ياسر زين العابدين المحامي يكتب : زيف الثورة

9 ابريل 2022م

 

هل الثورة مجرد وهم مُفضٍ للزيف..

وباعتقادنا انزياح الغمة وذهاب الظلم والنفاق… نعتقد…

ستشرق شمس الصبح حرية وسلاما وعدالة…

ثم نحلم أحلام اليقظة بأن…

الأرض ستنبت قمحاً – ووعداً – وتمني… فيتغير واقعنا فيصبح غير…

لكن ذات الأحلام مجرد وهم… أضغاث تؤرق وتمعن سهدا اليم…

كابوس مروع يقض المضاجع…

بون كبير بين الواقع والحلم لا يدركه بصر من بعينيه غشاوة…

ولا من بقلبه زيغ ونزق وهوى…

بزمن الثورة الفرنسية هتف الثوار… بشعارات كانت مَحط آمالهم…

بالحرية والمساواة والإخاء…

(٥٠) عاماً مرّت ولم تتحقّق شعاراتها…

ذرتها الرياح ونثرتها بعيداً هناك حيث

لا يعرف أحد…

ولا يفهم ولا يسأل ولا يجيب أحد…

السؤال ثمنه غالٍ والاجابة خذلانها

مُرٌّ بطعم الانتكاس…

كانت الشعارات برّاقة أخفت حقائق مُخيفة جداً…

بعد ثمانية أعوام حدث ما حدث…

قُتل آلاف الفرنسيين بدم بارد…

جثث أُلقيت على قارعة الطريق…

عادت البرجوازية من باب موارب…

تقمّص روح الثورة آخرون لا علاقة

لهم بها…

حوّلوها من وسيلة لغاية…

أسبغوا عليها صفات سحرية…

أخرسوا ألسنة الثوار المُشفقين…

تحوّلت لعصا غليظة يلوح بها ضدهم

تأكّدت مقولة الثورة لا تنتمي أبداً لمن يُفجِّر شرارتها…

بل لمن يجرونها إليهم كالغنيمة…

الذين سرقوها أخفوا وجههم البشع…

خلف شعارات طغى عليها الزيف…

لبسوا جلبابها بالمقاس…

وضعوا خُطُوطاً لا ينبغي تجاوزها…

لا يجوز النقد ولو أصبح الحال أسوأ مِمّا كان عليه…

لأنّه غضب الله فينبغي التحلي بمزيدٍ من الصبر…

لو دَبّ الخلاف بينهم وانقسموا أشتاتاً

فإنّها سُنة الحياة…

وإذا تغيّرت الوجوه ولم يتغيّر الحال فصبرٌ جميلٌ فَفِيمَ العجلة…

زرعوا اليأس والوجع والخوف..

أزالوا الرأس وتركوا الأطراف تتحرّك كيفما ووقتما شاءت…

الثعبان ذو الرؤوس المتعددة مميت… كلما قطعنا منه رأساً ظهر آخر مخيف.

هل الثورة لم تُحقِّق شعاراتها فتحوّلت

من وسيلة لغايةٍ…

هل حصدنا حصرم علقم فالسراب…

من اختطف الثورة ووظّفها لأجنداته..

السؤال هذا محرم وإجابته مكلفة… من لم يتّعظ سيلقي ذات المصير…

كل بضفة يحشد قواه ويحد من شفير سيفه…

البيانات تترى والحرب أولها كلامٌ…

هل اعترانا وهم انزياح الغمّة ووهم

الثورة مضت نحو غاياتها…

ومَن يُجيب؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى