وزير الخارجية إلى روسيا.. البحث عن علاقات مُحايدة

 

الخرطوم: صلاح مختار     5 ابريل 2022م

ثمانية أيام أمضاها نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو في موسكو، ليعود بعدها إلى الخرطوم، ويصف في مؤتمر صحفي عقده لدى وصوله إلى مطار الخرطوم الزيارة بـ(الناجحة)، ويقول إنها حققت الغرض المرتجى منها, رغم تشكيك البعض في جدوى الزيارة، الا أن وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق يعود الى موسكو في زيارة بعد أقل من شهر, ولكن في هذه المرة بمعية وفد الجامعة العربية المؤلف من عدد من الدول العربية لبحث إيجاد حل للحرب الروسية الأوكرانية. الزيارة التي وصفت بالرسمية تستغرق ثلاثة أيام تأتي في إطار مجموعة الاتصال الوزارية العربية التي تقوم بزيارة روسيا بشأن البحث عن تسوية للنزاع الروسي الأوكراني وكان الصادق، قد أكد أنه سيكون ضمن وفد الجامعة العربية الذي سيزور موسكو، في إطار مساعي البحث عن حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية. وأوضح في تصريحات أن وفدا من وزراء خارجية السودان والجزائر والأردن والعراق ومصر، سوف يزور موسكو، بمساع حميدة لإيجاد طرق دبلوماسية لحل الأزمة الروسية – الأوكرانية، كذلك أعلنت جامعة الدول العربية في وقت سابق أن وفداً وزارياً سيتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو في مطلع الأسبوع المقبل وذلك لمناقشة الأزمة الأوكرانية. وقالت الجامعة في بيان إن الوفد سيجري مباحثات مع الجانب الروسي حول سُبُل التوصل إلى حلٍّ لتلك الأزمة التي يشهد العالم حالياً تداعياتها الخطيرة، خاصة على الصعيد الإنساني.

ترقية العلاقات

وسبق ان التقى وزير الخارجية المُكلف سفير موسكو لدى الخرطوم فلاديمير جيلتوف، وبحث الجانبان، مسار العلاقات الثنائية، واتّفقا على تعزيزها وترقية التعاون المشترك في كافة المجالات بما يخدم مصلحة شعبي البلدين.

وقال السفير الروسي فلاديمير جيلتوف، إن العلاقات الروسية السودانية تشهد تقارباً مضطرداً، مُشيداً بمواقف السودان والجامعة العربية الداعمة لموسكو في مواجهة الاستهداف الغربي. كما رحّب السفير الروسي بالزيارة المُرتقبة لوزير الخارجية السوداني المكلف إلى موسكو في إطار زيارة مجموعة الاتصال الوزارية العربية إلى جمهورية روسيا الاتحادية، متوقعاً أن تكون زيارة ناجحة بكل المقاييس.

لغة الحوار

وجدد السودان مسبقاً، موقفه المحايد في الأزمة الروسية الأوكرانية، ودعا لتغليب لغة الحوار الدبلوماسية على ما عداها، وشدد وزير الخارجية المكلف علي الصادق الذي التقى سفير روسيا لدى السودان السفير فلاديمير جيلتوف، شدد على حيادية السودان في الأزمة الروسية الأوكرانية، مجدداً الدعوة لتغليب لغة الحوار الدبلوماسية على ما عداها وبحث الجانبان، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية، مسار العلاقات الثنائية، واتّفقا على تعزيزها وترقية التعاون المشترك في كافة المجالات، بما يخدم مصلحة شعبي البلدين.

من جانبه، قال السفير الروسي فلاديمير جيلتوف، وفقاً للبيان، إنّ العلاقات الروسية السودانية تشهد تقارباً مضطردًا، مُشيداً بمواقف السودان والجامعة العربية الداعمة لموسكو في مواجهة الاستهداف الغربي.

مظلة الجامعة

ويرى السفير السابق بالخارجية الطريفي كرمنو أن الزيارة جماعية وليست فردية تحت مظلة الجامعة العربية، وبالتالي وزير خارجية السودان ضمن وفد الجامعة الذي يتكوّن من عدد من وزراء الخارجية للدول العربية, واستبعد أن يناقش وزراء الخارجية، العلاقات الثنائية بين دولهم وروسيا، وقال لـ(الصيحة) سيكون مهمة الوفد التقيد بـ(المناديت) أو التفويض الذي منحهم به الجامعة العربية باعتبار أن الغرض من الزيارة أو المُهمة الرسمية هو حَل المشاكل بين روسيا وأوكرانيا, ويرى كرمنو ان الدول العربية أكثر البلدان المُتأثرة بالنزاع الروسي الأوكراني خاصةً في إمداد القمح الذي تعتمد عليه الدول العربية. وقال الحرب ليس في صالح الدول العربية, وبالتالي تُحاول الدول العربية إيجاد مَخرج للأزمة وإيقاف الحرب وتفادي الضغوط الأمريكية التي تُمارسها الولايات المتحدة على الدول العربية بغرض تحييدها في النزاع الروسي الأوكراني، مشيراً لحديث بايدن الذي قال ليس هنالك حيادٌ في الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقع أن تؤثر الحرب الأوكرانية الروسية على الدول الأفريقية رغم مواردها الضخمة.

إشعال الحرب

وقال كرمنو، للظروف التي سبقت اهتمت الجامعة العربية بالحرب الروسية والأوكرانية ومحاولة إيجاد الحلول لها، وقال دول الاتحاد الأوروبي تقوم بدور (أبو لهب وامرأته التي تحمل الحطب) ، وقال ان الاتحاد الاوروبي وامريكا تقومان بحمل الحطب وهو السلاح الى أوكرانيا لإشعال الحرب وإطالة أمدها. وأعرب عن أمله ان يوفق وفد الجامعة العربية من إخماد نار الحرب وتهدئة الأمور والتوصل لاتفاق ينهي الاقتتال وان يكون للسودان سهمٌ في ذلك.

اختيار السودان

وتقول المحللة في الشؤون الدبلوماسية مي محمد بعد زيارة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق اول محمد حمدان دقلو، طبيعي ان يكون للسودان دورٌ في أي وساطة يمكن أن تلعب دورا لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وقالت لـ(الصيحة) ان اختيار السودان وتمثيل وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق في وفد الجامعة العربية جاء وفقاً للتطورات التي تشهدها علاقات الخرطوم بموسكو، ولفتت الى ان السودان كان لديه علاقات سابقة مع أوكرانيا خاصة في مجال التعليم والتدريب، وبالتالي يمكن أن يلعب وفد السودان دوراً مهماً في تهدئة الوضع بين الدولتين. ورأت أن طبيعة الوفد سيكون طاغياً على المحادثات مع روسيا، خاصةً أن الدول العربية تحتفظ بعلاقات كبيرة مع روسيا، مشيرة إلى الاستثمارات الروسية التي بدأت تغزو القارة الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، وقال طبيعي أن تشعر الولايات المتحدة الأمريكية بخطورة التحركات الروسية بين الدول العربية والأفريقية والسودان على وجه الخصوص، مشيراً الى أن القضية مرتبطة بالأمن القومي الأمريكي وأمن البحر الاحمر الذي يسعى كل من روسيا وأمريكا للهيمنة عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى