دعوة الإمارات للبرهان.. إسرائيل على الخط؟

 

تقرير/ نجدة بشارة     16فبراير2022م 

كشفت مصادر دبلوماسية عربية, عن كواليس المشاورات الجارية بشأن الأوضاع في السودان ومبادرة حل الأزمة السياسية هناك بين العسكر والقوى المدنية.

وبحسب هذه المصادر، فإن بعض العواصم الخليجية شهدت سباقاً محموماً لرأب الصدع, وإقناع القوى المدنية التي تم الاجتماع بها بالموافقة على بقاء رئيس مجلس السيادة الفريق الركن عبد الفتاح البرهان, على رأس قيادة الدولة السودانية، في إطار مجموعة من السيناريوهات المقترحة لحل الأزمة. وتوضح المصادر في أحاديث خاصة وفقاً لـ(العربي الجديد)، الجهود الكبيرة التي بذلها المسؤولون، للحفاظ على امتيازات ونفوذ العسكر في قيادة البلاد، باعتبارها المؤسسة الأكثر قُدرةً للحفاظ على عدم انهيار الأوضاع في البلد، الذي يمثل عمقاً لمصر وعدد من الدول العربية.

 دور الإمارات

في السياق, تسلم رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان, دعوة رسمية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لزيارة الإمارات, حيث سلم السفير الإماراتي بالخرطوم حمد بن محمد حميد الجنيبي رسالة لرئيس مجلس السيادة السوداني في مكتبه بالقصر الرئاسي. وأشاد البرهان بالدور الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم الفترة الانتقالية وحرصها التام على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، مؤكداً أهمية استمرار التعاون المشترك وترقيته بما يخدم مصالح البلدين لكون دولة الإمارات شريكًا استراتيجيًا. وتشير مصادر إلى أن الفترة الأخيرة شهدت زيارات لمسؤولين إلى الخرطوم، جرى خلالها عقد لقاءات مع المسؤولين بالأجهزة السودانية المختلفة، بجانب شخصيات بارزة في المعارضة السودانية.

القبول والرضاء

وتأتي الدعوة الإماراتية بعد أيام من زيارة نائب رئيس المجلس الفريق محمد حمدان دقلو لها وزيارة وفد سوداني الى إسرائيل متزامناً مع زيارة نائب رئيس مجلس السيادة.

ويرى مراقبون أن التحركات الإماراتية والسعودية على صعيد الأزمة السودانية، تتمتع بقدر كبير من التوافق, وتلفت إلى أنها جميعاً تتلاقى على أهمية الحفاظ على القيادة في أيدي المؤسسة العسكرية في السودان, واشاروا الى ان هناك دفعاً إماراتياً لدى الحكومة الإسرائيلية بأن العسكريين السودانيين هم القادرون على تمرير قرار التطبيع بين تل أبيب والخرطوم، وتشدد في هذا السياق على أن هناك تبنياً إسرائيلياً لرؤية الثلاثي العربي بشأن العسكر في السودان. وكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قد استقبل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بحر الشهر الجاري لبحث الأوضاع في السودان. وأكدت تقارير رسمية صادرة عن أبوظبي أن بن زايد شدد على استمرار دعم بلاده للخرطوم على كافة المستويات.

ردود فعل

ورصدت “الصيحة”, تغريدات لعدد من المتابعين على تويتر، وكتبت آمنة “أرى أن خطوة دعوة الإمارات للبرهان تصب نحو تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات وعدتها خطوة إيجابية. على الأقل نقدر نرد جميل دولة الإمارات على السودان. كفاية إنهم وقفوا معنا في أصعب الأوقات ودعمونا من أجل التحول الديمقراطي”.

وعلق أحمد “خليهم يطورون التعليم والصحة ويبنون المصانع والاستثمارات لإنهاء البطالة، لكن (تطوير العلاقات) ليست مفهومة كيف يستفيد منها الشعب”.

وكتب مغرد آخر “الإمارات تريد أن تبني علاقات مع حميدتي والبرهان وقد حدث، ولكن العلاقات تبنى مع الشعوب”.

على الخط؟

قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السفير الطريفي كرمنو لـ(الصيحة) ان العلاقات السودانية الإمارتية كانت ولا تزال على وفاق, وبالتالي فإن الدعوة قد تفسر بالطبيعية، لكن المح الى ان هنالك همسات تدور عن  زيارة الوفد الأمني السوداني إلى تل أبيب متزامنة مع زيارة “حميدتي” قبل اسبوع، أعقبه زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الى الإمارات قبل ثلاثة ايام، ثم جاءت دعوة رئيس دولة الإمارات لرئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وأضاف: بالتأكيد هنالك رابطٌ بين هذه الزيارات التي استبقت الدعوة, واردف أحسب أن إسرائيل على الخط وتسعى لتقوية العلاقة مع السودان, وزاد كما ان البرهان تحدث في الحوار الذي بثته القناة السودانية الى ان هنالك تعاونا بين القوى العسكرية في السودان وتل أبيب في المجال التقني والعسكري.

 الأشواك

وأوضح كرمنو ان قبول اي علاقة للسودان مع اسرائيل في هذا التوقيت كمن يسير حافياً على الأشواك، لجهة تدخل ايران على الخط، وقال ليس في صالح الدولتين السودان أو الإمارات التعاون مع اسرائيل، إضافةً إلى التوترات بين أبوظبي والحوثيين، في الوقت الذي يقاتل عدد من أبناء السودان في عاصفة الحزم بالسعودية. ولعل دعوة الإمارات تأتي في وقت يغلي فيه السودان بعد انسداد الأفق السياسي بالداخل.

وتظل التساؤلات مشرعة الى حين تلبية البرهان للدعوة، وهل ستكون لها علاقة  بترتيب البيت من الداخل، هذا ما ستكشف عنه مُقبل الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى