د. يوسف الخضر يكتب :خراب الإدارة الأهلية

19فبراير2022م 

لم أكن أريد أن استبق الحديث عن الإدارة الأهلية في دارفور وعامة ولايات السودان، الا أنني أعددت العدة لها للمستقبل في عمودي (الرشيم) بجريدة “الصيحة”، ولكن هذا اللقاء شد انتباهي للخراب الذي حل بالإدارة الأهلية سياسياً واجتماعياً وجهلاً من بعض الجهلاء الذين نصبوا أنفسهم قادة للإدارة الأهلية بين يوم وليله مستغلين أموالهم ودعمهم الزائف للحكومة، وأطلقوا على أنفسهم لقب السلاطين، فهل هنالك سلاطين وملوك ونظار ومشايخ وعُمد من غير الذين يعرفهم أهل دارفور وأهل كل السودان، هؤلاء الوافدون شوّهوا الإدارة الأهلية وزجُّوا بها في السياسة، كلنا نعلم بأن زعيم الإدارة الأهلية لا يأتي من فراغ، بل من كابر عن كابر مزود بالخبرة والحكمة والدهاء في الحل والعقد وذلك اكتساب منذ صباه في مجالس ومحاكم أجداده وآبائه الأهلية . وخير دليل على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر السلطان دوسة. الناظر مادبو. السلطان عبد الرحمن بحر الدين. الملك أحمداي . الشيخ هلال . الملك الصياح . الشيخ الدود. الشرتاي إبراهيم عبد الله. الشرتاي ابكر الرشيد . الملك محمدين. الناظر دبكة . الشيخ عبد الله جاد الله. الشيخ عبد الله جبريل. الملك رحمة الله. السلطان حسين أيوب علي دينار. الشيخ جالي. الملك آدم الطاهر . أليس هؤلاء هم أهل الإدارة الأهلية كابراً عن كابر، أليس هؤلاء من كان في عهودهم الحلول الأهلية حاضرة والسياسة غائبة والنسيج الاجتماعي يعمه السلم والأمن. عهدهم تاريخياً لم نسمع بما يسمى برقعة النسيج الاجتماعي ومساهمات الحل السلمي، عاشت دارفور وكل السودان في عهودهم الحلول الناجزة دون لجان أو حكومة أو فرض هيبة الدولة. أردت بهذه المقدمة أن أقول إن الأجسام الغريبة المتملقة التي لا تنتمي للإدارة الأهلية هي من أضرت بالإدارة الأهلية بتسلقها من أجل الشهرة على حساب زعماء الإدارة الأهلية، ولعمري ليس هنالك معوقات أو مشاكل تواجه الإدارة الأهلية سوى هؤلاء الطفيليين الذين شوّهوا سُمعة الإدارة الأهلية بالسياسة والأطماع الذاتية. ونصبوا أنفسهم اوصياء عليها بإقامة المؤتمرات وتلك التسميات الغريبة على الإدارة الأهلية على شاكلة المجلس التنفيذي للإدارة الأهلية والمجلس الأعلى للإدارة الأهلية والأمانة العامة للإدارة الأهلية، بربكم أليس هذا تعدٍ وتسييس للإدارة الأهلية، وأهلها الحقيقيون صامتون إلا من رحم ربي من رجالات الإدارة الأهلية الأقوياء وعلى رأسهم الشيخ حمّاد عبد الله جبريل رجل الإدارة الأهلية القوى والمواقف الثابتة الصادقة. وأنا أتحدّث عن الإدارة الأهلية ورغم تحفظ البعض على بعض زعماء الإدارة الأهلية، إلا انني أقول إن الشيخ موسى هلال زعيم الإدارة الأهلية القوي قولاً وفعلاً  لم يقحم نفسه في هذا الضلال الذي يقوده الدخلاء على الإدارة الأهلية.

يصرفون الأموال بالمليارات في مُؤتمرات لا جدوى منها، بل الأحق هذا الأموال أن تُمنح لزعماء الإدارة الأهلية لمُعالجة مشاكل النزوح وجبر الضرر بين المزارعين والرعاة بديلاً لتلميع الجهلاء والدخلاء على الإدارة الأهلية، فزعماء الإدارة الأهلية هنالك منهم اليوم من يفوق هؤلاء الجهلاء الدخلاء على الإدارة الأهلية علما وفكرا، ولكن لا أدري كيف تفكر الحكومة ومن الذي هداها لإقامة مثل هذه المؤتمرات.

 

حسناً ان دعا السيد الوالي نمر لهذا المؤتمر الجامع للإدارة الأهلية بشمال دارفور، ويقيناً بأن هذا المؤتمر سوف يفيد في أشياء كثيرة وأهمها ابعاد الدخلاء عن الإدارة الأهلية، لأن البنيان لا يقوم بدون ساس ويومها سنعرف مَن المكسي ومَن المتعري وقسمنا ان نعري كل دخيل على الإدارة الأهلية حتى نبعد هذه الأمراض من مُجتمع دارفور الأهلي الأصيل بقيادة زعماء الإدارة الأهلية الحقيقيين ماضياً وحاضراً.

إن تنصروا الله ينصركم انه نعم المولى ونعم النصير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى