(مُعظم) بالخرطوم.. هل يسهم التاريخ في حل أزمة الراهن؟

 

تقرير: مريم أبشر   3مارس 2022م

بدأ أمس الثلاثاء مدير عام إدارة شؤون أفريقيا في الحكومة البريطانية،  معظم مالك، زيارة رسمية للخرطوم تستغرق يومين.

وحسب بيان صادر عن السفارة البريطانية بالخرطوم، ان معظم سيجتمع مع عدد كبير من قيادات القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن لقائه ببعض الإعلاميين والشباب والمنظمات الدولية بهدف فهم التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.

وأضاف البيان أن المسؤول البريطاني “سيرحب بالإجماع القوي الذي اتضح من خلال مشاورات اليونيتامس بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة السودانيين بشأن عدد من القضايا والمبادئ الأساسية”.مؤكداً على دعم المملكة المتحدة لعملية انتقال ديمقراطي بقيادة مدنية.

 

 دعم الانتقال

زيارة المسؤول البريطاني تأتي في وقت يكثف فيه رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال فولكر بيرتس، مشاوراته وتحركاته بغية تحقيق اكبر قدر من التقارب بين القوى السياسية حول المشتركات وحصر مواطن الاختلاف للتحرك خطوة باتجاه مبادرة تضع حلاً لحالة الراهن التي دخلت فيها البلاد بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 .

وتأتي هذه الزيارة والقوى السياسية المناهضة للاجراءات تعتبرها انقلاباً على الثورة .

فيما تمضي كل تلك التحركات والشارع ينتظم في تظاهراته المنادية بعودة المدنية ورجوع الجيش الى ثكناته ومهامه الاساسية، رافعين شعار اللاءات الثلاثة لا تفاوض لا مساومة ولا شراكة. ومنتظمين في تظاهراتهم بالجدول الجديد لتظاهرات شهر مارس.

 تقريب وجهات

 

رغم الاعلان الرسمي الصادر عن السفارة البريطانية الذي فصل اسباب الزيارة والجهات المستهدفة باللقاء ، الا ان المعلومات اكدت بان المسؤول البريطاني الموجود حاليا بالخرطوم رغم التوتر الذي تعيشه الدول الغربية جراء الحرب الروسية الأوكرانية ، يهدف في الاساس لإجراء تحركات خاصة بإصلاح البين بين الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن تطورات الاوضاع الحالية في السودان وحلها.

وكشفت المعلومات ان الاتحاد الافريقي يعتبر انه اسهم بموجب سلسلة من المشاورات الممتدة عبر مبعوثيه من التوصل لوثيقة اتفاق بين الاطراف السودانية مدنية وعسكرية اسهمت في خاتمة المطاف في التوصل لوثيقة دستورية تم التوقيع عليها من قبل المكونين العسكري و المدني و  بمعية شهود دوليين و اقليميين تمثل في الاتحاد الافريقي، الامم المتحدة، الجامعة العربية واثيوبيا وعدد آخر، افضت الوثيقة لتشكيل حكومة الفترة الانتقالية خلال السنتين الماضيتين.

انتقاد

وانتقد الدكتور الباحث الاكاديمي صلاح الدومة في حديث لـ”الصيحة”، الطريقة التي يمضي بها فولكر نحو الحل, و قال ان مبعوث الامين العام يريد ان يبدأ من جديد متجاهلاً الوثيقة الدستورية التي كانت الامم المتحدة التي يمثلها الآن احد شهودها الاساسيين ، في الوقت الذي يرى فيه الاتحاد الافريقي بصفته المنظمة الإقليمية المنوط بها وفق مبادئ تأسيسها حل المشاكل داخل دولها الاعضاء دون تدخلات خارجية، والبناء على الإعلان السياسي الذي بموجبه تم التوصل للوثيقة الدستورية، مضيفا : إن ولاية الشق العسكري انتهت بموجب الاتفاق وان مساعي الحل يجب أن تأخذ في الاعتبار ما تم التوافق عليه خلال الفترة الماضية وليس البدء من الصفر.

 زيارة مهمة:

زيارة معظم مسؤول إدارة الشؤون الأفريقية بالخارجية البريطانية تكتسب أهمية خاصة، لجهة أن بريطانيا غادرت الاتحاد الأوروبي وأصبحت دولة قائمة بذاتها بعيدة عن سياسات الاتحاد الاوروبي بصفة عامة ، لكنها  بالقطع مرتبطة بمواقف الاتحاد الاوروبي، فضلاً عن ان توقيت الزيارة مهم هو ما يراه الدكتور والسفير علي يوسف، مشيراً الى أن السودان يمر حالياً بمرحلة يحتاج لتضافر الجهود الوطنية والدولية للخروج من المأزق والخطر الذي يهدد مستقبله،  ويضيف ان المبادرة التي يقودها فولكر وصلت الى نهاياتها. ووفقاً لموجز اصدره الى ان هنالك اتفاقا بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بأن تكون العملية السياسية في السودان تقودها ثلاثة اطراف هي الامم المتحدة، الاتحاد الافريقي والإيقاد وان يكون الهدف من التحرك السياسي التوصل لاتفاق يقود المرحلة السياسية الجديدة بحيث تلتف حولها كل القوى واطراف العملية السياسية الموجودة في الساحة . واعتبر يوسف ما تم التوصل اليه خطوة مهمة بعد عودة الاتحاد الأفريقي بقوة باعتباره لعب دورا هاماً  في التوصل للاتفاق الاول الذي قامت على اساسه حكومة حمدوك الأولى واستمر حتى قرارات أكتوبر.

المهمة الثلاثية

وقال السفير يوسف، ان مهمة الوساطة الثلاثية الوصول لصيغة مقبولة.

ولفت الى ان فولكر انهى المرحلة الاولى الخاصة بالمشاورات الواسعة الخاصة بالتعرف على كل المُبادرات المطروحة وان المرحلة القادمة هي التوصل لتوافق مقبول بين القوى يمهد لقيام حكومة وتشكيل حكومة كفاءات وأجهزتها لاكمال الفترة المتبقية من الانتقال وذلك إما بإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية أو وضع وثيقة جديدة بالصورة التي تمكن كل الأطراف من المساهمة.

الشركاء الدوليون

ويعتقد الخبير الدبلوماسي ان الشركاء الدوليين بما فيهم بريطانيا يرون ان الشراكة بين الاطراف يجب ان تستمر، وقال ان المسؤول البريطاني ربما يكون مهتما بالوقوف على رؤية المسؤولين في القوى السياسية والشخصيات الوطنية حول الرؤى المطروحة، لافتاً الى ان الدور البريطاني مهم للعلاقات التاريخية، بجانب ذلك فإن المرحلة المقبلة حسب السفير علي يوسف سيكون فيها دور للإدارات الأهلية بشأن التوافق الوطني، ومعروف بريطانيا صاحبة فكرة الادارة الاهلية في السودان.

على كل، المراقبون يرون ان زيارة المسؤول البريطاني مهمة في هذا التوقيت  الهام في تاريخ السودان، نظراً للخلفيات التاريخية للوجود البريطاني ومعرفته بطبيعة التركيبة السياسية للسودان , وإمكانية أن يحدث بعض نقاط الالتقاء بها ليست عصيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى