بلا أجندات .. الأزمة السودانية.. البحث عن حل أفريقي

 

تقرير: مريم أبشر       24فبراير2022م 

حراك محموم ابتدره عدد من  المسؤولين السودانيين  في الحكومة الانتقالية نحو القارة الافريقية لشرح و توضيح موقفها من خطوة الاجراءات التي اتخذتها والتطورات الماثلة الآن، التحرك الملحوظ جاء ايضاً بعد زيارة قام بها نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو الى  أديس ابابا مقر الاتحاد الافريقي ولقائه برئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد. ولم يستبعد مراقبون ان تكون خطة التحرك نحو الدولة الرئيسية للاتحاد في دورته الحالية وبقية الدول ضمن ما تم التشاور حوله بداية لتحرك مؤسسي للبحث عن حلول أفريقية تستبق او تكون معضدة لنتائج المشاورات التي يجريها فولكر، خاصة وان الاتحاد الأفريقي يسعى لحل قضايا دوله عبر الآليات الافريقية.

تحركات السيادي:

على نحو مكثف، بدأت الحكومة الانتقالية ممثلة في المجلس السيادي ووزارة الخارجية في إجراء تحركات ومشاركات فاعلة في الانشطة ذات الصلة بالقارة الأفريقية، فضلاً عن زيارات رسمية على مستوى عالٍ. ولعل التحركات جاءت في اعقاب زيارة كبار مسؤولي الاتحاد الافريقي  للخرطوم الاسبوع المنصرم، حيث زار البلاد مؤخراً موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي و رئيس مجلس السلم و الامن الافريقي. وجاءت الزيارة متزامنة مع تحرك مواز لرئيس بعثة الامم المتحدة بالخرطوم لدعم الانتقال فولكر بيرتس بين الاطراف السودانية مدنياً وعسكرياً لتقريب وجهات النظر و البحث عن مواطن الاتفاق والاختلاف كمبادرة أممية لإيجاد مخرج من الازمة التي تعيشها البلاد بعد إجراءات الخامس من أكتوبر العام الماضي.

كثير من المراقبين يرون في تكثيف الحكومة الانتقالية للتحركات الافريقية هي محاولة منها لإدخال الاتحاد الافريقي الذي ينتمي اليه السودان كعضو مؤسس وأسهم بشكل كبير في توصل الأطراف المدنية و العسكرية للتوقيع على الوثيقة الدستورية التي شكل الدستور الذي على اساسه اسست الشراكة خلال الفترة الماضية، كأحد الأطراف الأساسية في المبادرة الأممية التي يحرك فولكر حالياً بشأنها.

تحريك الساكن

ومن أجل تحريك الساكن الأفريقي، ابتدر عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر إبراهيم، جولة افريقية تشمل السنغال، موريتانيا والمغرب، حاملاً رسائل خطية من   من رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لرؤساء تلك الدول تتضمّن بجانب العلاقات الثنائية، آخر تطورات الاوضاع في السودان . والتقى في داكار بالرئيس السنغالي رئيس الاتحاد الافريقي في دورته الحالية  ماكي سال، وسلمه رسالة البرهان المتضمنة للجهود المبذولة  للتوصل إلى توافق وطني، حيث  أكد  رئيس الاتحاد الأفريقي ماكي سال، دعم الاتحاد الأفريقي لجهود الحوار بين كافة الأطراف السودانية من أجل إنجاح الفترة الانتقالية.  وفي محطته الثانية سلم عضو السيادي بالقصر الرئاسي الموريتاني، الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ رسالة من البرهان لذات الغرض . و سيختتم جولته بالمغرب.

في سياق آخر خطوات محاولات إيجاد مخرج للازمة عبر المحيط، يشارك عضو السيادي د. الهادي ادريس في ندوة كبرى تُعقد بعاصمة النيجر ميامي تتعلق بتحديات الدول التي تمر بمرحلة الانتقال وعلى رأسها السودان.

 عقار لكينشاسا:

ولذات تعظيم التواجد السوداني في محيطه الافريقي و المساهمة في حل قضاياه ، توجه عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار إير الى جمهورية الكونغو الديمقراطية امس في زيارة رسمية. وتأتي الزيارة   للمشاركة في مؤتمر قمة آلية الرقابة الإقليمية لإطار أديس أبابا للسلام والأمن والتعاون لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة، والذي تستضيفه العاصمة الكونغولية كينشاسا. و هي ذات الاجتماعات التي شارك فيها السودان على مستوى المجلس الوزاري بكينشاسا بوزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق.

البوابة الصحيحة:

العالم يتعامل مع السودان كدولة افريقية ، استثمارها وموارها، وتنوعها الثقافي والإمكانيات البشرية و التواصل الطبيعي،  كل ذلك يحمل الملمح الأفريقي. كما يشير بذلك الاكاديمي والباحث الأستاذ عبد الله آدم خاطر ويضيف بأن السودان يمثل قلب افريقيا النابض من حيث ربطها بالطرق والاتصالات والخطوط الجوية والبرية والبحرية.

وقال لـ(الصيحة) ان البعض لم يدرك ذلك وتحت بالسودان نحو مزاعم ايديولوجيات العروبة و الزج به في القضايا الإقليمية ذات العلاقة مع مصر. واضاف الآن و مع الضغط الدولي  الواقع والمعاش على السودان، اخذت الحكومة تدرك اهمية البعد الافريقي في معالجة مشاكل القارة وتعظيم دور الاتحاد الافريقي،  فضلاً عن المشاركة في قيادة القارة نحو التعاون الدولي بشكل يحفظ كرامة واستثمارات القارة ومواردها.

رصيد أهمل:

عودة السودان للقارة الافريقية اتجاه حميد ومطلوب وياليت لو ان السودان اتكأ على افريقيا وهي رصيد استراتيجي كبير ظل مهملاً سياسياً، هذا ما اشار اليه البروفيسور عبده مختار استاذ العلوم السياسية، مضيفا ان توجهات السودان في مجملها اقرب لافريقيا، وزاد ( افريقيا تحترمنا وتحترم شعبنا) ، واشار الى ان دولا لها وزنها مثل نيجيريا وجنوب افريقيا واثيوبيا  للسودان علاقات قوية معها، و قال لـ(الصيحة) ان السودان ظل دائماً يعطي افريقيا ظهره و هذا ربما يفسر تكبراً او غروراً، وأضاف آن الأوان لأن يستعيد السودان العمق الأفريقي، موضحاً أن الوساطة الإقليمية من شأنها ان تكون أكثر قبولاً من الوساطات غير الأفريقية التي ربما تكون لها أجندة وأبعاد ايديولوجية أو مصالح اقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى