هياج أمريكي معلن بعد تقارب الخرطوم وموسكو

الخرطوم- الصيحة

أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قطع كافة أشكال التمويل لحكومة السودان مقابل توسيع الدعم للشعب السوداني. وقالت نائبة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للسياسة والبرمجة إيزوبيل كولمان، إن الوكالة ستقوم هذا العام ببرمجة (700) مليون دولار من الإنفاق الذي وافق عليه الكونجرس سابقًا للسودان. وأضافت أن الوكالة ستفعل ذلك بطريقة تتجاوز الجيش، وستتم برمجة (108) ملايين دولار، توجه لدعم نمو منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء البلاد.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي خصص تمويلاً في عام 2020م لدعم الديمقراطية والحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين في السودان. وجمدت واشنطن مساعداتها للخرطوم، بعد قرارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر العام الماضي التي صحبها اعتراض أمريكي كبير على القرارات التي أبعدت عناصرها الفاعلة من مراكز اتخاذ القرار.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن، إن الإدارة الأمريكية أدارت ظهرها للحكومة السودانية وعادت لاتباع أسلوب الحصار والتهديد بالعقوبات، وأضاف أن حالة الهياج الأمريكي معلومة الدوافع خاصة بعد التقارب الكبير بين موسكو والخرطوم في الأونة الأخيرة والإعلان رسمياً عن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو إلى روسيا.

وأكد خالد أن الدعم المزعوم الذي تتحدث عنه واشنطن بأنه موجه للشعب السوداني هو دعم ملغوم ومغلف بالمطالب ولا يعني المواطن العادي البسيط بأي حال من الأحوال لأنه موجه إلى فئة معينة.

وأشار خالد إلى تضرر الشعب السوداني من العقوبات الأمريكية والحصار الإقتصادي الذي استمر لقرابة الثلاثين عاماً حُرم خلالها السودانيون حتى من الدواء والغذاء، فمن أين أتت كل هذه الرأفة الآن لتتحدث أمريكا عن شعب أصرت على تجويعه ومرضه لعقود طويلة.

وقال خبراء ومحللون سياسيون، إن الحرب الأمريكية وصلت إلى أشدها مع الحكومة السودانية حيث قامت بإطلاق الشائعات عبر خلاياها داخل السودان وأغرقت الأسافير برسائل تتحدث عن هبوط قوات المارينز على امتداد الحدود السودانية تأهباً لاسقاط العسكر. وأضاف الخبراء أن أمريكا تحرّض الشعب السوداني على الحكومة في أبشع صور التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للسودان وتدعم بعض الجهات لتجعلهم مشروع عملاء لها في المستقبل القريب.

وأشار الخبراء إلى تسارع خطوات الإدارة الأمريكية في تحريك بيادق (رقعة الشطرنج) لمحاصرة الحكومة الحالية بعد فشل الحكومة السابقة في تنفيذ أجندتها المشبوهة. وهي الآن تنتقل للخطة (ب) التي يبدو واضحاً فيها البدء بالتلويح بالعقوبات ثم التهديد بوقف الدعم وصولاً إلى الضربات العسكرية إن تطلب الأمر ذلك حتى وإن استهدفت منشآت يستفيد منها الشعب السوداني وما حادثة تدمير مصنع الشفاء للأدوية ببعيدة عن الأذهان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى