قائد الدعم السريع قطاع الفاشر العميد جدو أحمد أبو شوك لـ(الصيحة ): العافية درجات وهناك من يترصّد قواتنا ويثير الشائعات

 

نعمل لوحدنا في حماية الموسم الزراعي ونحتاج لمشاركة الأجهزة الأمنية

هناك إرادة سياسية بالمركز والولاية لبسط هيبة الدولة

(اللايفاتية) وناس الفيسبوك يُثيرون خطاب الكراهية والعُنصرية

نقوم بدورنا بلا كلل أو ملل في ظروف صعبة وإمكانات ضعيفة

نهب مُمتلكات المُواطنين بتهديد السلاح ردة حقيقية للوضع الأمني بالولاية

المسؤولية المجتمعية تجربة متقدمة وهادفة تفرد بها الدعم السريع

 

كشف العميد جدو حمدان أبو شوك قائد قطاع شمال دارفور بالدعم السريع، عن جهود مكثفة للعمل على بسط هيبة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار، في ظل ما وصفها بحالة الهشاشة الأمنية التي تعاني منها دارفور، مشيراً إلى أن قواته لعبت دوراً بارزاً في تأمين المُوسم الزراعي والفصل بين الرعاة والمزارعين، وأبان جدو في حوار مع (الصيحة) عن ضرورة تناسي المرارات بين المكونات المتصارعة، مُشيراً إلى أنّ اتفاقية سلام جوبا مهّدت الطريق لإنهاء كافة أشكال الصراع بالإقليم، وأضاف جدو أن مشاركة قوات الدعم السريع ضمن القوة المشتركة تأتي في إطار جهود الأجهزة الأمنية وحركات الكفاح المسلح لبسط هيبة الدولة ومحاربة كافة أشكال التفلتات الأمنية، منوهاً بأن ظاهرة نهب ممتلكات المواطنين بتهديد السلاح نهاراً، يعتبر ردة حقيقية للوضع الأمني بالولاية.. جدو أجاب على كافة الأسئلة التي وضعتها الصحيفة أمامه فماذا قال…؟

 

حوار: طارق التوم أحمد    8مارس 2022م

نريد أن نقف على آخر تطورات الأوضاع الأمنية وجهود قوات الدعم السريع لبسط الأمن بالولاية؟

ــ أولاّ نحن لم نعمل لوحدنا في استتباب الأمن والاستقرار بالولاية، ومع ذلك يمكنني القول بأن الأوضاع الامنية في عموم ولاية شمال دارفور تمضي نحو الاستقرار بفضل الجهود التنسيقية التي نبذلها مع الإخوة في الأجهزة النظامية الأخرى (والعافية درجات).

مقاطعاً.. إذن ما حقيقة الأحداث الأخيرة؟

الكل سمع بالاحتكاكات التي تحدث من حين لآخر بين الراعي والمزارع، لأسباب عديدة أهمها عدم التزام المزارعين بفتح المراحيل والصواني، مما جعل الرعاة يدخلون بماشيتهم في الأراضي الزراعية، وهنا يحدث الاحتكاك، كذلك هناك حوادث القتل والنهب عبر طريق “الفاشر – نيالا” وهي ظواهر جديدة وقادرون على حسمها، ونحن في قوات الدعم السريع دائماً نعمل بشعار الجاهزية والسرعة والحسم، ونتحرّك من منطلق مسؤولياتنا وواجباتنا، ولكن هناك من ظلّ يترصّد قواتنا ويُثير الشائعات، والآن نحن نتحرّك وفق الخُطة الأمنية الولائية (قوات مشتركة)، أيضاً بحكم تواجدنا بالقرب من أهلنا المزارعين، نتدخل فوراً لمنع وقوع أي احداث مع الرعاة والرحل، إلا أننا خلال الموسم الزراعي الماضي ظللنا لوقت طويل نعمل لوحدنا في حماية الموسم الزراعي ونحتاج لمشاركة حقيقية من الأجهزة الأمنية بالولاية، ولا بد ان تساعدنا حكومة الولاية في فتح المسارات وتحديد الصواني مبكرا و العمل على زيادة كمية مصادر المياه للرعاة. فقوات الدعم السريع قطاع شمال دارفور منفتحة على جميع محليات الولاية الـ(١٨)، وتهدف من خلال هذا الانتشار الواسع الى تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن بدائرة الاختصاص، وفي هذا ظللنا نعمل بتناغم وانسجام مع الأجهزة النظامية بالولاية، والحمد الله نستطيع القول إننا راضون بما تقوم به قواتنا.

ما هي مُسبِّبات الصراع القبلي الآن في عدد من محليات الولاية؟

ــ هناك بوادر لصراعات قبلية بالولاية دائماً ما نتدخل لاحتوائها قبل أن تستفحل، بمعاونة رجال الإدارة الأهلية، وفي عموم الوضع الأمني بالولاية، نستطيع القول إننا نعمل ليل نهار من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، وفي هذا الجانب هناك إرادة سياسية بالمركز والولاية تهدف إلى بسط هيبة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار في جميع محليات الولاية ، فقط هناك من يثيرون البلبلة عبر خطاب الكراهية وخطابات العنصرية وهؤلاء الذين يسمون انفسهم (باللايفاتية) وناس الفيسبوك، هؤلاء عليهم المساعدة في الحل وعدم إثارة الفتن القبلية ورعايتها.

ازدياد حالات التفلت وممارسة النهب حتى أضحت ظاهرة يشكو منها المواطنون.. لماذا؟

ــ نعترف بكل صدق بأن هناك هشاشة امنية بدأت تظهر، تتمثل في سرقة المركبات ونهب المواطنين نهاراً وتهريب المخدرات والمسكرات، ولكننا في لجنة أمن الولاية برئاسة الوالي والاخوة أعضاء لجنة الأمن، منتبهون وحريصون وجادون في حسمها، ولدينا في هذا الاتجاه العديد من التدابير الأمنية ستظهر إيجاباً على إنسان الولاية، وتعزز لنا الأمن والاستقرار بالولاية، وسيحسها المواطنون في الأسابيع القليلة القادمة عقب الخروج الكامل لقوات الكفاح المسلح من المدينة.

المُصالحات والتعايش السلمي بين القبائل هَمٌّ يشغل حكومة الولاية.. ما هي رؤيتكم للحلول؟

ــ دعني أولاً أترحّم على روح فقيد الولاية الناظر آدم حامد الجدي ناظر عموم البني حسين بالسودان، الذي غادر دنيانا، وهو فقد للإدارة الأهلية بالسودان، ويعتبر ركيزة أساسية وسنداً حقيقياً للتعايش لما يتمتع به من حكمة ومعرفة، وحول المُصالحات القبلية، نستطيع أن نقول إن القائد العام له رصيد كبير من الإنجازات في مؤتمرات الصلح القبلي وانتم متابعون لهذا الدور كإعلام حر، بالإضافة لذلك أن اتفاقية سلام السودان بجوبا مَهّدت الطريق لطي مرارات الماضي والتوجه كلياً نحو نسيان الحرب والاستفادة من مكاسبها الحقيقيّة بإيقاف الحرب في جميع أنحاء السودان وإقليم دارفور على وجه خاص. والمطلوب منا كقيادات عسكرية وسياسية السعي الجاد لإصلاح ذات البين بين مكونات مجتمعنا المحلي، وهو ما يسمونه ناس السياسة (العدالة الانتقالية) مُش كِده..؟

بالنسبة للدعم السريع؟

عموماً نحن في شمال دارفور كقوات دعم سريع لم ننتظر، ومقدرون الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لذلك تقدمنا خطوات في الصلح بين المكونات ، وبتوجيه من نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، استطعنا طي المشكلات القبلية بمحلية السريف بني حسين، واستثمرنا علاقتنا الجيدة مع الإدارة الأهلية والسيد الوالي الجنرال نمر محمد عبد الرحمن في الجمع بين الأطراف، ووقّعنا على صلح قبلي بين مكونات محلية السريف بني حسين وجد قبولاً واستحساناً من جميع الجهات الرسمية والشعبية، ومستمرون في المصالحات والتعايش السلمي.

هل لديكم مبادرات في هذا الشأن؟

الآن لدينا مبادرة مع رفقائنا بالكفاح المسلح في الولاية سميناها دعوه للتسامح والتصالح، واستطعت جمع كل قادة الكفاح المسلح بمكتبي هنا وطلبت منهم دعم المبادرة وجميعهم اكدوا الدعم والمشاركة، ولولا الأحداث الأمنية الأخيرة المؤسفة التي حدثت بمقر “يوناميد” بالفاشر لكنا الآن مضينا بعيداً في المبادرة. وعبركم ندعو جميع أهل السودان واقليم دارفور بالمشاركة ودعم النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين مكونات الولاية، ونترحّم على شهدائنا في جميع الأجهزة النظامية وشهداء الثورة الملهمة، وندعوكم للتوحد والالتفاف حول قضايا البلاد العليا وأن نجعل الحوار مَدخلاً لحل جميع خلافاتنا.

ما هي جهودكم ومساهماتكم بالولاية في تقديم الخدمات للمجتمع؟

ــ الجميع يعرف الأدوار الكبيرة التي ظلت تقوم بها قوات الدعم السريع تجاه المجتمع وحققت نجاحاً منقطع النظير في ملف الخدمات، وحتى أكون صادقاً معك أن هناك إشادات كبيرة في برامج المسؤولية المجتمعية الذي تفردت به قواتنا، ففي مجال التعليم دعني أتحدّث لك بشفافية، ومن موقع مسؤولية أولاً: التعليم بدارفور لديه مشكلات وصعوبات كثيرة تتمثل في انعدام البيئة المدرسية الحضارية، فمعظم المدارس بالمحليات الغربية والشمالية غير مكتملة الفصول وبلا اسوار وبلا مرافق صحية، وهناك عددٌ كبيرٌ من المدارس تجد فصولهم من القش والقصب (رواكيب)، وأحياناً تجد الفصل الدراسي عبارة عن ظل شجرة، وكذلك تنقصها معينات الدراسة والأستاذ المدرسي. والحمد لله نحن في إطار مسؤوليتنا المجتمعية منذ إنشاء قوات الدعم السريع حتى يومنا هذا، ظللنا نُشيِّد المدارس وندعم العملية التعليمية، والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” حريص على تنمية البيئة التعليمية، وفي جميع محليات دارفور الدعم السريع مساهم بصورة كبيرة في مشروعات التعليم. وكذلك لنا مساهمة كبيرة في دعم الصحة ووصلتنا قوافل صحية خلال الكوارث السابقة بتوجيه من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول “حميدتي”، وساهمنا في دعم المستشفيات وافتتحنا خلال الأسابيع الماضية مستشفىً كبيرا يتبع لقواتنا بمدينة الفاشر ومفتوح للمواطنين لتلقي العلاج، ومستمرون في تلبية جميع احتياجات الصحة بالخلاوي والفرقان والقرى، أيضاً لدينا خدمات اجتماعية كبيرة لمواطن الولاية تمثلت في حفر الآبار بجميع المحليات الغربية في الطينة وكرنوي وامبرو، والمسؤولية المجتمعية تجربة متقدمة وهادفة تفرّدت بها قوات الدعم السريع بتوجيهات مباشرة من قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

الولاية تجاور عددا من الدول، هل حدثتنا عن تأمين الشريط الحدودي؟

ــ في مجال حراسة حدود البلاد تجدنا منفتحين بكل حدودنا مع دول الجوار، وقواتنا تعمل بالصحراء في ظل ظروف صعبة وإمكانات محلية ضعيفة ، ونقوم بدورنا بلا كللٍ او مللٍ، واضعين أمن واستقرار البلاد نصب أعيننا وهي توجيهات مستديمة من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو القائد العام للقوات، وفي هذا المضمار فقدنا خيرة الرجال وحققنا إنجازات كبيرة عادت على البلاد بالعديد من الفوائد، واستطعنا منع جميع أنواع التجارة غير الشرعية التي تُمارس في الحدود، وحققنا ضبطيات كثيرة تناولها الإعلام الداخلي والخارجي واشادت بها حكومتنا السياسية.

أنت الآن خارج مكتبك متواجد بمحليات ولاية شمال دارفور الغربية؟

بخصوص الزيارة الحالية لمحلية سرف عمرة، كنا من ضمن لجنة أمن الولاية للمحلية والتي تشهد كغيرها  من محليات الولاية تفلتات امنية هنا وهناك، ووقفنا على الوضع الأمني للمحلية عن قرب مع إخوتنا في الأجهزة الأمنية الأخرى، وإن شاء الله ستشهد القرارات التي أعلن عنها التنفيذ العاجل، وكذلك شهدنا خلال الزيارة بعض المشروعات الزراعية والخدمية التي تحتاجها المحلية وأكدنا مساهمتنا لأهلنا بالمحلية ودعمنا لخدمات الصحة والتعليم والمياه.

أيضاً انتهزنا الفرصة وقمت بالطواف على قيادة اللواء (٢١) مشاة والتقيت بقيادة اللواء وتعرفت على هموم وقضايا المواطنين بمحلية كبكابية من القيادة العسكرية، وهذه زيارات روتينية بغرض التنسيق والتعاون لحسم المشكلات الأمنية.. أيضاً طفت على قوات الدعم السريع المجموعتين الرابعة والخامسة ولمست منهم الروح المعنوية العالية ومدى جاهزيتهم، والحمد لله زيارتنا تتواصل لمحلية السريف وكتم وكلها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لمواطن الولاية والحفاظ على ممتلكاته.

كيف تنظرون إلى القوة المشتركة التي تم تشكيلها أخيراً لتحقيق الاستقرار في دارفور؟

ــ نحن أصلاً (شغالين) ومنتشرين من أجل حماية المواطن وحراسة حدود البلاد، ومشاركتنا في القوة المشتركة لحماية المدنيين بدارفور، وأكدنا لقيادتنا السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، وقيادات الحركات المسلحة إبان زيارتهم الأخيرة للولاية أكدنا لهم جاهزيتنا التامة للمشاركة في إنشاء القوة التي قوامها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وعشرين، والآن قواتنا ترفع تمامها يومياً من مقر تجمع القوات بمعسكر جديد السيل بالفاشر الى القيادة العسكرية العليا المسؤولة عن قيادة القوة المشتركة بكامل مركباتها وعتادها الحربي، وعدد مركباتنا بمقر القوة المشتركة لحماية المدنيين بدارفور (١٥٠) عربة تحت قيادة اللواء النور أحمد القبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى