الحل في الحل!!

هل بات تجمع المهنيين عبئاً ثقيلاً على أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير؟ ولماذا ينصب تجمع المهنيين نفسه قائداً سياسياً ومرجعية عليا لأحزاب التحالف؟؟ في فضائية الجزيرة منتصف نهار الإثنين قلتُ إن أكبر معضلة تواجه أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير وجود جسم “وصي” يفرض رؤيته وينصب نفسه مرجعية عليا اسمه تجمع المهنيين!!

إذا كانت مواجهة النظام السابق ومنازلته في الميدان قد اقتضت تشكيل جسم نقابي في الظل موازياً للنقابات الموالية للنظام لحشد المهنيين للخروج على النظام وللتوقف عن مزاولة الأطباء أعمالهم والمهندسين والبياطرة والصحافيين، فإن مرحلة المواجهة قد انتهت بسقوط النظام السابق.. ولكل حزب سياسي “أمانات” متخصصة للشباب والمرأة ورجال الأعمال والمهنيين وتختلف المسميات من حزب لآخر.. ولكن يبقى قطاع المهنيين واحداً من قطاعات أو أمانات أو سكرتاريات أي حزب وبطبيعة الحال لا تعلو أمانة أو قطاع في أي حزب على أخرى حتى لو كانت أمانة “معلومات” في الأحزاب العقائدية يمينها ويسارها فما الذي يجعل من المهنيين قطاعاً فوق قطاعات الأحزاب الأخرى؟؟

من يقرر في التحالفات الحزبية ويسمي ممثلي الحزب للمهام الخاصة والعامة هي الأمانة السياسية أو القطاع السياسي وليس القطاع الوظيفي في الحزب المعني!! من هنا تصبح حالة “الوصاية” التي يدعيها تجمع المهنيين لا مبرر لها ولا مسوغ لها!! بعد الحادي عشر من أبريل أي بعد سقوط النظام كان منتظراً أن تقود أحزاب التحالف الساحة بعقلها السياسي بدلاً من “الانقياد” إلى قطاعاتها المهنية من غير وجه حق!!

وإذا فرضت ظروف عسر الانتقال ومخطط ترويض الشريك العسكري وكسر شوكته بالإضرابات والحشود المليونية التي “يحركها” تجمع المهنيين فإن محطة الوصول للتسوية النهائية.. كانت تقتضي أن يرفع تجمع المهنيين “يده” عن تفاصيل تشكيل المجلس السيادي وتشكيل الحكومة التنفيذية ويخضع تجمع المهنيين إذا اقتضت الضرورة وجوده كمراقب إلى إرادة الأحزاب.. لا أن تخضع الأحزاب لإرادة تجمع المهنيين ويصبح من غير وجه حق الآمر والناهي مما أحدث هذا المشهد المضطرب في الساحة.. وولد مجلس سيادي أغلب عناصره من المغمورين سياسياً باستثناء المكون العسكري الذي استفاد من فترة الشهور الخمسة الماضية، وقدم نفسه للرأي العام الذي لا يعرف من هي السيدة عائشة موسى سوى أنها شيوعية وأرملة الشاعر محمد عبد الحي، ونشأت في مدينة الأبيض ولا يعرف عن محمد سليمان الفكي إلا بعض من القراء لمساهمات أدبية وسياسية ولا عن الشيخ حسن شيخ إدريس ممثل حزب الأمة في المجلس السيادي..

من قال ورسخ في ذاكرة الرأي العام أن المحاصصات الحزبية شيء “منكور”؟؟ ولماذا دفعت الأحزاب برجال ونساء من الظل والصفوف الخلفية للمجلس السيادي استهانة به أو إضعافاً له؟؟ وهل سيشهد تشكيل الحكومة ذات اللت والعجن ويجد د. عبد الله حمدوك نفسه يقود حكومة ناشطين وموظفين بلا خبرة ولا حس سياسي ولكنها حكومة مرضي عنها من قبل تجمع المهنيين..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى