكي.

مناقب الشريف زين العابدين تطول لا تُحصى ولا تُعد، فقد كانت حياته الوضاءة صوناً للوطن والحركة الاتحادية والمعاني السامية والنبيلة، وطالما ظلّ الفقيد يمثل جداراً عالياً يصد الأذى والبغي والفتن والكوارث، فهو سليلُ دوحة شريفة من أسلاف الغر الميامين.

في ذكرى رحيله السادسة عشر، يظل غيابه غصة في الحلق، وآهة في الضلوع ونكسة في الأماني، فقد كان القائد المتبصر الذي يدرك الفلاح في هذا الوطن المتأزم.

على جميع الاتحاديين الشرفاء في كل مكان أن يجعلوا من فلسفة الشريف الراحل عهداً وثيقاً لإقامة المبادئ والأفكار التي ظل يُنادي بها والمتمثلة في قيم العدل والمساواة والديمقراطية الراشدة والوفاق الوطني والسَّلام الشامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى