بستان الحلنقي

 

عمر الطيب الدوش:

تصوّف الشاعر الراحل المقيم عمر الطيب الدوش في آخر أيامه صار مثل حمامة المسجد لا يفارق أركانه الوضيئة ليل نهار، اذكر أن أول لقاء تم بيننا أيام كان أستاذاً في مدرسة الدوش الوسطى في خريف من عام 1968 وقد كنت أزوره هو والأخ الجميل القاص عيسى الحلو في منزل تعرشه الابتسامة وتنام على أبوابه المحبة في مدينة أم درمان أذكر أن الليل كان ينام من حولنا ونحن ننام على طرف من الصباح بعد رحلة من الأنس موزعة بين أنفاسنا شعراً وجمالاً وموسيقى. أهداني صاحب الحزن القديم ليلة عرسي قارورة من العطر العمري وهو يتمنى أن تتعطر بها أيامي، ليته يعلم أن العطر من بعده لم يعد عطراً وأن الأعراس من بعده لم تعد تثمر إلا أحزاناً.

عمر الحاج موسى:

*كان عمر الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام الأسبق في حكومة الرئيس الراحل جعفر نميري يميل إلى التوقيع على أوراقه الخاصة والعامة بحبر لونه أخضر باعتبار أنه يمثل خضرة النيلين في يوم خريفي، أما شاعر (صه يا كنار) محمود أبو بكر فإنه لم يكن يتناول ثمرة من البرتقال حين سُئل يوماً عن السر في ذلك أجاب لأنّه سرق مني لون زوجتي، أما شاعر المستحيل إسماعيل حسن فقد كان يؤكد دائماً أن الشاعر سيد عبد العزيز هو أعظم من كتب أغنية الحقيبة، أما شاعر البحر القديم مصطفى سند فقد كان يقول لأصدقائه من أحباء الحرف الأخضر ليتني كنت شاعراً في قامة شرقاوي نحيل ويقصد بذلك محمد عثمان كجراي، أما أنا ولو أنني لن أصل إلى درجة الومضة بين هؤلاء العباقرة طالما تمنيت أن أكون نفحة عطر من بستان اسمه عبد الرحمن الريح.

دولف هتلر:

*أصدر السفاح النازي (ادولف هتلر) أمراً للضابط المكلف بحراسته قائلاً: له بعد لحظات ستجدني هناك منتحراً في تلك الغرفة الصغيرة فلا تتردد في أن تعمل على إحراق جثتي فوراً قبل أن تصل إليها جيوش الحلفاء فيقطعونها ثم يرمون بلحمي إلى كلابهم، نفذ الضابط الأمر الصادر له من قائده الأعلى وبمجرد الاستماع إلى صوت رصاصة انطلقت من الداخل عرف أنها إشارة انتحار لهتلر فحمل جثمانه إلى الخارج ثم أشعله ناراً تحول بعدها إلى رماد، وقال الضابط: إنه شهد عشيقته (إيفا براون) ترقد بجانبه وفي يدها بقايا من كأس مسموم قدمه لها قبل انتحاره بلحظات، وقد كان من الممكن أن يموت مسموماً كما فعلت، إلا أنه اختار أن يموت برصاصة في الرأس منتحراً باعتبار أنه ضابط ألماني عظيم.

أم كلثوم:

أصدرت الفنانة «أم كلثوم» أمراً لكل المسارح التي تغني عليها أن يتم وضع كرسي أمامي في مواجهتها ليجلس عليه غرام روحها الشاعر «أحمد رامي» الذي كتب من وحي عيونها أكثر من «1000» قصيدة.. وقد أكدت الأخبار أن علاقة روحية عالية كانت تجمع بينهما.. ويحكى أنه حين يعود لها بعد غياب كانت تتحول إلى طفلة في عامها الخامس تستقبل عيد ميلادها.. زارها مرة أحد كبار العازفين العاملين بفرقتها فلم تسمح له بالدخول وقبل أن يتحرك من مكانه لاحظ أنها قد خرجت لتستقبل الشاعر «أحمد رامي» بأقدام حافية.. قال لها معاتباً: ترفضين زيارتي وتقبلين زيارة «رامي» بل ترقصين لها؟.. فردت عليه: إن أشعار «أحمد رامي» هي التي صنعت مني كوكباً للشرق.. فصمت لحظة ثم غاب في الزحام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى