ياسر زين العابدين المحامي يكتب : البراميل الفارغة

17 ابريل 2022م

 

لجنة الضمير بمتحف الهولوكوست أكّدت الإبادة الجماعية بدارفور…

قالت: أعمال القتل حصدت ما بين

(50) إلى (100) ألف شخص…

ذات اللجنة تحفّظت على استخدام هكذا مصطلح….

لاحقاً توصّلت لقناعة حدوث ذلك…

قتل الأطفال الرُّضّع والنساء والشيوخ

لم يخرج أحدٌ ليطالب بدمائهم…

صمت مريب مُخزٍ حدّ الثمالة…

اليهود صرخوا أوقفوا المحرقة…

بالأذان وقرٌ فلا أحدٌ يسمع…

باليوم العالمي للإبادة الجماعية بدارفور…

بزمان المخلوع البشير…

أبناء دارفور وحدهم نظموا وقفة أمام وزارة العدل….

طالبوا بالقصاص…

النخب مارست صمتاً بأغرب صوره….

واستمر القتل يتم – ثكل- وأد -حرق…

احصاءات تحدثت عن قتل 350 ألف دارفوري…

النخب لا تسمع لا ترى لا تتكلم….

جثث ملقاة بالشوارع.. اغتصابات كل الوجع…

بشاعة رآها العالم بساحة الاعتصام بالقيادة إبان فضِّه….

لم توازِ قدرا ضئيلا لما حدث هناك…

أحد المُعتصمين قال سمعت بما حدث بدارفور لكنني لأول مرة أرى بشاعة المناظر بساحة الاعتصام…

أخرى قالت لم أسمع بمجازر دارفور…

إنها كارثة بعقد المُقارنة فلا مُقارنة…

لم تخرج مسيرات.. تظاهرات.. مواكب تُطالب بدمائهم…

لم يشاطروا أم الشهيد آلامها – أحزانها…

مُورست سياسة مبنية على المصالح وغض الطرف…

سياسة عدم الاكتراث…

الجرائم ضد إنسان الهامش…

الأمم المتحدة اعترفت بالكارثة…

النظام استبعد التقييم الدولي وصفه بعدم الموضوعية…

الإعلام زيف الوقائع والحقائق…

وزارة العدل نفت كل شيء…

النخب الأمر لا يعنيها…

دمار منهجي متعمد قام على أُسس عرقية…

عام (1944) صاغ رافائيل ليمكين مصطلح الإبادة الجماعية..

مضمونه جرائم مُرتكبة ضد مجموعة معينة من البشر بقصد تدمير وجودهم كلياً أو جزئياً…

طابقت الصياغة ما حدث هناك…

المصطلح يعني بالوقائع وليس الاصطلاح القانوني…

توافرت الوقائع والأدلة والشهود…

كذبوها ونفوها ورائحة الموت تغشت كل الأمكنة…

اليهود ذرفوا الدمع صلوا لأجلهم…

النخب صامتون إنها سياسة الكيل بمكيالين…

معايير مُختلة لا لبس فيها…

أُقيمت مسيرات – نظمت مواكب… وتظاهرات لشهداء ثورة ديسمبر والاعتصام…

عندما أُبيد أبناء دارفور لم يخرج أحدٌ…

لم تذرف الخرطوم الدموع…

وحدهم أبناء دارفور عانوا ويلات الحُزن المُخيّم…

تحمّلوا نار المحرقة والدماء والدموع

وحدهم من دفع الثمن…

فهناك من تقاعس وآخرون أشاحوا بوجوههم…

يا لها من مُفارقة ومن مُقاربة جائرة…

من دفع الثمن هم أبناء دارفور..

من يسمع عبارات مسيئة عنصرية هم

ذاتهم…

من نخب لا تعرف ولا تفهم ولا تَعِي…

كالبراميل الفارغة ودائماً ما تحدث جَلَبَةً…

(الله غالب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى