فنان الرؤساء والبسطاء .. الشمس واحدة والقمر واحدٌ ومحمد وردي واحدٌ!!

 

(1)

قال الرئيس التشادي الأسبق تمبلباي عن وردي: لماذا يحبك شعبي كل هذا الحب وأنت لا تشبههم؟ وهو أيضاً كان من أشدّ المعجبين به. ودعاه نميري في العام ١٩٧٣م لحضور احتفالات أعياد مايو؛ وفي أثناء الحفل سأل تمبلباي نميري: أين وردي؟ فردَّ عليه: وردي سايب الغنا وعامل فيها سياسي وشيوعي! وكان تمبلباي يعلم بأنه مسجونٌ؛ لكنه تظاهر بأنه لا يعلم ذلك، فقال لنميري: سلمو لي في إيدي وأنا آخده معاي لإنجمينا وأريحك منو وما بخليهو يتكلم ضدك أو في السياسة (حسب حبه له وعشقه لفنه)، وأطلق نميري سراحه إكراماً للرئيس التشادي لكنه بقي بالسودان.

(2)

رئيس اليمن الجنوبي السابق علي ناصر محمد كان من المعجبين بوردي، ودعاه لإقامة حفلات في عدن، وكذلك الأمير عبد الرحمن بن سعود كان من المعجبين به، وقال عنه وردي إنه انبهر بلطفه وحضور بديهته وشاعريته؛ وهو مُحبٌ للفن الراقي الجميل، وقال انه منحه إقامة بالسعودية وأهداه عوداً وكان يحتفظ به كذكرى.

(3)

كان الرئيس القذافي من المعجبين به ومنبهراً بالأغنية الوطنية (أصبح الصبح)، وفي العام ١٩٨٨م عندما هدم السجون، دعاه عن طريق الملحق العسكري الليبي إلى ليبيا للمشاركة في احتفالات هدم السجون؛ وكان وقتها في اليمن الجنوبي، وفي أثناء إلقاء القذافي خطابه؛ أرسل أحدهم لوردي للصعود معه في المسرح، وعانقه ورفع يده وقال للجماهير: هذا هو الفنان الذي غنى أغنية أصبح الصبح فلا السجن ولا السّجّان باقٍ، وقد أهداه وساماً ذهبياً.                                                    (4)

قال ريك مشار بعد الاحتفال الكبير بأديس أبابا عام ١٩٩٧م والذي تُوِّج فيه وردي كفنان أفريقيا الأول: تأكدت بأنني لست زعيماً سودانياً ولا الصادق ولا الميرغني ولا قرنق ولا أي شخص؛ وإنما الزعيم الحقيقي هو الفنان محمد وردي.                                                                                                            قال الفنان الإثيوبي تلهون: الشمس واحدة والقمر واحدٌ ومحمد وردي واحدٌ. وقالت ميري ملوال دينق مواطنة من جنوب السودان قالت: أغاني وردي كانت السبب الرئيسي في دخولي للإسلام، وتعلمت اللغة العربية من أجل أن أفهمه.                                                                                                       (5)

اتفق كل الشعب السوداني على حب وردي بمختلف أحزابه ودياناته وإثنياته وقبائله، وتخطى وردي حدود السودان إلى الدول الافريقية والعربية، فأصبح مطرب الجماهير في إثيوبيا وأريتريا والصومال وجيبوتي وتشاد ومالي وأفريقيا الوسطى والنيجر ونيجيريا وليبيا واليمن ومصر وغيرها، فأصبحت أغانيه وموسيقاه عامل وحدة واتحاد افريقي، فهو ليس مجرد مطرب عادي، فوردي يمتلك موهبةٍ فذّة جعلت قلوب وعقول وأمزجة الناس من الجنسين تنجذب لسحره، فهو يمتلك كاريزما طاغية وسحراً فريداً من نوعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى