الخلاوي.. نور القرآن ونار التقابة بكردفان

 

تقرير: عبد الوهاب ازرق   8 ابريل 2022م 

تتوزع خلاوي تحفيظ القرآن الكريم في كردفان الكبرى في كل الولايات الثلاث “شمال ، جنوب وغرب” حيث خلاوي المنارة ، ود العجوز ، وطريق الحق الإسلامي ، وأبو عزة بشمال كردفان ، وتجملا وتنادك ، والعباسية تقلي ، وأبو جبيهة ، بجنوب كردفان ، وكما توجد خلاوٍ بغرب كردفان.

انتشار الخلاوي لتحفيظ القرآن الكريم ، وتعليم دروسه مكّن من تمكين جذور القرآن الكريم في المجتمع عبر الخلاوي والطلاب ، وحفظة القرآن الكريم ، وبعضها نالت الشهرة الأكبر لجهة كثرة طلابها ،  واستمرارية تحفيظ القرآن الكريم منذ سنوات، بجانب وجود نظام يومي معروف متبع في التحفيظ وتدريس العلوم الإسلامية.

خلاوي أبو عزة

يقول الطالب محمد إبراهيم من خلاوي الشيخ أبو عزة التابعة لمحلية أم روابة بشمال كردفان ، والتي أُنشئت في العام 1947م، يبدأ اليوم في الخلوة الساعة الثالثة صباحاً بفترة تسمى “الدغشية”، وفيها يبدأ الطالب بحفظ القرآن الكريم، ومراجعة الحفظ حتى صلاة الفجر، وبعد الصلاة يعكف الطلاب على كتابة اللوح وتسمى “الرمية”، وهي من الساعة الخامسة صباحاً وحتى السابعة، ويعقبها تناول الشاي. وأضاف عند الثامنة صباحاً تبدأ فترة “الضحوية”، وهي مراجعة الحفظ مع الشيخ ، كاشفاً أن لكل شيخ عدد “10” من الطلاب، ويكون الشيخ من الحَفَظَة ، ويأتي بعدها الفطور في الساعة التاسعة صباحاً. وتابع إبراهيم بعد الإفطار تأتي فترة “القيلولة” وهي فترة راحة، وبعدها فترة “الظهرية” للتصحيح، ثم فترة “المُطالعة”، لمُطالعة اللوح مع الشيخ حتى صلاة العصر، وبعده الغداء، وفترة راحة أحياناً حتى صلاة المغرب، وتابع بعدها فترة “العشاوية”، تبدأ بعد المغرب وفيها يتم تسميع اللوح، ومُراجعة الحفظ القديم، تنتهي مع صلاة العشاء، وعقب العشاء يراجع كل طالب حفظه لوحده، وبعدها يخلد للنوم.

دعمٌ مُتواصلٌ

يتناول طلاب الخلاوي الوجبات من المحاصيل البلدية ، وتتكون الوجبات من “العصيدة” ، التي تُطبخ من مجموعة من الطلاب في “صاج” كبير الحجم ، وملاح لوبيا وغيره حسب إمكانية الخلوة ، التي تحتاج إلى دعم متواصل وتحسين الوجبة . وتفتقد بعضها للخدمات.

فيقول شيخ خلاوي أبو عزة عبد الله محمد أحمد، الخلاوي ليس بها مركز صحي لعلاج الطلاب الذين يعانون من مرض الالتهاب المنتشر لعدد “140” طالباً، مبيناً أن التأمين الصحي كان قد فتح مركزاً بالخلاوي وتم إغلاقه ، وتابع يحتاج المبنى المشيد كمركز صحي إلى أجهزة وكادر طبي وعلاج. وتعاني خلاوي طريق الحق الإسلامي بالرهد بشمال كردفان من نُدرة مياه الشرب، حيث اشتكى شيخ منطقة السميح حنفي مكي الخليل من ندرة مياه الشرب ، وغلاء المعيشة ، وعدم الاهتمام بمشاريع خور أبو حبل ، لجهة أن الخلاوي تعتمد على الزراعة ، وخاصة القطن ، الذي تدنت اسعاره حسب قوله، مُتمنياً من الحكومة الاهتمام بمشروع خور أبو حبل، وقدم شكره لقوات الدعم السريع التي وفّرت لهم تانكر مياه العام الماضي، كما شكر شيخ خلاوي أبو عزة، قوات الدعم السريع لمساهمتها في علاج الفقيد محمد أحمد أبو عزة مؤسس الخلاوي.

مكان للتعبُّد

وتظل الخلاوي مكاناً للتعبُّد، وحفظ القرآن الكريم، ولها هيبة وقدسية المكان، وتشهد الوقار في وجوه الجميع، لكن واقعها يحتاج الى الكثير لتحسين البيئة، والوجبات، وتوفير الخدمات، ومُعالجة الاكتظاظ بإضافة حجرات جديدة للسكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى