أسامة توفيق والحديث عن خدعة الإسلاميين الثانية

 

الخرطوم: الطيب محمد خير        12 ابريل 2022م 

قال المستشار السياسي لرئيس حركة (الإصلاح الآن) أسامة توفيق، إن من يستحق حكم البلاد هم الإسلاميون لأنهم أذكياء، مشيراً إلى أن الإسلاميين والشيوعيين هم فقط من لديهم فكر متقدم في السياسة.

وبدأ توفيق مستندا على ما يدور في الساحة عن شبهة انتصار محور الثورة المضادة، ويبالغ أسامة توفيق في حديثه  بتضخيم قدرة الفاعلين السياسيين من الإسلاميين في خداع الآخرين وكيف نجح الإسلاميون للمرة الثانية في التمويه على الآخرين لخدمة مصالحهم وتنفيذ اجندتهم من خلال تكرار سيناريو وحبكة استيلائهم على السلطة عام 89 بالتمويه الذي كشفه عرابهم الترابي بعد المفاصلة ولخصه في عبارته الشهيرة (اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً)، ويقول توفيق بسخرية ان ذات السيناريو تكرر للمرة الثانية  وباختلاف قليل، حيث تم استخدام القحاتة على نطاق واسع “وشالوا وش القباحة في رفع الدعم وتعويم الجنيه”، وتابع:  الإسلاميون أصحاب الرصة والمنصة، ونفذوا بالقحاتة مهمة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

واضح أن الإسلاميين الآن قد تحرروا من الإحساس بالخوف وتخلصوا من القبضة التي احكمتها الثورة على رقابهم والسياسات الإقصائية التي صدرت بأمر الثورة  تجاههم بداية باعتبار التيار الإسلامي كله مسؤول عن فترة حكم البشير،  لعبت لجنة إزالة التمكين دوراً كبيراً في عملية الإقصاء التي تمت واتخذت الكثير من الإجراءات لتجفيف منابع ومصادر تمويلهم بإغلاق مؤسسات خيرية وأكاديمية يديرها التيار الإسلامي بجانب مصادرة الكثير من مؤسساتهم ومشروعاتهم المالية وتهديم كافة الجسور لمنع أي فرصة لعودة الإسلاميين في العملية السياسية السودانية مستقبلاً.

وقال رئيس الحزب الوطني الاتحادي يوسف محمد زين “للصيحة”، إن مجهود الثورة التراكمية التي بدأت ضد حكم الإسلاميين منذ عام 89 وحتى وصلت مداها في ديسمبر (2019) واذهلت العالم بما فيها من سلمية وأدبيات وتضحيات أضافتها لقاموس الثورات لا يمكن ان تكون هذه الثورة بكل هيبتها هذه خدعة كما يدعي أسامة توفيق في حديثه وما يرمي اليه.

واضاف يوسف ان التكتيك في العمل السياسي متوقعٌ، لكن لا يمكن ان يتم بدرجة ان  تدعي اختطاف وتجيير ثورة بكل هذه القوة وأفرزت كثيراً من الأدبيات والكوادر الشبابية حتى غير المنظمة، واضافت كثيرا من الوعي وسط الرأي العام السوداني، مضيفاً أنها بلا شك ثورة وعي ولا تزال مستمرة وانا أتحدث إليكم والآن الشباب يوقعون حضورهم على دفتر المواكب، لأجل استكمال المسيرة ليزيد قائلاً: هي بكل الأحوال والمقاييس ثورة وعي يكفي انها رفعت درجة الوعي لدى الشعب السوداني والشباب تحديداً لان يتطلع لدولة تسود فيها الحرية والسلام والعدالة وهذا يكفي ان يكون من صنع هذه الثورة بغض النظر عن حالة الارتفاع والانخفاض في وتيرة الالتزام بما جاءت به الثورة من مبادئ ورفعت من شعارات خاصة المحطة التي نحن فيها هي واحدة من العثرات ما حدث في 25 اكتوبر.

وقال يوسف إن تضخيم الذات الذي ظهر في حديث اسامة توفيق بأن الإسلاميين للمرة الثانية يبرعون في التمويه على الآخرين وخداعهم انها غريزة موجودة في البشر(كل حزب بما لديه فرحون) لكن لا يمكن محاولة تحريف عمل ثوري بكل هذه الضخامة، فأنت ان تفحصت الشباب الموجودين الآن في الشارع ويقودون التظاهرات تجد 90% منهم غير محزبين وليس لهم أي انتماء سياسي فقط انتماؤهم للوطن.

واشار يوسف الى ان الحرية والتغيير تجربة بشر غير مبرأ، فهي مليئة بالإخفاقات والعثرات ونعترف بذلك، لكن نقول لأسامة ومن يؤيده أن التحول الديمقراطي أساسه الشفافية ولا يتم في الخفاء والانقلابات، وانما يتم عبر تجربة تراكمية وتُخضع للإصلاح والتقويم والتعديل والنقد عبر طريق وعر ملئ بالعقبات والهنات عبر أكثر من دورة انتخابية وليس من اول دورة تقلب الطاولة وتنسف التجربة بكاملها، وختم قائلا  سؤالنا للذين يدعون انهم مارسوا الخداع، هل لخداعهم اي دور في الخلاف الذي تم بين قوى الحرية والتغيير من جهة، وبين كافة مكونات الثورة، ويضيف: أنا اعرف ما يرمي اليه ونحن ضد الإقصاء لأن السودان يسع الجميع لكن ليس بالمكر والخداع وادعاء انهم اشطر من الآخرين، والسودان على شفا هاوية ان وقع فيها ستكون كارثة لا تبقي إسلاميين ولا يساراً ولا وسطاً، فالأفضل أن يجلس الناس لتوعية ذاتهم وادراك ما تنظره البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى