النميري عبد الكريم يكتب : راديو سوا – السودان لماذا..!؟

 

11 ابريل 2022م

الإذاعات و القنوات التلفزيونية العابرة للحدود و الموجة مثل إذاعة ” بك بن ” صوت الاذاعة البريطانية و التي تبث من لندن وبتمويل من حكومة المملكة المتحدة بغرض دعم سياساتها في العالم وهي موجهة إلى الأقطار العربية و أيضا إذاعة صوت أمريكا  الذي تأسست في العام 1942 و تم توقيع ميثاقها في عام 1972م و يلخص الميثاق مهمة الإذاعة “بث الاخبار ومعلومات دقيقة ومتوازنة و شاملة داخل و خارج أمريكا” و تشرف عليها الوكالة الأمريكية لوسائل الإعلام العالمية  . تتسم إذاعة صوت أمريكا بقدرتها على ترجمة المحتويات الأجنبية و الأمريكية الى اللغة العربية . تم إلغاء قسم الترجمة العربية في إذاعة صوت أمريكا في العام 2002م و تأسيس إذاعة جديدة تحت عنوان راديو سوا أو راديو الشرق الأوسط ، بغرض بث الاخبار العاجلة و التحليلات و تقارير و فيدويو وبود كاست عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . راديو سوا إذاعة تبث الاخبار والأغاني والبرامج الخفيفة بتمويل من قبل الكونغرس الأمريكي ، الغرض من الإنشاء بهدف التواصل مع ” الشباب ” الناطقين بالعربية في منطقة الشرق الأوسط للترويج للتوجهات الأمريكية بين الشباب و المرأة . احتفلت قناة الحرة “سوا” بعيدها العشرين حيث كانت تبث وفق توجيهات وموجهة الى العراق بعد الغزو الأمريكي حيث تم عمل قناة تلفزيونية باسم الحرة و راديو سوا- العراق لتثبيت حكومة الحاكم الأمريكي للعراق بريمير آنذاك ووصلت البث ضد حزب البعث العربي الاشتراكي المحلول و استضافت معارض نظام الرئيس العراقي السابق / صدام حسين وعملت على توجيه الرأي العام في العراق لكي يتماهى مع الأجندة الأمريكية في العراق .

احتفل راديو سوا بالعشرينية الأولى في مارس 2022م وتوجّهوا نحو السودان لبداية البث “سوا – سودان” و الغرض وظن منهم بأن السودان يمر بمرحلة يجب تشكيل رأي عام من مصادر اخبارية أخرى تقدم صورة حسب اعتقادهم موضوعية و دقيقة وهذا هو الدور المرسم لهم ! ويود مشاركة مستمعيهم بآرائهم حيال ما يحدث حولهم وهي الآراء التي يودون سماعها وليس العكس.

من البرامج الموجهة إلى السودان، سوا شباب، نبض الشارع ، كنداكات ، المشهد السوداني ، جولة المراسلين في هذا البرنامج يقدم معظمه من داخل السودان وخبر واحد من حول العالم ، أيضا برامج  شباب و برنامج ” حقي المستهدفون من الدول العربية هي  العراق ، سوريا ، لبنان ، الأردن ، الكويت و شمال افريقيا وفئة الشباب و المرأة ، إضافة إلى لقاءات مع السياسيين الذين يتماشون مع الرواية الأمريكية في السياسة ، الاقتصاد والشؤون اجتماعية” سيداو وناس الميم ” والتحول الديمقراطي بدون وجود أحزاب حقيقية ذات مبادئ و برامج لخدمة شعوبها . يهتم راديو سوا في برامجه على بث الاخبار و المعلومات و الموسيقى و البرامج الخفيفة لجذب الشباب و المرأة ، الا شباب هذه الأيام لديه ما يجعله غير مهتم للاستماع إلى الإذاعات كذلك بسبب تنوع وسائل التواصل الأقرب إلى عقليته وهو يود مشاهدة الأفلام أكثر ، مما يجعل محور الاهتمام راديو سوا هو المجتمع بصفة عامة . جاء الدور على السودان حتى تتم السيطرة على المجتمع و بعض الشباب و المرأة عبر هذه البرامج المعادة و المكررة خلال الأسبوع أكثر من مرة عبر مراسلين وأيضاً المستضافين من السياسيين الذين يدعون المعرفة ويودون ضرب عادات و تقاليد و مورثات الشعب في مقتل باسم الديمقراطية و الحداثة.

” . راديو سوا  ذات التوجه الأمريكي لم تجد في توجهها أيا من برامج تحس على العمل و الإنتاج، بل محاولة تشكل الرأي العام لصالحها. يقدم راديو سوا برنامجا عن أفريقيا باللغة الانجليزية عند الساعة السادسة مساءً حتى صبيحة اليوم التالي ، الآن سيفقد مستمعي هذه الموجة بالسودان الخدمة ، أين حرية اختيار البرامج و الاستماع بعد تخصيص الموجة لراديو سوا – السودان .

هناك مقولة منسوبة إلى احد القادة الأمريكان العسكريين الذين عملوا في الصومال عن سبب عدم انتصار أمريكا على الصوماليين قال ” لم نجد مثقفين ” حيث أكثرية الشعب السوداني من المثقفين و السياسيين وليس لديهم سوء كثرة الكلام و التنظير و محاولة التكسب من السياسة ، يسهل التأثير عليه . فتح الدول الفضاء الإعلامي للقنوات و الإذاعات ذات التوجه و التمويل الخارجي و بعيدا عن توجهات هذا الشعب وليس من واجب الحكومة الانتقالية ذلك ، عليها أن تسمح أيضا للقنوات والإذاعات الوطنية العمل للحفاظ على عادات و تقاليد و موروثات الشعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى