توقيع اتفاق لهيكلة القوات بوساطة حميدتي.. جنوب السودان يودع الحرب

 

تقرير ــــــ القسم السياسي   5 ابريل 2022م

نجحت وساطة السودان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” في حمل الأطراف بجمهورية جنوب السودان للتوافق على هيكلة القيادة العليا بالبلاد ضمن ملف الترتيبات الأمنية، وبذلك تكون الحرب بين الأطراف قد توقّفت، فقد اتفق الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه ريك مشار على استئناف المحادثات حول دمج القوات المتنافسة في قيادة موحدة بعد أسابيع من الصراع المتصاعد بين الجانبين، وكان الجانبان وقّعا اتفاق سلام في 2018 أنهى حرباً أهلية امتدّت لخمس سنوات. لكن تنفيذ الاتفاق كان بَطيئاً، وبسبب خلافات حول كيفية تقاسُم السُّلطة، تصاعد القتال خلال الأسابيع الماضية، وتسبّب ذلك في تعليق المعارضة، التي يتزعمها ريك مشار، مشاركتها في آليات الإشراف على اتفاق السلام في 23 مارس بسبب ما قالت إنه هجمات من القوات الحكومية.

وقف إطلاق النار

وفي حفل توقيع الاتفاق الذي رعاه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) مساء الأحد وحضره ممثل عن حكومة السودان المجاور، أعاد كير ومشار الالتزام باتفاق السلام واتفقا على الالتزام بوقف سابق لإطلاق النار والإسراع في دمج قواتهما، وذلك ضمن بند الترتيبات الأمنية، إلى جانب التوقيع على خارطة طريق.

ووقّع عن الطرف الحكومي مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان توت قلواك، وعن الحركة الشعبية المعارضة بقيادة مشار وقع مارتن أبوجا، فيما وقع عن مجموعة سوا بقيادة حسين عبد الباقي، خالد بطرس، وعن حكومة السودان وقع وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس إبراهيم.

هيكل قيادة موحد

وحسب الاتفاق، سيتم تعيين قادة المعارضة في هيكل قيادة موحد خلال الأسبوع المُقبل، وينتقل الطرفان بعد ذلك إلى تخريج جنود الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة من مراكز التدريب لدمجهم في الجيش.

 

وشكر توت قلواك، ممثل حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يتزعّمه كير، السودان “لوقوفه معنا لمنع تصعيد آخر نحو الحرب ودعم تنفيذ اتفاق السلام”.

وأعرب المستشار توت قلواك، عن شكر بلاده لحكمة وصبر الفريق أول دقلو التي قادت الأطراف للتوقيع على اتفاق هيكلة القيادة العليا للقوات النظامية، مُشيرًا إلى أن دقلو قاد جلسات نقاش ساخنة وعميقة مع الأطراف حتى كللت مساعيه بالنجاح، مشيرًا الى أن توقيع الاتفاق جنّب بلاده العودة مجددًا الى مربع الحرب خاصة بعد التوترات الأخيرة، وأضاف أن الشعب كان قلقاً، إلا أن الأطراف استطاعت أن توحد القيادة العسكرية، وقال إن للسلام ثمناً باهظاً لا بد من دفعه لأجل مصلحة الشعب واستقرار البلاد.

قدّمه السودان

من جانبه، قال وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس إبراهيم، إن الأطراف توافقت على مقترح قدّمه السودان منذ اغسطس الماضي وجرى حوله نقاش طويل، مشيراً إلى ان الاتفاق الذي تم التوقيع عليه راعى روح ونص اتفاقية السلام المنشطة، وأشار الى أنه تضمن خارطة طريق ومصفوفة زمنية للتنفيذ، مُشيدًا بحكمة الأطراف خاصة الرئيس سلفا كير ميارديت الذي تحلّى بالصبر وسعة الصدر وتقديم تنازلات لمصلحة الشعب، داعيًا الحكومة إلى التوجه نحو التنمية والخدمات.

دقلو لعب دوراً محوريّاً

من جانبه، وصف وزير المعادن ممثل الحركة الشعبية المعارضة مارتن أبوجا، الاتفاق بالخطوة المهمة التي من شأنها تحقيق السلام والاستقرار للبلاد، مشيدًا بالفريق أول دقلو الذي قال إنه لعب دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، وأضاف بعد اليوم لن يكون هناك حربٌ أو عدم استقرار، إنما سنمضي نحو التنمية واستقرار مجتمع بلادنا.

وقال مارتن جاما أبوتشا ممثل الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة بعد التوقيع “يجب أن ننفذ ما نقوله. شعب جنوب السودان يتوقّع ذلك منا”.

شكراً حميدتي

بدوره، تقدّم ممثل مجموعة سوا خالد بطرس بالشكر للسودان حكومةً وشعبًا خاصةً نائب رئيس مجلس السيادة، مُشيرًا إلى أن الاتفاق جنّب البلاد حالة الانسداد السياسي وسُوء التفاهُم ووضعها على الطريق الصحيح، مُشيداً بحكمة قيادات البلاد في الوصول إلى حلول مُرضية للجميع.

وتسبّبت الحرب الأهلية في جنوب السودان في الفترة من 2013 إلى 2018، والتي غالباً ما دارت على أُسس عرقية، في مقتل ما يقدر بنحو 400 ألف شخص وأدت إلى مجاعة، كما كانت سبباً في ظهور أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

وداعاً للحرب

وفور التوقع على الاتفاق، أصدرت اللجنة العليا لتنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجمهورية جنوب السودان بقيادة الفريق أول/ محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، بياناً صحفياً قالت فيه، انطلاقاً من العلاقات الأخوية والراسخة بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان، وما يجمع بين شعبي البلدين الشقيقين من روابط ذات خصوصية، والتزاماً من حكومة السودان بدورها كضامن ووسيط بين الأطراف المُوقّعة على اتفاقية السلام المنشطة لتسوية النزاع بجمهورية جنوب السودان، وتقديراً لأهمية بند الترتيبات الأمنية في اتفاقية سلام جنوب السودان المُنشّطة، خاصّةً فيما يتّصل بتوحيد القيادة العليا للقوات النظامية، كخطوة مُهمّة لاستكمال تنفيذ الاتفاقية، وصولاً للغايات المأمولة نحو تحقيق السلام والاستقرار بجمهورية جنوب السودان الشقيقة.

وأضاف البيان: في هذا السياق أثمرت جُهُود الوساطة والمُباحثات المكثفة التي قادها السيد الفريق أول/ محمد حمدان دقلو ـ نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي خلال زيارته الحالية للعاصمة جوبا، التوصُّل إلى توافق تام بين الأطراف حول مقترح السودان لتوحيد القيادة العليا للقوات، أملاً في أن تسهم هذه الخطوة النوعية في حث الأطراف الموقعة ودول الإقليم والمجتمع الدولي على استكمال ما تبقى من خطوات في مسيرة السلام بجنوب السودان، بما من شأنه تحقيق التنمية والاستقرار والرفاه لشعب جنوب السودان.

متانة العلاقة الثنائية

واسترسل قائلاً: إذ تم تجاوز عقبة بند الترتيبات الأمنية، يثمِّن السودان عالياً الحكمة والتجرد وروح القيادة التي تحلّى بها الفريق أول سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، ونائبه الأول د. ريك مشار، ونائب الرئيس حسين عبد الباقي، كما يشكرهم السودان على انحيازهم لمصلحة شعب جنوب السودان.

ويؤكد السودان مجدداً على متانة العلاقة الثنائية بين البلدين، وحرصه التام على ترقية هذه العلاقات في المجالات كافة بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى