مدير معهد حقوق الطفل ياسر سليم شلبي لـ(الصيحة): هناك تغوُّلٌ كبيرٌ على ممتلكات مشردي السودان يجب تثبيتها

 

هم عرضة للمخاطر الصحية وإدمان المخدرات وحوادث العنف

اقترح إصدار قرار بإنشاء صندوق يُسمى “صندوق مُعالجة تشرد الأطفال” ذكوراً وإناثاً” وأن يتم تسجيل أي مركز أو منزل خصّصته الحكومة فيه

يدمنون المخدرات ويتعرّضون للعنف بكافة أنواعه

حوار: انتصار فضل الله       17فبراير2022م 

كشف مدير معهد حقوق الطفل الناشط ياسر سليم شلبي، عن وجود أملاك تخص الأطفال “المشردين والمشردات” في السودان، وطالب بحصرها وحمايتها.

 

واشار سليم في حوار لـ”الصيحة” إلى ان ممتلكات الأطفال المشردين تعرضت لإهمال كبير  وتغول من جهات لم يسمها ، قائلاً:  بدأت هذه الممتلكات تتحول لمشاريع أخرى ، موضحاً ان الأملاك تتمثل في الدور والمنازل التي خُِّصت لهذه الشريحة.

 

وشدد سليم، على أهمية تثبيت كل ما خصص أو قام من أجل المشردين، واقترح العمل على مناصرة بإصدار قرار لإنشاء صندوق يسمى “صندوق معالجة تشرد الأطفال” ذكوراً وإناثاً” وأن يتم تسجيل أي مركز أو منزل خصصته الحكومة أو أي منظمة أو جهة مانحة للأطفال المشردين على ان يتم تسجيل كل ذلك باسم الصندوق لضمان أن تكون هذه الدور والمنازل فقط للأنشطة الخاصة للأطفال المشردين.

نص الحوار:

 

* ما هو تقييمك لظاهرة تشرد الأطفال؟ 

 

– أصبحت مشكلة تشرد الأطفال أكثر انتشاراً ، وهم أكثر الشرائح التي تعاني من الحرمان من حقوقهم،  كما أنهم عرضة للكثير من الأخطار الصحية والبدنية والنفسية ، وإدمان المواد المخدرة ، وحوادث العنف بكافة أنواعها.

 

*هل نالت قضايا المشردين حظها من إعداد دراسات علاجية؟ 

 

–  مشكلة الأطفال المشردين هي أكثر الإشكالات التي نالت درجة عالية من الدراسات والبحوث والمسوحات ودراسات الماجستير والدكتوراه، حتى مل هؤلاء الأطفال من كثرة الأسئلة والدراسات التي تتناولهم وقللت ثقتهم في جدية حل إشكالاتهم، هذا الى جانب عشرات الورش التي تدور حولهم وقيام مراكز وبيوت من قبل العديد من الجهات الحكومية والمنظمات والجهات الخيرية دون أي تنسيق  وظهر ذلك في الجهود المشتتة والأنشطة بالقطاعي التي لا تنتهي.

 

* هل هناك دور ملموس ضد الانتهاكات التي يتعرّضون لها؟

 

– رغم أن الانتهاكات التي تحدث لهم هي أمام أعيننا مما يعكس ضعفنا في معالجتها والتصدي لها، فالانتهاكات التي تواجه هذه الفئة تؤكد تبلُّد أحاسيسنا أمامها.

 

*حدثنا عن ممتلكات المشردين؟

 

– من خلال عملية في حماية الطفل، لاحظت أن هنالك تغولا على ممتلكاتهم وإهمالاً لها وبدأت تتحوّل لمشاريع أخرى، وعليه أضعف الإيمان أن نعمل على تثبيت كل شيء خُصِّص أو قام من أجلهم.

 

* كيف ذلك؟

– من خلال العمل على مناصرتهم واقترح إصدار قرار فوري بإنشاء صندوق يسمى صندوق معالجة تشرد الأطفال “بالطبع يشمل الذكور والإناث”،  وأن  يتم تسجيل أي مركز أو منزل خصّصته الحكومة أو أي منظمة أو جهة مانحة للأطفال المشردين ويتم تسجيل كل ذلك باسم الصندوق لضمان أن تكون هذه الدور والمنازل فقط للأنشطة الخاصة للأطفال المشردين، وأن تكون مراكز انتقالية تعمل على تأهليهم وإعادة دمجهم لأسرهم أو أسر بديلة وفق النهج الحقوقي القائم على أن هؤلاء الأطفال ضحايا ولا ينبغى معاملتهم كالمجرمين.

 

 * هل هناك حصرٌ للممتلكات؟

 

– بالتأكيد يوجد حصر لها وهي معروفة لكل المهتمين بشؤون المشردين.

 

*هل يمكن أن تذكرها لنا؟

 

– اذا بدأنا حصر أملاك الأطفال المشردين ، فنجد على سبيل المثال وليس الحصر

هي مركز طيبة لتأهيل المشردين مساحته 50,000 متر وهو يسع لعدد 500 طفل، وبه وحدات سكنية وورش تدريب كبيرة، كذلك مدينة الخرطوم  الاجتماعية مساحتها 55,000 متر مربع وبها وحدات سكنية و ورش تدريب مهني في مختلف المجالات للأطفال المشردين،  ومجمع خاص ببرامج للفتيات المشردات وللمهارات النسوية، وهنالك ملاعب ومساحات واسعة ، ومن الأملاك نجد  دار بشائر للفتيات المشردات بالاضافة الى عشرات البيوت المخصصة للأطفال المشردين التابعة لجمعية أصدقاء الاطفال “أمل” وجمعية “صباح” لتنمية الطفولة والتي دفعت قيمتها منظمة الأمل والمأوى البريطانية لأجل الأطفال المشردين، وكذلك  مراكز جمعية الرجاء وجمعية القديس منصور وغيرهم هذا على سيبل المثال وليس الحصر.

 

* بالرجوع الى المقترح الذي ذكرته سابقاً من الجهات التي ترى أنها فعّالة  بالمشاركة فيه؟

 

– أولاً يجب ان يفتح الصندوق المقترح بابه لأي جهة طوعية أو حكومية ترغب في الاستفادة من هذه الدور أو البيوت في عمل مشروع جاد لمعالجة تشرد الأطفال في هذه البيوت، على أن يكون المشروع وفق السياسة التي أجازتها الدولة في أكتوبر 2020 (السياسة الوطنية لمعالجة مشكلة الأطفال المشردين) والتي هدفت لمعالجة مشكلة التشرد عند الأطفال وفق نهج حقوقي والعمل على دمجهم في أسرهم الطبيعية  وضرورة دعمها أو الاسر البديلة وتوفير الخدمات الأساسية الضرورية وأن تكون الدور الإيوائية لهم مفتوحة والدخول اليها دون كشات، وكذلك العمل في التقصي ولمّ الشمل والـتأهيل النفسي والاجتماعي ومعالجة الإدمان والصحة والتعليم والتدريب المهني والرياضة والتثقيف والترفيه وبرنامج العمل والتوظيف  للكبار منهم والرعاية اللاحقة والتقييم والمتابعة، وكما يعمل على استقطاب كافة قطاعات المجتمع والمراكز الثقافية والأندية الرياضية ومختلف النقابات والاتحادات ولجان المقاومة وغيرها.

 

* إذن كيف يمكن أن يعمل الصندوق؟

 

–  يجب ان يقوم الصندوق بتقييم كل التجارب السابقة وقياس أثرها على الأطفال المشردين (الذكور والإناث) والدروس المستفادة وذلك بمشاركة الأطفال أنفسهم ولا بد ان يُسجّل أي مركز أو بيوت للأطفال المشردين باسم هذا الصندوق.

 

* هل لديكم ملاحظات حول مراكز التدريب؟

 

– هنالك ملاحظة مهمة حول مراكز التدريب المهني الملحقة بدور الايواء كلها عبارة عن أطلال ومتوقفة ، فيجب بيعها في مزاد علني لمصلحة هؤلاء الأطفال، فلا داعي لأن تكون مع مراكز تأهيل الأطفال المشردين ورش، فلقد أثبتت اخفاقها، فالرعاية الاجتماعية دوماً تشكر الفقر ولا تستمر هذه المراكز كثيراً ولاحظتها في العديد من مدن البلاد، حيث قمت بتقييم ذلك، فالأفضل التخصصية وأن يكون تدريب هؤلاء الأطفال في المراكز التابعة لوزارة العمل ولمجلس التدريب المهني أو الخاصة، ويجب تخصيص نسبة ثابتة في مراكز التدريب المهني في شكل منح، شاملة كل احتياجاتهم للأطفال المشردين (الذكور والإناث).

 

* برأيك هل استفاد الأطفال من مراكز التدريب؟

 

– نجد العديد من هذه المراكز في معظم محليات السودان و لكنها تواجه اشكالية تتمثل في غياب التنسيق، فمثلاً للأسف لا يستفيد هؤلاء الأطفال من العديد من مراكز التدريب المهني الحكومية والخاصة المنتشرة بولاية الخرطوم.

 

* أذكر لنا بعضاً منها؟

 

– مثل مركز التدريب المهني الذي قدمته ألمانية منحة للسودان ويضم تخصصات منها مخارط – ديزل – بنزين – كهرباء سيارات – لحام – برادة – كهرباء عامة – نجارة – تبريد وإلكترونيات، وكذلك مركز التدريب المهني الكوري في الخرطوم ويقدم برامج تدريب، تشمل السيارات، والإلكترونيات العامة، وصناعة وخياطة الملابس  وصنع وتجهيز الأغذية والأطعمة، والتدريب على تكنولوجيا المعلومات، وهنالك المركز السوداني التركي للتدريب ومركز التدريب المهني كرري (للجلود) وقامت منظمة الكوميسا بمنحه شهادة اعتراف التميز المؤسسي للتدريب على المستوى الوطني بالسودان والمستوى الإقليمي للكوميسا، هنالك أيضا مراكز مملوكة للقطاع الخاص أو المنظمات غير الحكومية محلية وعالمية وتعمل وفق المعايير الفنية الصادرة من المجلس الأعلى للتدريب المهني والتلمذة والصناعية لذلك ، مثل مركز التدريب المهني معمار يوسف (المنطقة الصناعية بالخرطوم) به مجالات تدريب في مخارط – ديزل – بنزين – كهرباء سيارات – لحام – برادة – كهرباء عامة – معمار – تركيبات صحية – تنمية مهارات المرأة ، وهناك مراكز تدريب أخرى بها كل المجالات مثل مركز اخباري للتدريب المهني بامتداد ناصر، ومركز اسبارك للتدريب المهني، ومركز الفيحاء للتدريب المهني بأم درمان ومركز العرضة للتدريب المهني ومركز ليمنار ..الخ.

الجدير بالذكر أن هنالك حالياً شراكة بين ولاية الخرطوم، الاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة ممثلة في وكالة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في تطوير التدريب المهني من خلال المقدرات البشرية والمعدات والمباني بصورة حديثة ملائمة لاحتياجات سوق العمل (تمويل المشروع 11 مليون يورو).

 

* ما هو وضع الأطفال المشردين في القانون؟

 

– عرف قانون الطفل (الطفل المشرد) على أنه يقصد به الطفل المعرض للخطر بسبب وجوده بصورة غير طبيعية في الشارع للدرجة التي تعرض سلامته الأخلاقية أو النفسية أو الجسدية أو التربوية للخطر. يحتاج الأمر الى تنسيق كل الجهود من أجل هؤلاء الأطفال والنظر إليهم بدون تمييز وهم أطفال أبرياء لديهم روح ثورية صادقة ظهرت في مشاركتهم القوية في الثورة.. حرام يكون وضعهم نياماً في الشوارع وهم لديهم أملاك من بيوت ومراكز تساوي مليارات، ويكونوا كما قال فارس (يمشي المشردون في السفح في دنيا المزابل والخرائب ينبشون.. والمترفون الهائمون يقهقهون ويضحكون) وكأنهم ينشدون مع طرفة

وأمر ما ألقاه من ألم الهوى.. قرب الحبيب وما إليه وصول

 

* هل تمتلك إحصائية بحجم المشردين في السودان؟

– توجد إحصائية لكنها غير دقيقة، وأؤكد أنّ أعدادهم كبيرة جداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى