نقاط فولكر السبع.. هل تنجح في إذابة الجليد السياسي؟

 

الخرطوم: آثار كامل     14يناير2022م 

كشف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة يونيتامس، فولكر بيرتس في إحاطة قدمها لمجلس الأمن (مساء الخميس)، تفاصيل اكثر عن المشاورات التي يجريها مع الشركاء “السودانيين والدوليين” حول العملية السياسية التي تتولى بعثته تيسيرها، وطلب من ما أسماهم “أصحاب المصلحة” تفهم طبيعة عمل البعثة التي يترأسها والمشاورات الفردية التي يتحرك من خلالها، وتضمنت التفاصيل “سبع نقاط” تُبين فحوى “مبادرته” التي حرّكت جمود الساحة السياسية بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، وتهدف تلك النقاط حسب قوله إلى توافق حول السبيل نحو انتقال ديمقراطي كامل بقيادة مدنيّة، وتتمثل في معالجة الجمود السياسي، العمل مع جميع الجهات الفاعلة في البلاد، الموقف المحايد للبعثة حيال نتيجة هذه العملية “التي ستهتدي بآراء السودانيين أنفسهم”، التزام الامم المتحدة بدعم “حكومة قيادتها مدنيّة، وتهيئة المناخ الملائم بإنهاء استخدام العنف ضدّ المتظاهرين السلميين ومحاسبة مُرتكبي هذا العنف والحفاظ على حقوق الشعب السوداني الإنسانية وحمايتها”.

وأوضحت يونيتامس بأنها ستبدأ مشاورات أولية مع أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومة والجهات السياسية الفاعلة وشركاء السلام والحركات المسلحة والمجتمع المدني ولجان المقاومة والمجموعات النسائية والشباب, فيما أوضحت النقاط بأن ليس للأمم المتحدة أي موقف حيال نتيجة هذه العملية التي ستهتدي بآراء السودانيين أنفسهم، بل ستوفر مجموعة من القدرات لزيادة المشاركة إلى أقصى حد وضمان الانخراط عبر الطيف السياسي.

لكن يونيتامس، تعول في نجاح العملية التشاورية على التعاون الكامل من قبل جميع الأطراف، لا سيما السلطات، بهدف خلق مناخ وأرضية مساعدة.

أرضية أساسية

قال أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية الهادي عبد الله لـ(الصيحة)، إن النقاط المطروحة من قبل يونيتامس، تعتبر أرضية أساسية للتفاوض، لجهة أنها واضحة بدأ من مشاورة الجميع دون إقصاءٍ، ولم تنس أحداً بجانب تهيئة المناخ الذي تعهّدت بتوفيرة وتقديم المساعدات المطلوبة لضمان الحقوق، ولفت عبد الله بأن على جميع الأطراف أخذها هذه النقاط بمحمل الجد ومراعاة مصلحة الوطن للخروج من النفق المظلم وعدم الانزلاق نحو المجهول،  منوهاً ان أي حوار أو نقاش او مبادرة  لا بد أن تُطرح لها بيئة محددة للتوصل إلى ما ستنتجه ونحن الآن أمام طرح لعملية حوار بنقاط ذات أرضية خصبة وشاملة، ونجد ان الهدف منه بناء كتلة عريضة لإسناد الفترة الانتقالية.

الحوار للجميع

فيما يرى المحلل السياسي علي فاروق خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن التحول الديمقراطي الذي ينادي به الجميع لن يتحقق بالكلام ولا الأماني، بل نجد ان من مطلوباته الأولية الحوار لجميع الاطراف السودانية وتحديد القضايا ومناقشتها، ومن الأوجب ان يكون على الملأ، ولفت بأن النقاط المطروحة للحوار من قبل يونيتامس واضحة للجميع وشاملة تجمع مبدأ عدم الإقصاء وتجمع السعي الى توافق لتحقيق مدنية كاملة وهذا مربط الفرس الذي يسعى له الجميع، وليس من المصلحة ان ترفع اي جهة مهما كانت يدها عن المشاركة في عملية الانتقال عبر الحوار والتشاور المطروح والبُعد عن التعنت، ويجب ان يعلم الجميع بأن البلاد تمضي بالتنازلات وليس بالخلافات وهي بمثابة فرصة للجلوس وتصحيح الأخطاء والحوار للوصول بالمرحلة الانتقالية الى نهايتها وقيام انتخابات تؤسس لدولة مدنية كاملة.

الشفافية مطلوبة

قال المحلل السياسي أحمد الجيلي، إن القضايا تُحل بالحوار وليس الانزواء في رأي مخالف، ونوه في حديثه لـ(الصيحة) بأن يونيتامس تسعى لخلق جو حوار ينظر اليه البعض بأنه تدخل، ولكن عند قراءة الوضع من قريب ووضع النقاط المطروحة داخل مكبر وتشريحها نقطة نقطة، فنجدها وفّرت كل الدعم لتطوير عملية الانتقال الديمقراطي والذي يتحقق من خلال جلوس الاطراف في مائدة حوار، فلا بد من الالتفاف حول رأي موحد وبحث الخلافات بشفافية خصوصاً أن الخلافات القائمة تتمحور حول مسائل تُصب في مصلحة الإصلاح الداخلي، وقال إن المشاكل والخلافات السياسية الطافية على السطح أصبح تأثيرها على الجميع.

منظمة غير ثورية

وكان الممثل الأممي، فولكر بيرتس، طلب من السودانيين تفهُّم طبيعة عمل البعثة التي يترأسها والمشاورات التي يجريها مع الشركاء “السودانيين والدوليين” حول العملية السياسية التي تتولى بعثته تيسيرها، منبهاً الى أن الأمم المتحدة ليست منظمة ثورية “مثل الثوار الذين يخرجون في الاحتجاجات بالشوارع”، وانما تعمل مع كل أصحاب المصلحة “بما في ذلك الذين يرفضون بعضهم بعضاً”، وان العملية السياسية التي اطلقها الاسبوع الماضي ليس بالضرورة ان تصل الى “حلول مثالية كما يريد بعض الناس”، لجهة ان هناك موازين قوة موجودة يجب ان تؤخذ في الحسبان تستدعي التوصل الى حلول مُشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى