صلاح أحمد إدريس يكتب : بازرعة.. لنبدأ معاً يا حبيبي الحكاية!!

 

(1)

في البدء، كل الشكر للأستاذة الإعلامية شادية عطا المنان ولسؤالها لتوضيح بعض الحقائق التي قد تكون خافية لها وللجميع حول حكايا بعض النصوص الغنائية التي لحّنتها للشاعر القامة والكبير الراحل حسين بازرعة .. ولا بد أن أذكر حقيقة مهمة جداً وهي أنني وحسين بازرعة رغم أنّنا كنا لسنوات طويلة في مدينة جدة ولكن لم تسنح لنا الفرصة باللقاء وأن أتشرّف بالتواصل معه.. وللحق أقول بأنني لم أحلم يوماً بتناول نص شعري من كلمات الراحل حسين بازرعة، ولكن تحقق الحلم حينما وصلتني قصيدتان عبر أسرته ومن بنت أخته تحديداً.

(2)

القصائد التي وصلتني هي (صورتك) والثانية مكتوبة باللغة العربية الفصحى واسمها (لنبدأ معاً يا حبيبي الحكاية) وهي نصوص بالغة العذوبة والجمال وهي فرصة سانحة لأن استعيد ذكرى علاقة حميمة وحبيبة مع الراحل العظيم الفنان عثمان حسين والذي كانت تجمعني به أحلى الصلات .. كانت علاقة يمكن وصفها بالجمال المطلق والشفافية والمحبة العميقة .. وكانت بيننا أحاديث ومسامرات وذكريات وحكايات، وأتمنى أن أجد الفرصة السانحة والمواتية للتوقف في بعض تلك الحكايات الخاصة والتي حكاها لي العظيم عثمان حسين .. ولعلي سأتوقّف بالحكى والسرد عن أغنية ما أروع وأجمل ما تغنى به عثمان حسين .. وأطراف هذه القصة ثلاثة أشخاص وهم الشاعر العظيم حسين بازرعة والفنانان القامتان عثمان حسين ومحمد وردي.. نسأل الله لهم كلهم الرحمة والمغفرة.

(3)

أعود لقصة النصوص الشعرية التي وصلتني من أسرة شاعرنا حسين بازرعة .. وهنا لا بُدّ أن أقول بأنني وفقت في تناولهما لحنياً .. وأكرر مجدداً اعتدادي وافتخاري لمجرد تلحين نصوص شعرية كتبها شاعر بقيمة وقامة حسين بازرعة .. فذلك مدعاة للتباهي والفخر .. ومجرد تناول قصائد له يعد بتقديري نوعاً من الإضافة للتجربة لأي مغنٍ أو ملحن لما له من قيمة إبداعية ووجدانية كبيرة عند الشعب السوداني.

(4)

مما لاحظت في قصيدة (صورتك) أنا على ثقة تامة بأن الشاعر حسين بازرعة كتب هذا النص قبل مغادرته لمدينة بورتسودان متوجهاً الى مدينة جدة للاستقرار بها .. والشاهد في الأمر أنني من شدة إعجابي بنص (صورتك) قمت بتلحينه مرتين.. كل لحن مختلف عن الآخر في السمات العامة ومختلف إيقاعياً أيضاً.. القصيدة الأخرى كان من المفترض أن يتغنى بها واحد من الأصوات الشبابية الجديدة ولكن أغنية (صورتك) تغنى بها الفنان الكبير سيف الجامعة.. والذي نسأل الله له تمام العافية وأن يعود مغرداً لمحبيه.. أما اللحن الثاني (لنبدأ معاً يا حبيبي الحكاية) تغنى بها الأخ الفنان وليد زاكي الدين.

(5)

ولتوضيح المعلومة بشكل أدق .. وهي سانحة جميلة أحيي فيها الصحفي سراج الدين مصطفى الناقد الفني المعروف والذي أكن له تقديراً خاصاً .. فهو كتب هذا الخبر، وأنقله كما ورد في صفحته (سيف الجامعة يقدم أغنيات جديدة للأرباب.. يستعد الفنان سيف الجامعة لتقديم ثلاث أغنيات جديدة من ألحان الأستاذ صلاح أحمد إدريس تم تسجيلها بأستديوهات أم درمان، وقال سيف الجامعة ان تعاونه مع الأرباب مستمر منذ فترة طويلة وسبق أن قدم له الشهر الماضي أغنية جديدة من كلمات الشاعر الراحل حسين بازرعة بعنوان (صورتك) وذلك خلال استضافته في قناة النيل الأزرق، وقال سيف الجامعة إن الأغنية أهداها الشاعر الكبير بازرعة للأرباب صلاح إدريس قبل سنوات وتأخر تقديمها للناس لظروف مختلفة، منها الحرص على تجويد العمل بما يتناسب وحجم الشاعر الراحل، مشيراً الى أنها أول أغنية تقدم لبازرعة بعد رحيله).

(6)

ولكن أقول ان هذه القصائد لم تأتني مباشرة من شاعرها الراحل حسين بازرعة ووصلتني من خلال أسرته كما ذكرت سابقاً .. وأعتقد بأنني كنت محظوظاً بأن تصلني قصائد لبازرعة وهي لم يتم تناولها لحنياً من قبل .. ولعل ذلك الموقف من أسرة بازرعة يجعلني أدعو أسر المبدعين أن لا يحبسوا إبداعهم في الدفاتر لمجرد رحيلهم .. لا بد أن يصل ذلك الإنتاج الإبداعي للفنانين والملحنين حتى لا تنقطع سيرتهم عن الدنيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى