توقيع السلام.. ضوء في آخر النفق

 

الخرطوم/ مريم أبشر

أكملت جوبا الوسيط الرسمي لمفاوضات السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح استعداداتها بشكل كامل  للتوقيع بالأحرف الأولى على ثمانية بروتكولات أبرزها الأمنية والسياسية  توافقت عليها  الأطراف المتفاوضة بعد جولات ماراثونية تتعثر حيناً وتتقدم  في أحيان أخرى، غير أن الإصرار على التوصل لسلام حقيقي يخاطب جذور المشكلات مثل النهج الذي تمسكت به كل الأطراف. جملة من الدعوات وجهتها جوبا الوسيطة لعدد من الدول والمنظمات المهتمة بالشأن السودانى للمشاركة في مراسم حفل التوقيع  ويتوقع أن يشارك الرئيس الكيني أهورو كنياتا في مراسم التوقيع، وحسب المعلومات فإن ممثلي حركات الكفاح المسلح والحكومة مع الدولة الوسيطة يجري التنسيق بينهم بشكل متكامل لإخراج اليوم بالقدر الذي يتناسب مع الحدث الأبرز الذي انتظره السودانيون جميعاً وهو طي صفحة الحرب والاتجاه نحو بناء دولة السلام والعدالة والحرية.

حضور حمدوك:

رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك  وصل أمس  جوبا عاصمة دولة جنوب السودان  ليشهد ويشارك في  مراسم توقيع اتفاقيات السلام بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح. وكان في استقباله  بمطار جوبا الدولي  توت قلواك، مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية ورئيس فريق الوساطة وأعضاء وفد الوساطة، ووزيرة الخارجية باتريسا خميسة واني، ووزير المالية سلفاتور قرنق مبيور، ووزير البترول قوت قان شول وعدد من كبار المسؤولين في حكومة جمهورية جنوب السودان. ويرافق حمدوك وفد وزاري رفيع يضم  وزير شؤون مجلس الوزراء، وزير العدل، وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، وزيرة المالية المكلفة،  وزير الطاقة والتعدين المكلف ومدير جهاز المخابرات العامة. وابتدر الدكتور عبد الله حمدوك برنامج زيارته قبيل التوقيع بلقاءات جمعته بقيادة دولة جنوب السودان حيث التقى  الفريق أول سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، ونائبه الأول د. رياك مشار كل على حدة وتمثل مشاركة حمدوك في مراسم التوقيع المبدئي على اتفاق السلام بجانب نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو رئيس الوفد الحكومي الذي ظل متواجدًا وداعمًا لمسار المفاوضات منذ أسبوع مدى الاهتمام الذي توليه حكومة الثورة للسلام باعتبارة يمثل أحد أبرز شعارات الثورة فضلاً عن أنه فاصلة مهمة في مسار استكمال بقية هياكل الحكم الانتقالي ومستحقاته.

تحقيق الحلم:

توقيع اتفاق السلام الذي تحتضنه جوبا اليوم اعتبره الخبير الدبلوماسي السفير والدكتور علي يوسف بأنه إنجاز كبير وخطوة مهمة في مسار تحقيق السلام وأشار إلى أن الاتفاق لم يترك قضية أو مشكلة دفعت حاملي السلام للحرب إلا وناقشته خاصة الأمنية ودمج القوات وما بعد الدمج، لافتاً إلى أن جميع القضايا تمت معالجتها بصورة إيجابية، ويرى يوسف في حديثه للصيحة أن العقبة الوحيدة هى ما أثاره الحلو هو طرحه للعلمانية، بيد أن السفير يعتقد أن السلام قد طبق وأن المخاوف المتراكمة نتيجة سياسات سابقة  التي كانت تنتابه بشأن الحكم قد تلاشت بعد أن يكون الدستور وقد شُخّصت فيه كل الحقوق والواجبات وأصبحت تمنح على أساس المواطنة وليس الجهة أو القبيلة، وأنه ليست هنالك تفرقة دينية أو عرقية فإن تلك المخاوف ستتلاشى.. وأشار إلى أن التحدي الذي سيواجه الاتفاق هو تحقيق السلام على أرض الواقع والخروج من الوضع الاقتصادي الحالي والدخول في التنمية المتوازنة وأن لا يكون هنالك تهميش لأي طرف أو رقعة جغرافية، وأضاف أن ذلك لن يتم إلا بالتطبيق الكامل للاتفاق بواسطة الأطراف الموقعة والدعم الدولي والإقليمي من أجل تحقيق السلام والاستقرار وتحويل السلام لواقع معاش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى