حراك وتدافع يعم الساحة السياسية .. كيفية الوصول الى حلول

 

الخرطوم: الطيب محمد خير   11 ابريل 2022م 

انتظمت الساحة السياسية، موجة حراك متسارعة بحركة مكوكية في اكثر من اتجاه داخل قوى الحرية والتغيير بشقيها المجلس المركزي الذي تحرّك باتجاه حصاد مساعيه في مبادرته لتوحيد ما اسماه بقوى الثورة الحرة، لكن سرعان اصطدم بالدعوة التي قدمها الحزب الشيوعي لإدارة ما اسماه بالحوار المنفرد، والمفاجأة في هذا الحراك التقارب الذي تم بين الحزبين التقليديين الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، حيث لم يشهد لهما أي تقارب وتنسيق بينهما منذ الديمقراطية الثالثة ، وفي خضم هذا الحراك ظهرت الجبهة الثورية في حالة طواف للتبشير بمبادرتها.

ويبدو ان المشهد السياسي نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي متداخل التحركات والتقاطعات، بدايةً بدخول قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي في اجتماعات تنسيقية الأسابيع الفائتة في اطار مبادرتها التي أسمتها بكلمة السر لهزيمة الانقلاب وتستهدف المبادرة توحيد أربعة أجسام  تشمل الأجسام الأربعة قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة والقوى والأجسام المهنية والنقابية والمجتمع المدني العريض،  لكن سرعان ما تقاطعت هذا الدعوة مع لقاءات منفردة دخل فيها الحزب الشيوعي مع الأحزاب والكُتل والقِوى الثورية الفاعلة، الأمر الذي قُوبل بغضب ورفض من قِوى الحرية والتغيير التي أكدت أنها ماضيةٌ في المبادرة التي طرحتها لوحدة القوى المناهضة للانقلاب العسكري إلا من امتنع أو اعتذر، ودفع الحزب الشيوعي بتساؤلات حول الجبهة المعارضة للانقلاب التي يراد تكوينها والقوى التي يجب ان تكون جزءاً منها، وشدد الشيوعي على عدم استخدام هذه الجبهة كرافعة للوصول الى السلطة وتناسي اهداف الثورة وتحقيق السلطة المدنية، وحذر الحزب الشيوعي على لسان عضو لجنته المركزية كمال كرار من مَغبّة العودة لبرنامج الحكومة الانتقالية الذي ظل مطبقاً على مدى العامين والعودة لذات الأخطاء السابقة.

وفي ذات الأثناء، ابتدرت الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس، جولة طواف للتبشير وطرح مبادرتها لحل الأزمة السياسية للأطراف السياسية الشريكة والجهات ذات الاختصاص الدولية والإقليمية، حيث قدمت مُبادرتها لممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وفي المقابل دَعت مجموعة التوافق الوطني بقوى الحرية والتغيير، أعضاء الجبهة الثورية من الحركات والقوى السياسية الى ضرورة إعطاء الأولوية لإنهاء الخلافات بينها وترتيب شأنها الداخلي وتمتين وحدتها كمدخل لوحدة القوى السياسية.

في مقابل ذلك، دخل على الخط الحزبان التقليديان الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، حيث برز تقاربٌ بينهما. وقال رئيس حزب الأمة الفريق برمة ناصر، هنالك تنسيق مشتركٌ حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يتضمن نظرة مستقبلية في توحيد الجميع الى وفاق وطني شامل، لجهة ان المسؤولية التي تقع على عاتق الحزبين كبيرة لمواجهة تحديات الوضع الراهن.

وقال الناطق باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي عمر حامد ناصر، إن التنسيق المشترك بين الحزبين يدعم الوصول الى وفاق وطني وإيجاد معالجات ناجعة لمسار الانتقال الديمقراطي كطرح يجد التأييد من كل الأحزاب السياسية والقوى المدنية.

ويرى القيادي بحزب الأمة القومي  عبد الجليل الباشا في حديثه لـ”الصيحة” أن انقلاب 25 أكتوبر وما صحبه من قرارات كلها ادّت لنشوب صراع وأزمة سياسية انقسمت على اثره الساحة السياسية بعد أن كادت أن تتوحد، لكن الآن أصبحت منقسمة لطائفتين، إما مع الدعوة للتحول المدني الديمقراطي أو مع الشق الشمولي الانقلابي.

واضاف الباشا، لكن وجود المبادرات الكثيرة المطروحة في ظل هذا التشظي والانقسام الذي تشهده الساحة السياسية هي بشارة ببداية الانفراج وتوحيد قوى الثورة لتحقيق استكمال الفترة الانتقالية واستحقاقاتها للوصول الى صناديق الانتخابات، وقال : الحراك الآن وما نشهده من تقاطعات هو دليل عافية وخير من حالة الركود والاحتقان، لكن بالضرورة ان يكون هذا الحراك باتجاه التحول الديمقراطي واضاف قائلا :  رغم التقاطعات التي أشرت إليها، لكن الآن ما انتظم من حركة هو تدافع صحي، وليس هناك خيار غير ان يتوحد الناس. واشار الباشا الى تحرك حزب الأمة من منطلق انه كيان وطني قومي ولا بد ان تمضي الأمور بالتدرج وليس دفعة واحدة تبدأ المرحلة الأولى للحل وأطرافها قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري واطراف السلام، وأضاف الباشا أن التقارب بين الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي يأتي في إطار العلاقة التاريخية باعتبارهما من أكبر الأحزاب السودانية، والآن لا بد من جسر تواصل بينهما للوصول إلى موقف موحد لأنهما أكبر الأحزاب السودانية تأثيراً لثقلهما الجماهيري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى