(صندوق) البرهان.. وهج ثوري!

 

تقرير: مريم أبشر

أعلن رئيس مجلس السياده الفريق عبد الفتاح البرهان، في بيان أذاعه للشعب السوداني مساء أمس الأول، إنشاء  صندوق قومي لدعم مجابهة مخاطر أزمة كورونا، وقال إن الصندوق مفتوح لكل أبناء السودان بالداخل والخارج للإسهام في تحقيق أهدافه، وقال إن كل إمكانيات الدولة السودانية وأجهزتها العسكرية والأمنية والشرطية ستكون تحت تصرف اللجنة المختصة، وطالب البرهان بتضافر الجهود الرسمية والشعبية للحفاظ على الشعب السوداني، مشددًا على ضرورة التحلي بالمسؤولية وبث ثقافة الوعي بين الجميع للخروج من هذه المرحلة العصيبة التى يمر بها العالم أجمع. وناشد في ذات الوقت بعدم التعامل العفوي بمختلف أنواعه والالتزام الصارم بكافة الإرشادات الصحية والوقائية والأمنية المصاحبة التي تحد من انتشار العدوى، عازياً ذلك إلى أن  ظروف السودانية الاقتصادية والصحية لا تتحمل أي تبعات لانتشار هذا المرض القاتل.

وتأتي خطوة مناشدة رئيس المجلس الانتقالي وإعلانه قيام صندق قومي للمكافحة في وقت بات فيه الوباء الفتاك يطرق كل أبواب السودان من جواره المختلف، فضلاً عن احتمالات دخول الفايروس عبر الوافدين سواء كانوا من الوطنيين أو الأجانب، مع التنبيه إلى أن الفترة القادمة تعد مرحلة حاسمة لكسر سلاسل انتقال فيروس كورونا المستجد في وقت بات فيه تكاتف الجميع ومراقبة الذات أمراً مهماً. ومعلوم أن الشعب السوداني تمثل نجدة الملهوف وإغاثته أمرًا متجذراً في جيناته الوراثية.

خطوات استباقية

اللجنة العليا الخاصة بإدارة الأزمات أشادت بدور كثير من الشركات الخاصة ومنها شركات المقاولات والأفراد، حيث أنهم ضربوا أروع أمثلة التكاتف (كما هو معروف في إنسان السودان) في هذه الأزمة، حيث بادر بعضهم بالتطوع وتفريغ أنفسهم، وقامت بعض الشركات ومنها المقاولات بتوفير خدماتها ومرافقها بالمجان، بل أن بعض الشركات الخاصة ورجال الأعمال بادروا منذ الوهلة الأولى بمد يد العون لدعم مراكز الحجز والعالقين.

أمن قومي

التداعي لإعانة المحتاج ليس بالغريب على الشعب السوداني المجبول على الكرم والإيثار، هذا عندما يكون المتداعى إليه سودانياً وعندما يقترن الأمر بالأمن القومي وتهديد أهم ركائزه الإنسان السوداني، فإن التوقع للتداعي يكون كبيراً.

كثيرون  توقعوا استجابة فوق المعدل للدعوة التي أطلقها رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق البرهان لدعم الصندوق القومي لدرء مرض كورونا، باعتبار  أن الأمر يمس الأمن القومي.

ويرى الدكتور محمد شرف الدين الخبير الاقتصادي وأستاذ الجامعات في إفادته للصيحة أن إعلان قيام الصندوق من أعلى جهة سيادية لإنشاء صندوق الغرض منه درء الخطر عن الإنسان السوداني يمثل في حد ذاته بادرة طيبة وجديرة بالاحتفاء والتشجيع، لافتاً إلى أنه طيلة الفترة الماضية لم تكن الصحة تشكل هماً للبنوك ومحفظات التمويل، بل أن نسبة الإسهام تمثل (زيرو) ويعتقد أن إقامة صندوق صحي يمثل البداية الصحيحة للانطلاق نحو بناء وطن جديد، خاصة وأن السودان يقع حاليًا في منطقة الخطر لوباء كورونا الفتاك.

استجابة ولكن!

الاستجابة لنداء دعم الصندوق من قبل قطاعات الشعب السوداني وقواه الحية من رجال أعمال ومستثمرين وشركات لا يختلف عليه اثنان، غير أن  الدكتور شرف الدين ربط الأمر بأهمية وضع خارطة طريق واضحة المعالم عبر  آلية  مختصة تكون معنية بمتابعة وإدارة الصندوق وأن يكون خلفه كوادر مهنية ذات كفاءة عالية حتى تتمكن من إدارة أمر الصندوق وتوجيه موارده نحو الهدف المنشود وأن تكون الآلية تضم خبرات من  كل المؤسسات الاقتصادية والأمنية العسكرية وأن يصاحب قيام الصندوق حملة إعلان واسعة تكشف بشفافية أهدافه وخطط  سير تنفيذها، واستبعد أن يكون هدف الحكومة الانتقالية من إنشاء الصندوق فك طوق الأزمة الاقتصادية التي تحيط بعنقها، منبهاً إلى أن الاهتمام بصحة الإنسان في السودان لمجابهة وباء كورونا، الذي أفرد له كل العالم مبالغ ضخمة يعد خطوة جديدة في أعقاب الثورة المجيدة وتوقع استجابة وطنية عالية باعتبارها شيئاً طبيعياً في الشعب السوداني.

ثقافة جديدة

الخبير والأكاديمي الدكتور محمد الناير يرى في إفادته للصيحة أن الهدف من قيام الصندوق ليس إقامة هياكل وتوفير خبرات اقتصادية، إنما فتح حسابات محدده لإيداع  مساهمات من الجميع والدولة واحدة منهم،  وأضاف أن الهدف هو توظيف الأموال لشراء معينات وتجهيز مراكز للحجز وغيرها من متطلبات مكافحة الجائحة.

ولفت الناير للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن السوداني الذي يعتمد معظمة على معاشه اليومي ، مقارنه مع الدول التي اجتاحها الفايروس. وأشار للصفات المميزة التي يتمتع بها الشعب السوداني في الدعم والمساندة، بيد أنه لفت إلى أن ثقافة إنشاء الصنادق الخاصة بالدعم تعد جديدة، وتمنى أن يحظى بالدعم المطلوب لتحقيق الهدف.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى