سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع

11مار س2022م 

على طريقة الرسم بالكلمات

(1)

أغنية سابينا لزميلنا معاوية السقا .. سبقنا وقلنا رأينا الواضح فيها .. فهي تعتبر أغنية بلا جديد في مسيرة محمد الأمين من حيث المفردة .. لأن كل مفردة ومقطع فيها تغنى به من قبل في كثير من أغنياته .. وهي عبارة عن “كولاج” .. ولو تابعنا مقاطعها الشعرية جيداً نجد أن محمد الأمين قد “لخص” كل أغنياته في هذه الأغنية.. ومفردة أغنية سابينا الشعرية لا تعبر عن موهبة زميلنا السقا في كتابة الشعر فهو يملك أفضل منها بكثير.. ولكنها قصيدة محظوظة لأن محمد الأمين تغنى بها.

(2)

البناء اللحني لأغنية سابينا ربما يُعد شكلاً موسيقياً جديداً في مسيرة التأليف اللحني عند أبو اللمين .. فهي جاءت على نمط لم نعهده عنده .. وإن لم تتمتّع الأغنية بخاصية “الانسياب” لأن اللحن كان مُعقّداً قليلاً ومن الصعب على المستمع العادي أن يتذوّق اللحن بسهولة لأنه احتشد باللازمات الموسيقية ذات الجرس الغريب.. فهي لا تشبه الأغنيات التي يُمكن حفظها وترديدها بكل سهولة.. وسابينا ليست من شاكلة الغناء الذي يمكن أن تدندن بها في الشارع أو لحظات المزاج.

(3)

البعض يطلق عليه فنان الاذكياء لان أحمد شاويش فنان خاص غنائيته عصية على الاذن العادية.. فهو يحتاج لاذن استثنائية لها مقدرات اكثر خصوصية ولان أحمد شاويش يخاطب الدواخل بصوته ويلامس شغافها بغناء فيه الكثير الذي لا يتوافر عند غيره.. والرجل له فلسفته في كيفية الغناء.. فهو يغني لأجل نفسه لذلك انتابه ذاك الإحساس للآخرين .. فكانت اغنياته بمثابة وعاء انيق لشكل غنائي سهل الهضم والتقبل.

(4)

وأغنياته مثل بتذكرك – عطر الصندل – العمق العاشر ومن عيونك لا يملك الانسان حيالها الا ان يصغى ويتأدب .. ولكن رغم مقدرات أحمد شاويش التي يعترف بها الجميع ولكنه ظل بعيدا ورغم انه يعمل في الاذاعة وكان يمكنه ان تكون جسره الذي يربطه بالمستمعين ولكن أحمد شاويش يقف في ذاته المكان والمكانة في حالة تدعو للاستغراب والاستعجاب .. ولكن أحمد شاويش يساعد في غيابه فهو (كسول) ولا يدري عمق وحجم موهبته حتى كادت أن تندثر او اندثرت بالفعل!!

(5)

سوركتي من الشعراء الذين يتمتّعون بمفردة بسيطة ولكنها في ذات الوقت تحتشد بالمعاني والمضامين المغايرة .. واذا توقفنا فقط في أغنية على قدر الشوق نجد أنها عبارة عن كبسولة فكرية مضغوطة حشد فيها سوركتي العديد من المضامين والأفكار رغم أن النص كلماته معدودة على أصابع اليد الواحدة. وفي تقديري أنه شاعر لم تقرأ تجربته مع الكتابة حتى الآن فهو يستحق وقفة تأملية وقراءات ناقدة تدخل في عُمق كل الأغنيات التي كتبها.

(6)

تميزت غنائية الهادي بعدة خيوط إبداعية وليس براعته في التلحين هي سمته الأبرز ولكنه يتميز بخاصية انتقاء المفردة الشعرية المختلفة فهو فنان مغامر في زمن قلت فيه المغامرات الفنية فتحول بذلك لمدرسة غنائية وحالة تلبسها الكثير من باب التقليد .. وواحدة من إبداعات الهادي رهانه على مفردة شعرية جديدة غير سائدة ومختلفة عن المستسهل من الشعر .. وحالة الغيبوبة الفنية لا تخلق الا الالتفاتة لأمثال الهادي.

(7)

تقريبا كل المؤشرات تقول بأن أزمة الكهرباء لن تنتهي في القريب العاجل وتحتاج لصبر طويل لأن القضية تتعلق بحلول غير متاحة في الوقت الراهن .. وهذا بالطبع وضع مأزوم ومؤلم وفيه تعطيل للحياة بشكل عام .. وحينما يتعلّق الأمر بخدمة حيوية يجب توافرها ولا تجدها فذلك يخلق نوعا من الهياج المجتمعي وربما قاد ذلك الهياج الناس للخروج للشوارع بغرض الاحتجاج  المتواصل حتى تسوء الأوضاع أكثر وذلك بالضبط هو ما تخطط له الأيادي العابثة التي تنتمي للنظام المُباد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى